نشر جاهل رسما كاريكاتيريا مسيئا ومرفوضا ومستهجنا فنما الجرح وأوجع، وارتبكت الدولة التي لم نعد نعرف هويتها، من يسيء إلى جامايكا بمجرد بوست يستدعى إلى محكمة أمن الدولة ويتم رفض تكفيله وكأنه سيكون سببا في أندلاع حرب عالمية جديدة، بينما من يسيء إلى من خلق جامايكا والكون والوجود يستدعى الى محافظ وكأنه ارتكب مخالفة سير أو أطلق عيارات نارية في حمام عريس!
هذا التخبط ثمنه باهظ جدا، ولو كان القانون حاسما مع الجميع، لما انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي بأقذر العبارات والشتائم وتبادل التهم بعد نشر هذا الكاريكاتير!
بلدنا مزار الأنبياء والصالحين، وما تزال تضرب أروع الأمثلة في التعايش الديني، وما تزال تضمنا وتحضننا ليس لنا بعد أرضها وهوائها مقام ومستقر. وعلى امتداد الوجع الوطني، حفظنا الوعد والشراكة، وظل هذا التآخي شاهدا من شواهد رفعتنا وعزتنا، ويكفينا فخرا أننا ما نزال حتى اليوم لا نعرف أن ذلك مسيحي أو ذلك مسلم إلا بالصدفة أو بعد إبراز الهوية. هذه تربية الآباء والأجداد وهذا دستورهم في الحياة، زرعوا في قلوبنا الأردن وطنا، ولم يزرعوا فينا الأردن فئة أو عشيرة أو طائفة.
ينشر بوست أو كاريكاتير، فتضرب وحدتنا الوطنية بمقتل، ونكتشف أن العلاقة هشة يزعزعها منشورات الفيسبوك، فأين مجلس الأمن الوطني الذي يخطط لمواجهة قدوم داعش، بينما ينمو بيننا كل يوم ألف داعش والف خائن وعميل!
مجرد أن نثور على منشورات شخصية، علينا أن ندرك حجم الخطر، لم يقتنع أحد أنها بوستات شخصية تعبّر عن رأي أصحابها فقط، ولم يصمت أحد حتى ينتظر معالجتها بسلطة القانون، فأعلنّا الجهاد بالبوستات ورمي التعليقات ولم يبقَ إلا إعلان الفتح المبين بلايك النصر! ارتباك الدولة وتراخيها هو ما ساهم في ذلك، والقانون متى كان صارما مع الجميع لن تتكرر مثل هذه الحوادث الفردية.
المأساة أننا نتحدث عن أن لدينا تربية وتعليما في الأردن، ومن ثمار تعليمكم أن هناك من يتحدث عن (السحل) في الشوارع بعد نشر أحدهم الكاريكاتير المسيء ، بينما هو نفسه لا يحرك ساكنا حين يسمع بأذنه شتم الذات الإلهية في شوارعنا وفي مجمعات الباصات، وهي بالمناسبة أقبح وأقسى من نشر الكاريكاتير ولا يتحرك حتى بأضعف الإيمان!
خلقنا لعبادته، نصلي ونصوم ونزكي ونحج، وحين تشاهد أحدهم لا يقوم بأي عبادة، بينما لا يتحمل مشاهدة كاريكاتير مسيء فيطلق أقذر العبارات ليشعل الفتنة، فكيف نقبل رأيا أو نقدا من هذا؟!
تحديد النسل، ومواجهة خطر الجراد على المزروعات، عقد لهما آلاف المؤتمرات، بينما لم تكلف الدولة نفسها بعقد مؤتمر يتيم يتحدث عن مسؤولية الفرد تجاه وطنه!
أليس من أهم مسؤولياتنا كأفراد أن نحفظ بلدنا من الفتن، فماذا أعددنا حتى لا نبقى ننساق وراء الجهلة والمبغضين على وسائل التواصل، الدول تبني الجيوش لحماية حدودها، فأين جيش المتعلمين والمثقفين الذين خرّجتهم مؤسساتنا التعليمية لحمايتها من الداخل!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو