سأحاول في السطور القادمة أن أبتعد قليلاً عن ما يدور حولنا من أحداث وأهوال وحروب، لأتكلم عن أمر له أكبر الأثر في حياتنا، ذلك الأمر الكامن في قلوبنا وسرائرنا، صفاء القلوب ونقائها.
ترى كم منا يستطيع أن يحافظ على قلبه نقياً صافياً دون أن تشوبه الشوائب، وتملأه الضغائن والأحقاد، مع كثرة مصاعب الحياة وتحدياتها، سؤال يبقى برسم الإجابة، ولنتذكر معاً ذلك الرجل الذي وصفه حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام
بقلم ... م. عبدالرحمن 'محمد وليد' بدران
بأنه رجل من أهل الجنة، ترى أتذكرون لماذا؟ قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا في المسجد عند رسول الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة)، قال: فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده، فسلم على النبي وجلس، قال: ولما كان اليوم الثاني قال: (يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة)، قال: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس، تنطف لحيته من وضوئه، معلقاً نعليه في يده فجلس، ثم في اليوم الثالث، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان، فعسى أن أوفّق لعمل مثل عمله، فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيام ثلاثة، فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم، إني لاحيت أبي – أي خاصمت أبي – فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل، قال: لا بأس، قال عبد الله: فبت عنده ثلاث ليال، والله ما رأيت كثير صلاة ولا قراءة، ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله، فإذا أذن الصبح قام فصلى، فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: يا عم، والله ما بيني وبين أبي من خصومة، ولكن رسول الله ذكرك في أيام ثلاثة أنك من أهل الجنة، فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا إبن أخي ما رأيت، قال: فلما إنصرفت دعاني وقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم، ولا أحسد أحداً من المسلمين على خير ساقه الله إليه، قال له عبد الله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت، وتلك التي نعجز عنها))، أخرجه عبد الرزاق [20559] عن معمر، عن الزهري، عن أنس، وعنه الإمام أحمد [12697]، وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
أنظروا إلى روعة الإيمان بالخالق، وحب الخير للآخرين، جميع الآخرين بلا إستثناء، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو أصلهم، والقدرة على العفو والصفح والتسامح، وتطهير القلب من جميع الشوائب، إنه الإيمان يا أحبتنا، إذا أنار قلباً كان نوراً ملازماً له لا يفارقه، ومهما أظلم لدقائق أو للحظات بعدها، فإن ذلك النور لا بد وأن يعود إليه، ويبقى ملازما له لا محالة، ما شاء الله له أن يلازمه.
هذا هو ديننا الإسلامي الحنيف، دين المحبة والسلام، دين الإخاء والوئام، دين رفع به قدرنا رب الأرباب والأنام،
قال الله عز وجل: ((والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)) صدق الله العظيم، سورة الحشر الآية 9-10.
ما أجمل أن يتأمل أحدنا ما في ديننا من معان راقية، وقيم سامية، تلك التي هجرها كثير منا للأسف، بعد إبتعادنا عن كتاب الخالق العظيم عز وجل، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث نجد كل خير، والدعوة إلى كل بر، ولعل هذه الأيام في شهر رمضان المبارك، فرصة ذهبية لكل منا، أن يعمل على التخلص مما في قلبه من ضيق و كآبة، بتطبيق ما أمرنا الله عز وجل به من تنقية القلوب، وتصفية الأنفس، ونقاء السريرة من جميع الضغائن والأحقاد والكراهية، تجاه جميع الخلق في هذه الدنيا، قبل مفارقة هذه الدنيا يوماً لن نأخذ فيه شيئاً سوى ما عملنا في الدنيا من خير وإحسان، وما حملناه في قلوبنا من محبة وصبر وإيمان، فهل نسارع الآن إلى ذلك قبل فوات الأوان؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو