أحمد المبيضين - شرعت الدولة الأردنية الدولة عبر سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية قوانين وأنظمة لضمان حماية الأطفال، ومن ضمنهم مجهولو النسب، وما يضمن توفير أفضل الخدمات لهم، لينشئوا ضمن بيئة صحية ونفسية واجتماعية سليمة، ويسهموا في مسيرة البناء والتنمية في مجتمعهم ودولتهم.
الا ان هذه الفئة ، ما زالت مهمشة ومكسورة الأجنح ، وما زالت بعض أعين المجتمع تنظر اليهم بنظرات توحي ان الذنب ذنبهم ، ليكونوا أمام مصير مجهول وواقع مرير مهمشة ملامحه ، وذلك فور خروجهم من مراكز الرعاية والتأهيل عند بلوغهم سن الثامنة عشر .
لكن نقف امام سيف هو ذو حدين ، وهو كيف ستكون الحياة للفتاة مجهولة النسب فور خروجها من المركز ؟ والي اين ستذهب ولمن ستلجأ ؟ فلا أب ولا أم ولا اخوة ولا عائلة ولا شيء ، لتجد نفسها امام قطيع من الذئاب البشرية والتي قد خلت قلوبهم من الانسانية والقيم الاجتماعية والاخلاقية ، لتكون على ما تبسطه ايديهم ، في سبيل الضمان لها بالعيش والحياة ، لتكون الصدمة لها ، وتكتشف بعد أيام أو اسابيع على أبعد مدة ، أنها وقعت في مصيدة الغدر والبيع والشراء بجسدها .
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين محادين ، قال لموقع الوكيل الاخباري ، ان فئة مجهولو النسب ، اصبحت مستهدفة تماماً في مجتمعنا الاردني ، وذلك لطبيعة الحياة التي مروا بها ، والتي قد تجعل منهم ان يكون فرصة سهلة للاستغلال الجسدي والعاطفي ، وخاصة الاناث منهم.
وأكد الدكتور محادين ، انه ومما لا شك فيه أن خروج هذه الفئة الى المجتمع ، هو بمثابة التحدي لهم ، وذلك اثر عوامل عدة اهمها ، ان المناخ الذي كان متوفراً لهم يختلف كل الاختلاف عن طبيعة ومظاهر واساليب المناخ المجتمعي والذي اصبح واقعاً مفروضا عليهم ، وأن البرامج التدريبية التأهيلية التي تم تدريبهم وتعليمهم عليها لم تصل الى المستويات المطلوبة لتمكنهم من العمل كأي فرد آخر ، أضافة الى غياب الركن الاساسي وهو التأهيل النفسي ، والذي يعتبر اهم عامل يجب اخضاع مجهولي النسب اليه وان لا يسمح لهم بالخروج لهم الا عند التأكد انهم على قدر عالي من التحكم في النفس والذات ، وتفهم النظرية المجتمعية لهم .
وأوضح الدكتور محادين ، أن العقل المجتمعي المنتظم بمنظومة القيم والمفاهيم التقليدية في مجتمع نامي كمجتمعنا ، أن ينسى ويتخلص من هذه الوصمة الاجتماعية ،والتي تظهر بشكل غريب ومقلق لحظة معرفة أصحاب العمل وافراد المجتمع الاردني عند التعامل مع شخص مجهول النسب ، الامر الذي يجب على كافة ابناء مجتمعنا تفهم ان فئة مجهولي النسب لم يكن لهم الخيار في تحديد طريقة مجيئهم ، وان ظلموا بما فيه الكفاية من حرمان وقهر وذل وعذاب نفسي تزامن معهم من لحظة وعيهم وادراكهم حتى بلوغهم سن الشباب والذي سيبقى مترافقاً لهم ان لم يكن حل سريع من قبل الجهات المعنية لتدارك المعاناة النفسية والتوعية المجتمعية للمواطنين.
وأضاف محادين أن الدولة الاردنية لم تقصر بتاتاً في احتضان هذه الفئة منذ لحظة العثور عليهم ، اضافة الى منحهم لاسماء وأنساباً مفترضة ، وذلك للتقليل من حدة الظلم والقهر لهم ، وكنوع من المساهمة في التقليل من اخفاء الخلفية الاجتماعية وما يتبعها من أبعاد ' الوصمة 'التي التصقت بهم ، مشيراً في الوقت ذاته الى أهمية إنشاء مؤسسات تعنى بإدماجهم في سوق العمل ومساعدتهم والى طلاق حملات توعية عبر مختلف وسائل الإعلام للتقليل من معاناة هؤلاء الشباب في المجتمع الأردني.
من جهة أخرى ، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط لموقع ' الوكيل الاخباري' إن الوزارة تتعامل مع مجهولي النسب من خلال برامج عدة، الا ان هناك برنامجين هامين وهما : الأول وقائي يقوم على تحضين بعضهم للأسر المحرومة من الإنجاب والثاني علاجي خاص بفئة معروفي الأم وغير معروفي الأب.
وبين الرطروط أن وزارة التنمية الاجتماعية تقوم بمساعدتهم على الحصول على الوظيفة في القطاعين العام والخاص بحيث تم استحداث وحدة متخصصة بمتابعة أوضاع خريجي دور الرعاية بهدف منحهم مشاريع قروض إنتاجية وتدريبهم وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل.
ويعاني مجهولو النسب من ' وصمة عار ' تلاحقهم طيلة حياتهم، الامر الذي يدفع بالبعض منهم بسبب الرفض المجتمعي لهم للعمل في النوادي الليلية أو التسول، بعد تخرجهم من دور الرعاية بعد سن الثامنة عشر'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو