قرار ترمب المشؤوم لا يتعلق بوضع القدس فقط، بل يتعلق بوضع واشنطن في المنطقة وسياساتها، إذ تضرَّر دورها كوسيط الذي لعبته بانحياز شديد طوال السنوات الماضية، ومع قرار ترمب بنقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني تكون واشنطن عزلت نفسها عن الإجماع العالمي والقانون الدولي، وهنا يأتي دور الفلسطينيين والعرب والمسلمين والاحرار في العالم لعزل واشنطن ترمب، ومقاطعة تل ابيب وواشنطن اقتصاديا وتضييق الخناق عليها سياسيا في ظل ظروف دولية مناسبة، فالحكمة تستدعي اخذ زمام المبادرة ومواصلة خوض صراع حقيقي للوصول الى الاهداف الانية والمستقبلية، تبدأ بالغاء قرار ترمب وإدارته، والوصول الى سلام عادل يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ان الرفض الاقليمي والدولي لسياسات ترمب واليمين الصهيوني بشأن العملية السلمية يقدم فرصة سانحة لاتخاذ مجموعة من القرارات في مقدمتها وقف كافة اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني السياسية والاقتصادية، بدءا من الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع تل ابيب، ووقف كافة المشاريع المشتركة وصولا الى الدول العربية والاسلامية والاصدقاء في العالم.
شعبيا ان الحاجة تستدعي زيادة الجهود لبناء مواقف شعبية في المنطقة العربية والاسلامية، وعلى المستوى الدولي للعزوف عن المنتجات الاسرائيلية، والامريكية، وقد بدأ رفض متنام للمنتجات الاسرائيلية والامريكية، وهذا من شأنه ان يبث رسائل مهمة للامريكيين والصهاينة في الاراضي الفلسطينية ان الكيان الصهيوني وسياساته ومعه امريكا اصبحا في جانب واحد وان عليهم تحمل قراراتهم غير الانسانية التي تتجاوز على القرارات الدولية.
وفي نفس الوقت ان قوات الاحتلال الصهيوني التي فقدت عقيدتها العسكرية منذ سنوات، واختصت بقتل الابرياء وتنفيذ سياسات ميدانية نازية وفاشية الطابع في الاراضي الفلسطينية في مواجهة احتجاجات شعبية سلمية، وهذه الصورة البشعة التي يشاهدها العالم باستهجان يجب ان يتم تعريتها ومواصلة المعركة مع العدو سياسيا واقتصاديا واعلاميا لفضح سياسات العدوان الصهيوني المدعومة من البيت الابيض وترمب الذي لا يرى الا صورته البشعة ولا يسمع الا صوته القبيح.
ان وقف تنفيذ صفقات قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات مع الاقتصاد الامريكي تؤثر على المصانع والمصدرين الامريكيين، فالبدائل لكافة المنتجات الامريكية متاحة في العالم شرقا وشمالات بجودة عالية ..من الطائرات المدنية والعسكرية والمركبات وصولا الى القمح والارز وكافة السلع التي يتم استيرادها من قبل القطاعين الحكومي والخاص العربي والاسلامي، وهذه الرسائل قادرة على وضع ترمب واشنطن في الزاوية، وتدفع قوى الضغط الامريكية لاعادة النظر في حساباتها حيال رعونة البيت الابيض وسيدها، الذي لا يرى في السياسة الا صفقات هنا او هناك، ولا يقيم وزنا للشعوب والدول الاخرى، مرة اخرى.. واشنطن تعزل نفسها فهل نعزلها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو