الأربعاء 2024-12-11 02:31 م
 

هل ستعود خدمة العلم؟!

07:08 ص

في الاخبار ان الحكومة احالت مشروعاً معدلا من رئيس الوزراء الى النواب،حول خدمة العلم،ولا احد يعرف تفاصيل المشروع وموقف النواب منه،في ظل حسابات كثيرة،غير اننا نتمنى على النواب استثمار هذه الاحالة لاعادة خدمة العلم ضمن تصور منطقي.اضافة اعلان

في كل الحالات لابد من اعادة خدمة العلم،دون ان تكون لعامين،كما كانت سابقاً،وكان يتم خلالها دفع خمسة عشر ديناراً للفرد شهريا،وهذا مبلغ قليل جداً،وبما ان المشروع بين يدي النواب،فأن هناك مقترحات كثيرة،تمزج بين الخدمة المدنية والخدمة العسكرية،وبعض هذه الاقتراحات يتحدث عن الخدمة التي تبدأ منذ المدرسة،وليس بعد التخرج الجامعي.
لدينا مشكلة هنا،في المدارس،تتلخص بقلة الانتماء،وفي حالات فهم الانتماء بطريقة خاطئة تقوم على العصبية،كما ان طلاب المدرسة،بلا سلوكيات حميدة،وترى الطلبة يمزقون كتبهم بعد الامتحانات في الشوارع،وُيخربون ادراج صفوفهم،ولا يتعلمون شيئا،بل ان اغلبهم لا يعرف مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة،ولا يعرف ايضا تاريخ البلد.
فرض الخدمة في المدرسة مهم جدا،بحيث يتم اقتطاع شهر من الاجازة في معسكرات مدنية،وبحيث يكون هناك مساق خلال العام الدراسي للخدمة المدنية،وهذا ممكن عبر وضع خطة،والبحث عن تمويل مالي لها،ومشاكل الجامعات التي نراها،تم حمل جيناتها الوراثية من ايام المدرسة.
لا نستغرب رؤية طالب يقطع شجرة،هذه الايام،لانه لم يقم اصلا بغرس شجرة في البلد،لا في بيته،ولاعبر برنامج خدمة مدنية،ولا نستغرب رؤية شاب يكسر لوح زجاج في مدرسة او محافظة،لانه لو شارك مع آخرين،في تركيبه مثلا،لما قام بتحطيمه.
علينا ان نلاحظ هنا ان اي خدمة للعلم،ذات سمة عسكرية يجب ان تتأسس على خدمة مدنية،منذ المدرسة،مع تذكر الحقيقة التي تقول ان اوضاع الناس صعبة جدا،ولهذا يجب ان تكون مدة الخدمة العسكرية قصيرة،وغير منهكة اقتصادياً للعائلات،ولثلاثة اشهر،وان يكون برنامجها مكثفا،يشتمل على التدرب على السلاح،والانضباط،فوق معرفة مناطق مختلفة في البلد،بدلا من التحوصل الاجتماعي.
الذين وقفوا ضد خدمة العلم باعتبارها تعلم الناس استعمال السلاح،لايجيبون عن التساؤل حول سر انتشار السلاح،ومعرفة اغلبية شعبنا استعماله،والافراط في توظيفاته،وهي ظاهرة لم نرها الا بعد وقف خدمة العلم،لا بسبب خدمة العلم؟!.
رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معروف البخيت،كان يريد اعادة خدمة العلم،زمن حكومته،وربما واجهت حكومته مصاعب تمويلية،لان خدمة العلم مكلفة مالياً،على صعيد المخصصات للمدربين وتوفير البيئة اللوجستية،فوق كلف التدريب ذاتها،ونفقات الذين يتدربون من غذاء ولباس وغير ذلك،وهذه تسجل للبخيت.
هناك انطباع عام عند الناس،ان خدمة العلم،تتسم بالقسوة وبتصرفات انتقامية احياناً،تجاه المكلفين،واليوم ربما يختلف الوضع،فأغلب المدربين جامعيين،ويعرفون ان اساءة المعاملة او القسوة قد تسبب نفوراً باطنياً عميقاً،وهذا ما لا نريده.
ثم نحذر مسبقاً،من التورط في قصة البدل المالي،بحيث يدفع الراغب بعدم الخدمة مبلغاً مالياً،لان هذا التوجه يعني تحويل خدمة العلم الى واجب على الفقراء فقط،وكأن حماية البلد حق عليهم وحدهم،في «طبقية وطنية» مذمومة،يجب عدم السماح بها.
منذ وقف خدمة العلم،بتنا نرى كل شيء،من التطاول على البلد،وانعدام الانضباط والاحترام.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة