الجمعة 2024-12-13 11:43 ص
 

\"هل يرحل المسيحيّون العرب؟\": سؤال الحاضر والجواب المأمول

80d3a0f2ea77204fc84c2d1621fe4e71.jpg
02:22 م

الوكيل - يبحث كتاب 'هل يرحل المسيحيون العرب/ مجمل الماضي والحاضر والأداء المأمول 'لمؤلفه وهيب عبده الشاعر، في تاريخ وجود المسيحيين في المنطقة، ودورهم الكبير في بناء الحضارة العربية، وفي عمليات التحرر والنضال، خاصة في لبنان في عصر التنوير والنهضة، لكن الكتاب الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر يؤشر إلى خطر يتهدد وجود المسيحيين العرب، ويشير إلى الأعداد الكبيرة التي هربت من الموت وهاجرت إلى أوروبا وأمريكا.اضافة اعلان

كتاب الشاعر الذي جاء في 190 صفحة من القطع المتوسط يعد كتابا بالغ الخطورة، خاصة في تلك المرحلة التي تشهد تنامي الحركات الإسلامية المتطرفة في العراق ومصر وسورية، وفي هذا الشأن يشير الشاعر إلى تهجير العراقيين المسيحيين بسبب أحداث العنف التي طالتهم، وكان منها تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذي راح ضحيته من الأبرياء والمسالمين 52 مسيحيا عراقيا في الأول من تشرين الثاني من عام 2010، ويؤكد الشاعر أن أسباب الهجرة كثيرة، ويقول 'بعد ذلك استمرت الهجرات الفردية والجماعية نتيجة الحروب والصراعات القبلية والمذهبية والتصفيات الأمنية والتغيرات الإقتصادية بدءا بالقرن العاشر'.
ولا تتوقف هجرة المسيحيين العرب بسبب العنف إنما لأسباب كثيرة منها الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية كما يقول الشاعر ويؤكد على انحسار الوجود المسيحي في العالم العربي جغرافيا منذ بداية الإسلام وحتى الآن ويشير إلى تلاشيهم من ليبيا حتى الأطلسي باستثناء بقايا المستوطنين وخاصة في الجزائر.
ولا يتناول الكتاب هجرة المسحيين العرب فقط، إنما يبحث في النسيج الاجتماعي لهم وبأوضاعهم الاقتصادية وبدورهم المهم إلى جانب أشقائهم المسلمين، ويقول 'ولدت المسيحية والإسلام في كنف المجتمع العربي وبذلك يشترك المسلمون والمسيحيون العرب في هوية عربية واحدة وقد شملت مكونات الهوية العربية الواحدة والمشتركة بالأساس البيئة الجغرافية واللغة والثقافة، والمجتمع، بمؤسساته وممارساته وخاصة القبلية'.
ويبين الكتاب دور المسحيين العرب في المجتمعات العربية 'لقد لعب المسيحيون العرب دوراً إيجابياً في الدولة والمجتمعات العربية منذ البداية، وبخاصة في العلوم والمهن والمال والفلسفة والتواصل مع الإغريق والفرس والهند، وكذلك الدور الذي لعبوه في العصر الحديث، في إطلاق شرارة اليقظة على عظمة اللغة العربية وتراثها الثقافي، المؤسس للنهضة الحديثة التي لم تعط ثمارها الكاملة بعد'.
وجاء الكتاب في بابين، الباب الأول تناول الماضي والحاضر، متضمنا الإرث المسيحي التاريخي المتراكم ودور المسيحية قبل الإسلام ودورها في الحضارة العربية الإسلامية، وتناول الباب الثاني الدور الواعد والمنشود والاعتلالات والعيوب الراهنة والقدرات والخصائص.
وحمل الإهداء رسالة تدعو إلى التمسك بالهوية العربية 'أُهدي هذا الكتاب إلى صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة الراعي، الذي أعاد في نظر الكثيرين من بين الموارنة وباقي اشقائهم المسيحيين والمسلمين العرب، التذكير بالهوية العربية ومضمونها ودورها، ولرسالة الدين المسيحي في المحبة والشركة وذلك في الدفاع ضد الاستهداف المعادي الخارجي لهذه البلاد وأهلها الراسخين في العراقة والأصالة'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة