الجمعة 2024-12-13 12:19 م
 

هل يحكم الأمير علي الإمبراطورية؟

12:26 م

الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا'، يوصف في عالم الرياضة والمال بالإمبراطورية، ويتفوق في أهميته ومكانته على عشرات الدول في عالمنا. ومن يتربع على قمة الهرم فيه، ينافس رؤساء الدول الكبرى في الحضور العالمي والإعلامي.اضافة اعلان

الأمير علي بن الحسين الذي يتولى منصبا رفيعا في هذه الإمبراطورية، قرر أن يخوض غمار المنافسة على منصب إمبراطور 'الفيفا'، في مواجهة الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الذي يتولي المنصب منذ قرابة 16 سنة.
ليس سهلا منافسة شخص بنفوذ بلاتر. لكن قبول التحدي أمر يحسب للأمير لا عليه.
إمبراطورية 'الفيفا' مثل سائر المنظمات الأممية والدول الكبرى؛ زاخرة بالمؤامرات والدسائس والفضائح، والحسابات المعقدة، والمصالح المالية التي تحرك الفاعلين. لكنها مثل عالم الرياضة عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص؛ تحتفظ بسحر يجذب الملايين حول العالم.
الأمير علي ليس من بلد يحظى بشهرة عالمية في كرة القدم. لكن سويسرا التي جاء منها بلاتر، لم تحقق هي الأخرى بطولة عالمية، وإن كانت رياضة كرة القدم فيها متقدمة على الأردن.
الخبرة التي اكتسبها الأمير من عمله في 'الفيفا'، والاتحادات القارية والإقليمية، تعطيه الحق في المنافسة على المنصب الأول في الاتحاد الدولي، إضافة إلى أن 'الفيفا' بحاجة ماسة إلى دماء جديدة. غير أن هذه الاعتبارات توفرت من قبل في منافسين لبلاتر، إلا أنهم لم يتمكنوا من التفوق عليه في الانتخابات. وجوده على رأس الاتحاد لفترة طويلة، مكنه من نسج تحالفات وثيقة مع الاتحادات في العديد من الدول، ومراعاة مصالحها، وتقديم الخدمات لها، ليضمن دعمها في الانتخابات. وهذا ما حصل في كل جولة انتخابية في السنوات الأخيرة.
بلاتر عجوز تقدم به العمر، والأمير علي شاب يتمتع بحيوية لاعب كرة القدم. لكن هذه الاعتبارات لا تبدو كافية لحسم المنافسة. فالأمير ينتمي لبلد عربي ومسلم، وستكون سابقة تاريخية أن تفوز شخصية من منطقتنا بهذا المنصب الرفيع. في عالم السياسة كان الأمر صعبا، وفي البال تجربة الأمير زيد بن رعد مع منصب الأمين العام للأمم المتحدة. فهل عالم الرياضة أقل حساسية تجاه هذه الاعتبارات؟
لقد حدثت سابقة مشابهة في عالم كرة القدم؛ عندما فازت قطر بحق تنظيم مونديال العام 2022، رغم تجربتها المتواضعة في هذا الميدان، ومكانتها على الخريطة، ومناخها الذي لا يناسب الرياضيين. لكن قطر دولة فائقة الغنى، وبما تملك من ثروات هائلة تمكنت من كسب التأييد.
الأمير لا يملك المال لكسب الأصوات، لا بل إن العرب الأغنياء أعلنوا دعمهم لمنافسه بلاتر، ومثلهم بعض الاتحادات الفقيرة، كاتحاد كرة القدم الفلسطيني الذي بايع رئيسه المرشح بلاتر، في خطوة تثير ألف سؤال حول العلاقات المميزة والخصوصية التاريخية التي تجمع البلدين؛ الأردن وفلسطين.
الذين أعلنوا دعمهم لبلاتر من العرب، قالوا إنهم نصحوا الأمير بعدم خوض المنافسة هذه المرة، لأن المعركة محسومة للرئيس الحالي.
الدعم العملي جاء للأمير من قارة أوروبا، ومن فرنسا تحديدا، فيما اتحادات القارات الأخرى منقسمة بين المرشحين الثلاثة، أو الأربعة حسب آخر المعلومات.
خوض الانتخابات يحتمل الفوز والخسارة. ودخول الأمير المنافسة يمنحه شهرة عالمية يستحقها شخصيا، مثلما يستحقها الأردن.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة