الجمعة 2024-12-13 05:55 م
 

هذه العلامات تدل على أن طفلك يعاني من مرض نفسي!

11:30 ص


نشرت صحيفة 'البايس' الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن بعض العلامات التي تدل على أن طفلك يعاني من مرض نفسي، علما بأنه يمكن ملاحظة هذه الإشارات من خلال تصرفات الطفل في المنزل، أو موقفه المعادي للمجتمع.اضافة اعلان


وقالت الصحيفة إن هناك علامات بينة توحي بأن الشخص يعاني من مرض نفسي. وفي هذا الصدد؛ أوضح الخبير النفسي ومدير قسم علم نفس الأطفال في مدريد، أبيل دومينغيز يورت، أن 'الأشخاص الذين يفتقرون إلى المشاعر الأساسية في المجال الاجتماعي، على غرار التعاطف والاهتمام بالآخرين، يمكن القول إنهم يشكون من مرض نفسي. فبالنسبة لهم؛ يعد الأشخاص المحيطون بهم مجرد وسيلة لتحقيق غاياتهم'.

وفي السياق ذاته؛ أكدت الأخصائية النفسية الإسبانية، أليسيا بانديراس، أن 'المريض النفسي يعجز عن التواصل والتفاعل مع آلام الآخرين'.

وأضافت الصحيفة أنه من الممكن الكشف عن الاضطرابات النفسية التي يشكو منها الشخص من خلال العديد من الاختبارات، على غرار اختبار 'التعاطف الكلاسيكي'، واختبار قسوة المشاعر، مشيرة إلى أنه 'في البداية؛ تم إجراء هذه الاختبارات على البالغين والمراهقين فقط. لكن انطلاقا من السنة الماضية؛ اقترح فريق من الباحثين من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، التثبت مما إذا كانت هذه الاختبارات كفيلة بأن تسمح لنا بالتنبؤ بالمشاكل السلوكية المستقبلية لدى الأطفال انطلاقا من سن الخمس سنوات، أم لا'.

وأوضحت أنه 'إثر القيام بهذه الاختبارات على الأطفال؛ اكتشف الباحثون نتائج مثيرة للقلق. فقد اتضح أن العديد من الأطفال يواجهون صعوبة في التعرف على تعابير وجه الشخص الآخر، في حين لا يولون اهتماما كبيرا لمعاناة ومحنة الآخرين. وهو ما يعكس بشكل واضح أن هؤلاء الأطفال يتسمون بنزعة معادية للمجتمع، فضلا عن أن العدوانية من المرجح أن تكون أبرز صفاتهم حتى بعد مرحلة البلوغ'.

وبينت أن هذا الموضوع قد أثار العديد من التساؤلات، أبرزها 'هل يولد الاضطراب النفسي مع الإنسان أم يكتسب في مراحل لاحقة؟'. وفي هذا الصدد؛ قامت مجموعة من علماء النفس في عدة جامعات بريطانية، بإخضاع حوالي 213 رضيعا لم تتجاوز أعمارهم الخمسة أسابيع؛ إلى اختبار مثير للاهتمام، حيث بادر الخبراء بوضع هؤلاء الأطفال أمام وجه إنساني، وجسم جامد لا حياة فيه، وعمدوا إلى اختيار كرة حمراء، وذلك بغية تحديد الجسم الذي جذب انتباههم أكثر من الآخر.

'وطلب هؤلاء الخبراء من والدي هؤلاء الأطفال استكمال استبيان الصفات العاطفية لأطفالهم بعد بلوغ السنتين والنصف. وقد اكتشف الخبراء إثر انتهاء التجربة؛ أن الأطفال الذين يتسمون بالقسوة وعدم الاكتراث قد لفت اهتمامهم الجسم الجامد'.

ونقلت الصحيفة وجهة نظر الأخصائية النفسية أليسيا بانديراس، التي بينت أن 'تقديرات علماء النفس تشير إلى أن الاضطرابات النفسية التي يشكو منها الأشخاص؛ تعود جذورها بنسبة 50 بالمئة إلى عوامل وراثية، وخاصة فيما يتعلق بالبرود العاطفي وعدم الاكتراث. في حين تعزى بقية العوامل الأخرى لهذه الاضطرابات؛ إلى المحيط الذي يعيش فيه الإنسان وبيئته التعليمية'.


ومن المثير للاهتمام؛ أنه بصرف النظر عن التجارب العلمية؛ تتضافر العديد من التفاصيل في الحياة اليومية للأطفال التي من شأنها أن تؤثر على نفسيتهم بشكل مباشر. وفي هذا الإطار؛ أفادت بانديراس أن 'مؤشرات الاضطراب النفسي المبكر تظهر ابتداء من سن الخمس أو الست سنوات، لكن من الممكن أن تتفشى إلى مقتبل سن المراهقة'.

وأشارت الصحيفة إلى بعض السلوكيات التي قد تظهر على الطفل في سن مبكر؛ قد تعد بمثابة دليل على إمكانية إصابة الطفل بمرض نفسي. ولعل أبرز هذه السلوكيات يتمثل في قسوة الأطفال في التعامل مع الحيوانات، حيث يؤكد هذا الموقف عدم تعاطف الطفل مع آلام الآخرين.
وفي هذا السياق؛ صرح الأخصائي أبيل دومينغيز يورت، أنه 'من المحتمل أن يعتمد الطفل هذه الممارسات القاسية أثناء تعامله مع أطفال آخرين أو حتى تجاه الرضع'.

ومن جهتها؛ رأت الأخصائية النفسية أليسيا بانديراس أن 'الطفل الذي لا يبدي شعورا بالندم إثر القيام بأمر خاطئ، أو الذي لا يتراجع عن أعماله المسيئة ولا يشعر بالذنب؛ هو حتما يعاني من اضطراب نفسي'.

وذكرت الصحيفة أن من بين الأعراض الأخرى التي تدل على إمكانية إصابة طفلك باضطرابات نفسية؛ تحديه لمختلف القواعد والقوانين المفروضة داخل المنزل. بالإضافة إلى ذلك؛ 'عادة ما يشعر الطفل بالإحباط بسهولة، ويدمر كل ما بحوزته عندما لا تسير الأمور كما يريد، وبالتالي يصعب عليه التحكم في انفعالاته'.

فضلا عن ذلك؛ يتسم الأطفال الذين قد يعانون مستقبلا من مشاكل نفسية بنوع من الأنانية، حيث يعتقدون أنهم 'مركز العالم'. ومن هذا المنطلق 'تتولد داخلهم رغبة في الحصول على كل شيء وعلى الفور، وحين لا تلبى رغباتهم؛ يلجأ هؤلاء الأطفال إلى إهانة من حولهم وحتى الاعتداء عليهم'.

وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأطفال عادة ما تكون لديهم رغبة في الانتقام، حيث قد يتسببون في الأذى لمن حولهم في حال كانوا غير عادلين معهم. وفي الوقت ذاته؛ تعد العقوبات بالنسبة لهم مجرد دافع إضافي للانتقام. وفي المقابل؛ يعتبر الكذب أحد الصفات المتجذرة داخلهم، حيث يكذب هؤلاء الأطفال للإفلات من العقاب.

وأوردت الصحيفة على لسان الخبراء أنه ينبغي على الآباء التعامل بشكل جدي مع هذه السلوكيات، والعمل على معالجتها. ففي الواقع؛ يمكن تجاوز النظرة المعادية للمجتمع من خلال غرس مشاعر التعاطف داخل الطفل، وتدريبه على المهارات الاجتماعية. وبالتالي سيتعلم الطفل التعبير عن رغباته بحزم، دون التسبب في أي ضرر للآخرين'.

وفي الختام؛ نقلت الصحيفة عن الأخصائية أليسيا بانديراس قولها إنه 'يجب أن نضع بعض القيود في البيت عن طريق ما يسمى بالاقتصاد الرمزي، أي أنه حتى يتمتع الأطفال بحقوقهم؛ فإنه يجب عليهم القيام بواجباتهم'. ومن جهته؛ نصح دومينغيز يورت بـ'قراءة قصص للأطفال بغية غرس المهارات الاجتماعية داخلهم. بالإضافة إلى أنه يمكن حث الأطفال على العمل الجماعي، كما يمكن أن نقدم لهم أمثلة تجعلهم يدركون القيمة الحقيقية للتضامن، وذلك لدفع الطفل إلى التخلي عن النزعة الفردية'.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة