الأربعاء 2024-12-11 05:28 م
 

هل القمة الإسلامية على قدر التحديات؟ * نزيه القسوس

09:58 ص

انتهت أمس في القاهرة أعمال مؤتمر القمة الاسلامية الثانية عشرة ولم يصدر البيان الختامي قبل كتابة هذا المقال، لكن هذا البيان أعده مسبقا وزراء الخارجية الذين عقدوا اجتماعا تحضيريا قبل اجتماع القمة ونشرت تفاصيله كما هي العادة في القمم التي سبقت هذه القمة وكان عنوان هذه القمة العالم الاسلامي تحديات جديدة وفرص للتنمية حيث شارك فيها ملوك ورؤساء ومسؤولون من سبع وخمسين دولة اسلامية. وقبل أن نناقش مقررات هذه القمة نستعرض أهم ما ورد في البيان الختامي.اضافة اعلان


القمة المذكورة ناقشت على مدى يومين قضايا محددة تتعلق بالقضية الفلسطينية وظاهرة الاسلاموفوبيا ومكافحة الارهاب ونزع السلاح النووي والوضع الانساني في العالم الاسلامي وتعزيز التعاون الثقافي والعلمي والاقتصادي بين الدول الاسلامية.

البيان الختامي للقمة تضمن وجهة نظر الدول الاسلامية ازاء القضايا المطروحة وهنالك قرار منفرد اختص بفلسطين زيادة على ما ورد بشأنها ضمن البيان الختامي.

البيان الختامي للقمة ركز على ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية والقدس الشريف باعتبارها قضية رئيسة يجب على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي أن تعتمد بشأنها موقفا موحدا في المحافل الدولية ويدين البيان الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المقدسات في القدس المحتلة والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والحصار المفروض على القطاع واستمرار اسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري.

البيان الختامي لهذه القمة مثله مثل باقي البيانات التي أصدرتها القمم الاسلامية السابقة فهو كما يعتقد المراقبون السياسيون حبر على ورق فلن يقدم أو يؤخر شيئا في القضايا التي تهم العالم الاسلامي وستبقى هذه القضايا معلقة الى ما شاء الله.

فعلى سبيل المثال أدان البيان الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية في القدس والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والحصار المفروض على هذا القطاع منذ أكثر من خمس سنوات والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري لكن هذه الادانات لن توقف الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولن توقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك وعمليات التهويد المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا مدينة القدس ولن ترفع الحصار عن قطاع غزة أو توقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على هذا القطاع أو توقف بناء جدار الفصل العنصري.

أما مسألة نزع السلاح النووي فكيف يمكن لهذه القمة أن تنزع السلاح النووي الاسرائيلي الذي يعرف كل العالم أنها تمتلك حوالي مائتي قنبلة نووية وترفض التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

ونأتي الى مسألة مكافحة الارهاب فكيف يمكن للدول الاسلامية أن تكافح الارهاب وبعض هذه الدول هي التي تغذيه وتدعمه بالمال والسلاح فعلى سبيل المثال فان ايران تتهم بأنها هي المصدر الرئيسي للأسلحة التي يحارب بها الحوثيون الحكومة اليمنية وقد ضبطت السلطات اليمنية قبل عدة أيام سفينة محملة بالأسلحة عند الشواطىء اليمنية محملة بالأسلحة قادمة من ايران لتصل الى الحوثيين اليمنيين. كما تتهم ايران بأنها تقف وراء أحداث البحرين وتشجع الفئات الشيعية المعارضة على الاستمرار في التظاهر ضد الحكومة البحرينية.

ونأتي الى الوضع الانساني في العالم الاسلامي فهذا الوضع من أسوأ الأوضاع في العالم فهنالك فقر مدقع في بعض هذه الدول وهنالك ملايين من الناس لا يستطيعون الحصول على قوت يومهم أما البطالة فنسبها في هذا العالم من أكبر النسب في العالم.

يعتقد المحللون السياسيون أن القمم الاسلامية أصبحت تقليدا ليس له أي أثر لا على العالم الاسلامي ولا حتى على العالم فعندما قامت اسرائيل باعتداءاتها المتكررة على قطاع غزة وعندما هاجمت السفينة التركية التي كانت متجهة الى هذا القطاع في عرض البحر وقتلت تسعة من المواطنين الأتراك كانوا على ظهرها لم نر الدول الاسلامية قد تحركت وحتى بعض هذه الدول لم يشجب هذه الاعتداءات ببيان على الورق.

دول العالم الاسلامي تمتلك امكانات مادية قد لا تمتلكها معظم دول العالم فهي تنتج أكثر من نصف بترول العالم وتسيطر على أهم الممرات المائية في العالم ولديها امكانات بشرية هائلة ولديها.. ولديها.. الخ، لكنها التفرقة التي تمزق هذا العالم والاختلافات السياسية والعقائدية أحيانا.

مؤتمرات القمم الاسلامية لن تغير شيئا على الواقع وستبقى تصدر البيانات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتاريخ هو الذي سيحكم على هذه القمم وسوف تعرف الأجيال القادمة مدى المرارة التي تعيشها شعوب العالم الاسلامي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة