وتعتذر ..

كلما يبث حدث متعلق بسوريا على قناة الجزيره أو العربيه أو البي بي سي أو أية فضائية أخرى يقول المذيع :- وتعتذر الجزيرة (مثلا) عن بث الصوره لإحتوائها على مشاهد مؤلمه ...اضافة اعلان

بالمقابل حين تعرض صورة نتنياهو على التلفاز وهو يتحدث عن أمن إسرائيل أو تظهر صورة قائد المنطقه الشماليه في الكيان الصهيوني وهو يتحدث عن الضربه العسكريه لسوريا فلا أحد يعتذر , هل يوجد ألم في الدنيا أكثر مما يسببه وجه نتنياهو على التلفاز؟ ...
وحين أيضا يتم عرض الناطق باسم ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي على شاشات التلفاز لايعتذر أحد ....بالرغم من وقاحته ولغته العربيه (المكسره) ..وبالرغم من الألم الذي يسببه لنا .
وحين يتم أيضا عرض صورة مسؤول تركي وهو يتحدث عن المنطقه بإعتبارها جزءا من الإرث العثماني ويصنف قادتها إلى دموي وديمقراطي ....ويتحدث عن معاناتنا كعرب وينسى ما سببته الدولة العثمانيه من تخلف وتعب لهذه الأمه ...لايسمى هذا ألما أو وجعا ...
وحين يتم أيضا عرض مشهد وزير خارجيه أوروبي وهو يتباكى كذبا على أطفال سوريا ويظهر الكذب في كل لمحه وكل ردة فعل لا يسمى هذا ألما ...
بالمقابل تعتذر الفضائيات العربيه جميعها عن نشر مشاهد الدم في سوريا نظرا لما تسببه من ألم للمشاهد ...
الألم الحقيقي ليس موجود في الفضائيات ولا في غيرها ...هو موجود في وجوهنا حين ننظر لها في المرايا ...فقد تركنا سوريا عامان..تسبح في الدم .
صدقوني أن نتنياهو بحد ذاته مشهده في التلفاز اقسى وأبشع من كل مشاهد الدم في سوريا ..ولكنهم لا يعتذرون عنه فقط الإعتذارات تقدم عن الدم السوري .
سلام من صبا بردى أرق ودمع لايكفكف يا دمشق....