السبت 2024-12-14 05:58 م
 

وانفض السّامر

12:38 ص


بعد نحو شهر، انفض سامر الحكومة البرلمانية، وأعلن عبدالله النسور تشكيلة قليلة العدد، معظمها لم تتردد اسماؤها في الصالونات السياسية، ولا عبر المواقع الالكترونية، ما يؤشر، إلى أن الأسماء كانت في عقل الرئيس وليست في جيبه.اضافة اعلان

بالقراءة السياسية الأولى للحكومة، فإنها حكومة نتاج أزمة سياسية، وحوار بين الرئيس المكلّف والكتل البرلمانية، التي غرقت في الأسماء والترشيحات، وغفلت عن البرامج، وهذا يعني أن عليها أعباء أكثر من أية حكومة أخرى.
حكومة تكنوقراط، بفنيين وتقنيين، مشهود لهم بالسمعة الحسنة، والسيرة النظيفة، بأعباء مثقلة، خاصة الوزير الذي يحمل حقيبتين أو أكثر، وهذا يعني أن يقوم أمناء الوزارات العامون بأدوار رئيسية في وزاراتهم، تخفف عن الوزير في الحقيبة الثانية.
في الحكومة وزراء محسوبون على أقطاب رئيسية في البلاد، وفي هذا رسالة مصالحة من قبل الرئيس إلى هؤلاء حتى لا يعطلوا مسيرة حكومته، كما تضم الحكومة سيدة واحدة قانونية ومختصة بحقوق الانسان 'وكنّة أحمد عبيدات'.
الحكومة الجديدة، ستؤدي وظيفتها الاعتيادية، وسوف تُحاسَب على قدرتها بأن تكون حكومة إصلاحية، ليس في طرح البرامج الاصلاحية على عمومها، بل بطرح آليات لتحقيق الاصلاح إذا أرادت النجاح.
وآليات الاصلاح في المرحلة التي نعيشها، مرتبطة بقدرة الحكومة -بوزاراتها- على ان تكون قريبة من نبض الشعب وهيئاته.
بمعنى؛ أن تكون لكل وزارة معنية بالاصلاح هيئة شعبية مقابل هيئات الوزارة، في وزارة التنمية السياسية هيئة مكونة من الأحزاب والمنظمات السياسية، في التنمية الاجتماعية هيئة مكونة من ممثلين عن الجمعيات الخيرية، في التربية هيئة مشتركة مع نقابة المعلمين والأطر الشبابية المنظمة، وهيئات معنية في تطوير المنهاج، وفي العمل هيئة ممثلة للنقابات العمالية واللجان النقابية..وهكذا.
في التعليم العالي، وبعد أن وصلت الأمور حَدَّ الكارثة على حَدِّ تعبير الوزير السابق، فإن الوزارة الجديدة تحتاج إلى هيئة حكماء من مختصين في التعليم العالي من أجل إنقاذ القطاع الاستراتيجي ومستقبل البلاد.
بالقدر الذي تكون فيه الحكومة قريبة من الهيئات الشعبية، والأطر المنظمة، تكون احتمالات النجاح أكبر، والانجازات أوسع، والتمثيل أعم.
الفحص الأول للحكومة سوف يكون في طريقة التعامل مع مجلس النواب، الذي تهيأ للمشاركة في الحكومة، وهناك قناعة عند أعضاء فيه، إنهم قادمون إلى الوزارة بعد أشهر، وفي أول تعديل، انسجاما مع التوجه الذي يطرح حكومة برلمانية، بحيث تضم في المرحلة الأولى ستة أعضاء من النواب، وبعد مرور العام يصبح نصف أعضائها من مجلس النواب.
الانطباعات الأولية عن الحكومة ودية، ومفاجئة في بعض المواقع، لكنها لم تسجل انطباعات سلبية على أي من أعضائها، خاصة في ملفات الفساد التي أربكت العمل الحكومي في السنوات الأخيرة.
نجح النسور في المرور من حقل الألغام بخصوص المحاصصة، والمناطقية، والجهوية، ومستلزمات الوصفة الأردنية لأية وظيفة، أو هيئة، ونجح في اختيار موعد التشكيل قبل يوم من قرار تخفيض أسعار المحروقات المقرر اليوم، فهل ينجح في إحداث اختراق فعلي لأداء حكومي يضع أولويات البلاد بالترتيب الصحيح، قبل أن تتفاقم الأمور، وتزداد سوءا عن السوء الذي نمر به؟.

[email protected]

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة