الأربعاء 2024-12-11 10:40 م
 

هل اقنع المالكي النجيفي بالابحار في مركب واحد

01:22 م

بدلا من تفرغه لرئاسة جلسات مجلس النواب العراقي ، اصبح اسامة النجيفي ساعي بريد سياسي متنقلا بين بغداد واربيل باحثا عن حل توفيقي يحفظ ماء الوجه للخصمين اللدودين نوري المالكي ومسعود البارزاني تاركا امور التشريع وقضايا الشعب وقوانينه بايدي نائبه قصي السهيل
العشرات من المشاريع والقوانين مازالت منذ ان تخلى عن واجبه الاساس مطوية في ادراج هيئة الرئاسة واللجان المشكلة في مقدمتها قوانين العلم والبنى التحتية والاحزاب والانتخابات وقانون التقاعد العام الذي ينتظر صدوره حوالي ربع سكان العراق ما القى ظلال قاتمة على دوره كرئيس للبرلمان في مرحلة خطرة تتطلب حضورا له على كافة اللقاءات والصعد.

النجيفي في بحثه عن الشهرة والانتفاع من منصبه بما يحقق له كسبا حزبيا انساق وراء هوس رجل المهمات الصعبة في جولات مكوكية بين مقر الحكومة المركزية بغداد في المنطقة الخضراء وعاصمة الاقليم الكردي اربيل ،محاولا بذل كل ما يمكن بذله من محاولات لاصلاح ذات البين مستمدا قوة اندفاعه ، كونه القيادي البارز في ائتلاف العراقية مع مايقدم له موقعه كرئيس كتلة كبيرة داخل ائتلاف العراقية ورئيس كتلة كبيرة تمثل الموصل احدى نقاط الخلاف التي تدور من حولها صراع الارادات بين المالكي والبارزاني ..

النجيفي ولما يتمتع به من ثقة بالنفس وموقع مالي ملياري ، اراد ان يستثمرها في قيادة حملة اعلامية مبكرة لصالح نفسه ودعائية لشخصة ممهدا للامور بتحالفات جديدة مع رافع العيساوي وابو ريشه وسليم الجبوري وبعض الشيوخ ، على مستوى الاستعدادات الجارية الان لاعلان انفسهم كتلة واحدة لخوض الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات المزمع اقامتها في العشرين من شهر نيسان المقبل، ولانه يريد ان يستثمر وجوده في رئاسة مجلس النواب لتنفيذ بعض مآربه ، اراد بتحركاته ووساطاته ان يلفت الانظار اليه بهذه التحركات المسرحية التي يستهدف من ورائها تحقيق نتائج على صعيد الكسب السياسي بعدما اختير بالامس على رئاسة كتلة متحدون لتكون نقطة البداية والانطلاق نحو تمزيق العراقية ..الكتلة الام بعدما تخلى عن التعاون والتنسيق مع كتل اخرى مثل جبهة الحوار الوطني برئاسة الدكتور صالح المطلك نائب رئيس الوزراء الحالي لكي ينفرد بالساحة الساسية مؤملا نفسه من خلال تنسيق غير مرئي مع المالكي بالانتخابات العامة المبكرة ان جرت لكي يكون رئيسا لجمهورية العراق يستعين به المالكي رئيس الوزراء انذاك في تسيير دفة الحكم المقبل
ان حصلت فان المالكي لن يجد فصيلا سنيا يمثل طوائف العرب السنة في الموصل وكركوك والانبار وديالى خيرا منه بقناعته ومن القيادين الذين معه ، ظرف مثل هذا يخطط له النجيفي يمكن ان يقلب الموائد بوجه معارضي المالكي للولاية الثالثة ،ولكنها مشروطة بارتقاء النجيفي الى رئاسة الجمهورية ما يجعل المالكي متكئا على ارادة شعبية كبيرة تسمح له ان يواصل دوره الاستحواذي على مقدرات البلاد وهي امور تقدم ابلغ الصور على ما يمكن ان يمارسه من سلطات واسعة قد تعجب المستكينين على البلواء ، وتشكل انطلاقة سريعة نحو دكتاتورية الحزب الواحد اي حزب الدعوة

النجيفي ولكي يؤمن له هذا المسلك ويعبد الطريق نحو غاياته تراه اليوم يعمل وسيطا يمتلك كل المواصفات رغم رفض المالكي وساطة اي وسيط ولكن ذلك كان من قبل رئيس الوزراء ليس اكثر من امر تعبوي اراد من ورائه ان يسحب البساط عن محاولات يستهدف البعض الاخر منها جمع الفرقاء ولكن غاية نبيلة مثل هذه تستهدف حقن الدماء وانجرار البلاد الى حرب اهلية ستصطدم حتما برفض بعض المراهنين على بقاء المالكي في الحكم وفي المقدمة منهم البارزاني والتيار الصدري واخرين عملوا معه تحت ظلال العراقيةالتي يجري الان ترتيب بيتها من جديد..

واي كان السياسة الجديدة التي ستدار به معركة الارادات او صراعها بين بغداد واربيل فان تخلي اسامة النجيفي عن قناعاته بصدد وحدة التراب الوطني العراقي وترسيم الحدود الادارية للمحافظات كافة انما يكشف حقيقة واحدة ان النجيفي قد انساق وراء اهوائه وطموحاته كثيرا وهي طريق مملؤة بالعثرات ،وهو الوعد الذي كان قطعه المالكي من قبل للدكتور المطلك في تصريحات استقتها منه جريدة الشرق الاوسط في مقابلة نشرتها على ما أذكر في عام 2010 ان يكون المطلك رئيس جمهورية العراق بدلا من الطالباني اماني وطموحات تراود النجيفي مستسهلا المالكي خداه بها لكي يمرر سياسته فهل ينخدع النجيفي بها ،وسط محاذير كثيرة ان يكون رئيس مجلس النواب قد تخلى عن مشاريعه الوطنية وصار جزءا من آلة تخطط بالسوء للعراق وتبشر بولادة دكتاتور جديد..

اضافة اعلان

ديمه الفاعوري

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة