خاص - قال الشاعر ابراهيم المبيضين في الكرك :
على جبل عالي الذُرى والجوانب تُحيط بها الوديان من كلّ جانبِ
ويكنفُها سورٌ منيعٌ يصونها ويمنعها من كلّ باغٍ وغاصبِ
لها قلعةٌ مأهولةٌ بحماتها تصدُّ زحوف الطامعين الأجانب
وكانت مدى التاريخ أمنع قلعةٍ وأمنع حصنٍ في بلاد الأعارب
ولما تزل معمورة لا تهزُّها رياحُ العوادي أو ضروب المصائب
أقام بها الإفرانج ملكاً ودولةً أطاح بها بيبرسُ أشجع غالب
مقرّ ملوك الشرق إبان عزّها ومأوى بني أيوب عند النوائب
يحجُ لها السواح من كلّ مِلّةٍ ويقصدها مُستكشفاً كلّ راغب
هنا الكرك ..هنا مصنع الرجولة .. هنا مواقد النار والجمر ورائحة القهوة العربية الاصيلة .. نعم .. إنها الكرك الأبية حارسة الصحراء الخالدة الممزوج ترابها بدم ابنائها وعلى مر العصور.. كرك العز والمجد والفخار والبطولة والفداء .
هنا الكرك ..التي قدمت على مدى السنين الماضية وستبقى تقدم ابنائها هدية للوطن .. هذه هي الكرك الماجدة التي دافع عنها شيوخها ورجالها ونسائها وأطفالها ، أمس الاحد ، جنباً الى جنب الأجهزة الأمنية ، وهذا ليس بجديد عليهم.. فهذه الأم والأخت.. هذه كرك التاريخ والمجد والتي قدمت اولادها من عهد ميشع حتى وقتنا الحالي .
عروس الجنوب اغتسلت يوم أمس بماء المطر المعطر بدم الشهداء ، والذي به تكحلت اسوار قلعتها ، لتكون اليوم كسابق عهدها نقية طاهرة وتبقى عمدة العز و الشموخ ، مضاءة بشعلة قلوب ابنائها وحجارتها العتيقة ، لتكتب بين كل حجر وحجر سطراً تنحت عليه ما حدث وجرى وليكون مجداً جديداً يُذكر للأجيال القادمة .
هؤلاء هم أهل الكرك وابناءها .. أهل الهية .. والذين قدموا الشهيد تلو الشهيد ومن فوق اسوار قلعتها وفي معارك القدس .. لتنال بشهامتهم وطيبتهم شرف القول و الفعل الواحد ، ولتكحل عين زائرها حينما يزورها بقولها المعهود ' إرفع رأسك... أنت في الكرك' .
هذه الكرك .. التي ما زال صليل سيوف معركة مؤتة وصهيل خيلها يُسمع ، وبداوتها الاصيلة بالفزعة والتصدي لكل متمادي اثيم على ثرى هذا الوطن ، والنيل منه ، ليكون عبرة لغيره ، فلطالما وحتى اللحظة كان ابناءها الكركيون يلبون نداء الملهوف أينما كان ، وحالهم كحال باقي الاردنيين ، الوقوف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وقت الشدة .
الكرك المدينة التي ما كان ابناؤها الا جزءاً من ابناء الوطن .. عروبيون في انتمائهم اردنيون في ولائهم ، والذين ساهموا في تقدمه سياسياً واجماعياً واقتصادياً وعلمياً .
وسيبقى رجالها رجال مواقف شاء من شاء وأبى من أبى أو حاول بعض أصحاب المواقع الزائلة أو مناصب الفهلوة مس كرامتها ولتحيا الكرك نخلة ا?ردن الباسقة وأذا أشتدت الخطوب فلها الكرك و رجالاها ويحيا ا?ردن.
الهجوم المسلح الذي حدث أمس الأحد في الكرك من قبل زمرة من الارهابيين ، ظناً منهم انهم سينجحون في زعزعة أمن واستقرار الاردن ، وان الكرك بلا رجال وانها خاوية ، الا ان هبة - الرجال الرجال - الاردنيين والذين أتوا من عروس الشمال اربد ومن عجلون وجرش والمفرق والزرقاء والعاصمة والبلقاء ومادبا وناعور والطفيلة ومعان والعقبة الى الكرك وقلوبهم ما وجلت الا من الله ، ليلقنوا هذه الزمرة المجرمة درساً لا ينسى ، وليكونوا عبرة لغيرهم بعدم التفكير من الاقتراب والمساس بالاردن وأمنه .
مواقف وطنية يسطرها الاردنيون في كل يوم ، لا نراها في أي مجتمع آخر ، مواقف تثبت ان الاردن صامدة بهمة رجالها الاحرار ، وما شوهد يوم أمس من تجمع للرجال الاردنيون من كافة محافظات المملكة في الكرك ،ما هو الا تأكيد لمقولة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ان الاردن اولاً .. نعم اولاً وسيبقى رغم انف المغرضين الباغظين أولاً .
رحم الله شهداء الهجوم المسلح في الكرك .. والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل .. اللهم آمين
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو