السبت 2024-12-14 02:00 م
 

هل هذه "القناعة" في محلّها؟!

07:03 ص

انتظار تنف?ذ قرار رفع تعرفة الكھرباء خ?ل ا??ام القل?لة المقبلة، فإنّ 'التوقعات الرسم?ة' ھي بأن تكون التداع?ات الشعب?ة محدودةاضافة اعلان

وضع?فة مقارنةً بما حدث في شھر تشر?ن الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد تغ??ر س?اسات دعم المحروقات، من احتجاجات شعب?ة واسعة
النطاق!
تقف وراء ھذه التوقعات قناعة طاغ?ة في أوساط القرار ودوائره تدفع إلى الشعور با?طمئنان وعدم القلق تجاه ا?وضاع الس?اس?ة، مع
انعدام الحراك الشعبي خ?ل الفترة ا?خ?رة، وا?زمة الداخل?ة التي تعاني منھا جماعة ا?خوان المسلم?ن، والخ?فات البن?و?ة الحادة ب?ن
قوى المعارضة، والتي تكاد تُنھي ح?اة جبھة ا?ص?ح الوطني؛ وكذلك ما ?حدث في مصر وسور?ة من تحو?ت تعزّز مشاعر
'الخوف' لدى ا?ردن??ن من دعوات التغ??ر وا?ص?ح.
الوضع الس?اسي العام، وفقاً لھذه الخ?صة، مستقر وھادئ ومر?ح، لتبقى المشكلة الحق?ق?ة ھي ا?زمة ا?قتصاد?ة والمال?ة. بل ?ذھب أحد
الس?اس??ن إلى أبعد من ذلك، عندما ?قول إنھ 'أثبتت ا?حداث ا?خ?رة أنّنا أخطأنا خ?ل السنوات الماض?ة في تعر?ف المشكلة وا?ولو?ات
المطلوبة؛ فكان ا?جدى الترك?ز على الجانب ا?قتصادي وا?زمة المال?ة، بد?ً من الق?ام بجملة ا?ص?حات الس?اس?ة التي لم تغ?ّر من
الواقع ش?ئاً'!
ھل ھذه القناعة في محلّھا؟! على النق?ض من ذلك تماماً، فإنّ قراءة المشھد الس?اسي، من الوجھ ا?خر، تدفع إلى القلق الشد?د وعدم
ا?رت?اح، بل وضرورة ا?سراع في التفك?ر في حلول ومبادرات وطن?ة، مع استثمار حالة ا?سترخاء الراھنة، بد?ً من العمل تحت
ضغوط الشارع، وكأنّنا ? نتقن غ?ر عقل?ة عمال 'الم?اومة'؛ فنغ?ر ا?تجاه تبعاً لتطورات المشھد ال?ومي، ? وفقاً ?سترات?ج?ات
مدروسة ورؤى مستقبل?ة راسخة!
إذن، ماذا ?قول الوجھ ا?خر للمشھد؟..
?قول إنّ 'المبررات' (المذكورة) التي تقف وراء الھدوء في المشھد الس?اسي صح?حة، لكنّھا بطب?عتھا مزعجة، ?نّھا تؤشر على الركود
والملل اللذ?ن ?عتر?ان العمل?ة الس?اس?ة ومشروع ا?ص?ح الوطني، و? تعكس قناعة ذات?ة جوھر?ة بأنّنا قمنا بالفعل بإص?حات س?اس?ة
نوع?ة أعادت ھ?كلة المشھد الس?اسي؛ فلم تمنح ماك?نة الدولة زخماً وحضوراً، ولم تُضفِ على المشھد الس?اسي ح?و?ة ورونقاً، ولم تُعد
الجم?ع إلى حدود الملعب!
المؤرق في ا?مر أنّھ بعد التعد??ت الدستور?ة وقانون ا?نتخاب وا?نتخابات الن?اب?ة والمحكمة الدستور?ة والھ?ئة المستقلة ل?نتخاب
والتحض?ر ل?نتخابات البلد?ة، والمشاورات الن?اب?ة التي أدت إلى اخت?ار عبدا? النسور رئ?ساً للوزراء، والحد?ث المتكرر عن الحكومة
الن?اب?ة؛ كل ذلك لم ?غ?ّر ش?ئاً من طب?عة المعادلة الس?اس?ة، ولم ?شعر المواطنون أنّنا فع?ً عبرنا الخط الفاصل ب?ن 'الحلقة المفرغة'
التقل?د?ة في الس?اسة ا?ردن?ة، وب?ن الطموح بتطو?ر قدرات النظام الس?اسي وآل?اتھ ل?كون قادراً على منح ع?قة الدولة بالمجتمع قوة دفع
كب?رة ل?مام.
ا?ص?ح المطلوب ?حتاج إلى روح س?اس?ة جد?دة، تع?د إدماج ال?عب?ن الس?اس??ن والقوى الجد?دة، وتدو?ر النخب الس?اس?ة، وتجد?د
ح?و?ة الدولة وروحھا ورسالتھا الس?اس?ة، وتقو?ة عودھا عبر القانون والعدالة والق?م، في مواجھة 'التمرد' الس?اسي والمجتمعي
والخروج على القانون وانھ?ار المؤسسات التعل?م?ة والمركز?ة ا?خ?ق?ة الس?اس?ة واقتتال النخب الس?اس?ة ف?ما ب?نھا وخصوماتھا
المعلنة. كل ذلك ?جعل من الوضع الس?اسي غ?ر مطمئن و? مر?ح، ومؤقتا؛ ?نتابھ الغموض والقلق مع كل منعرج تمرّ بھ الب?د
والمنطقة، أو مع كل قرار ?حتاج إلى 'شرع?ة س?اس?ة'!
التفك?ر بصورة فعّالة وموضوع?ة ?دفع إلى تجاوز ما ?طفو على السطح إلى العمق؛ واستثمار حالة الركود الحال?ة من أجل المراجعة
وطرح مبادرات وطن?ة جامعة توافق?ة، بد?ً من ا?ستس?م لقناعات خاطئة تؤدي إلى مسارات أكثر تعق?داً وصعوبة مستقب?ً!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة