السبت 2024-12-14 09:26 م
 

وحدة الصف‏ .. ‏ الفريضة الغائبة‏!‏

12:23 م

الوكيل- واعتصموا بجبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا صدق الله العظيم‏.‏ لقد أفرزت الظروف الراهنة‏,‏ والأحداث الأخيرة التي تمر بها البلاد اختلافا في الاراء‏,‏ وانقساما في المواقف‏,‏ تجاوز حد الاختلاف في الرأي‏,‏ لذا بات ضروريا الحاجة الماسة إلي التأكيد علي معاني الاتحاد والوحدة والأئتلاف لامة تريد الصلاح‏,‏ وتبحث عن سبل التقدم والازدهار‏.‏ وقد جاء الشرع مؤكدا وحدة الصف‏,‏ ونبذ الخلاف والتشرذم وتفريق شتات الأمة‏.‏ في البداية يقول الدكتور رشدي شحاته أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة حلوان أن توحيد الصف بين المسلمين لايكون الا من خلال الالتزام بالتعاليم السماوية وإلا أعتبر منافقا خالصا أو كافرا بما أنز ل الله حيث قال رب العالمين في الأية‏146‏ من سورة النساءإن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ومعني الالتزام هو الاتباع والابتداع‏,‏ والابتاع يقتضي الالتزام أيضا بقوله تعالي واعتصموا بحبل الله جميعا إلي آخر الآية الكريمة‏,‏ وقوله ولاتنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم ومن ثم من دعي إلي فتنة أو نشر شائعة مخالفة لشرع الله ومستوجبا لعقابه خرج من دائرة الالتزام‏,‏ والذي يعني البعد عن الفتن لان الفتنة أشد من القتل‏.‏ البعد عن أمراض اللسان وهي ثمانية عشر مرضا من أخطرها مرضي الجدل والمراء‏,‏ والجدل نوعان محمود وآخر مذموم‏,‏ أما المحمود هو الذي يجادل فيه الانسان بقصد الوصول إلي الحق‏,‏ ومعرفة مايجهله‏,‏أما الجدل المذموم فهو مضيعة للوقت او الهدف منه تحقير من يتحدث معه والتهوين من شأنه‏,‏ ولذا ورد لفظ الجدل في القرآن الكريم‏29‏ مرة او ذكر في‏4‏ مرات الجدل المحمود ومنه قوله تعالي ولاتجادلوا وأهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وقوله أيضا وجادلهم بالتي هي أحسن‏.‏ ويحذر شحاته من خطور هذا المرض خاصة في الفترة الراهنة التي تمر بها مصرنا الحبيبة والتي أصبح الكل فيها يجادل بما يعرف ومالا يعرف موضحا أن هذا يندرج تحت الجدل المذموم المنهي عنه شرعا الأن‏,‏ والتزاما بما دعي اليه القرآن الكريم في قوله تعالي فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ويطالب د‏,‏ شحاته كل مصري بالتحدث فيما يعرف في مجال تخصصه وعلي سبيل المثال الدستور يتحدث فيه كل من يعرف ومن لايعرف مع أن هذا الامر يجب الا يتحدث فيه إلا المختصون‏,‏ وقد ورد في القرآن ذم الجدل قال تعالي ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون وقال صلوات الله وسلامه عليه ماضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا اتوا الجدل‏,‏ وإذا رزقوا الجدل منعوا العمل وضلوا وذهبت قوتهم المعنوية والاقتصادية ويقول الشيخ رضا حشاد ـ إمام وخطيب ما جاء النبي صلي الله عليه وسلم إلا لجمع الأمة كلها تحت راية واحدة فاذا تأملنا حال المدينة قبل قدوم الرسول إليها وماكان بين الأوس والخزرج وغيرهما من القبائل حيث كان يسطو بعضهم علي بعض ويقتل بعضهم بعضا وكيف اتحدوا جميعا تحت راية واحدة لعلمنا ان أركان الإسلام هي خير مظهر من مظاهر توحيد الأمة التي يستوي فيها الغني والفقير والكبير والصغير والعظيم والحقير في الصف أثناء الصلاة وفي الحج والصيام وفي صلاة الجنازة والعيد‏.‏ ويضيف حشاد أن تعاليم الإسلام كلها تدعو للوحدة فضلا عن ان توحيد صف المسلمين ليس سنة يأخذ بها من يشاء ويتركها من يشاء‏,‏ بل هي فريضة من فرائض الاسلام وكلية من كلياته‏,‏ وترك ذلك مع القدرة كبيرة من الكبائر‏,‏ يؤاخذ بها العبد في الدنيا ويعاقب عليها في الأخرة‏,‏ قال تعالي ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم وساءت مصيرا وهذا دليل واضح علي أن للمومنين سبيلا واحدا يسيرون عليه ويوالون لها ويعادون عليها وهذه السبيل التي وصي بها عباده في كتابه الكريم حيث قال وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله صدق الله العظيم‏.‏ ويشير حشاد إلي أن من حدا عن الطريق البين معالمه المرسومة لهذه الأمة فإنه متطفل عليها وليس منها حقيقة‏,‏ قال تعالي إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلي الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ويستطرد مضيفا ولما كان التباغض والتحاسد والتقاطع والتدابر يؤدي إلي التفرق حرمه الاسلام‏,‏ حيث نهي عنه صلوات الله عليه وسلامه في قوله لاتباغضوا ولا تحاسد ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا وقال أيضا لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث وإن مات قبل أن يصطلح مع أخيه فهذا يوجب له العقوبة‏,‏ قال صلي الله عليه وسلم من هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار‏,‏ وحتي هذه الثلاث فإن المسلم محروم من غفران الذنوب بسبب الخصام والشحناء طبقا لما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه‏:‏ تفتح أبواب الجنة كل يوم أثنين وخميس فيغفر في ذلك اليومين لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا من كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول أنظرا هذين حتي يصطلحا‏.‏ ويرجع الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف ـ سابقا ـ أن سبب تشرذم الأمة وتفرقها يرجع إلي غياب الدور الحقيقي للأزهر وتدني الخطاب الديني الذي أصبح ـ للأسف غير مؤثر بشكل كبير نظرا لوجود تيارات دينية أستطاعت إيجاد مساحة لخطابها الديني الخاص بها في ظل تدهور الخطاب الديني المعتدل المتوسط الصادر عن علماء الأمة الازهريين‏,‏ بالإضافة لوجود كثير ممن لا نستطيع اتهامهم في دينهم لكنهم ـ للأسف لم يلتفتوا للخطاب الديني ولم يرضوا إلاب بالحل السياسي الذي يتفق مع أهدافهم كما هو الحال الآن وحمل عبد الجليل الازهر وعلماءه المسئولية فعندما قصر لأزهر يوم أن سمح بأن يعتلي غير الازهريين المنابر الرسمية للأوقاف من أشخاص يدعمون التيارات الدينية ولا يركزون علي التعاليم الدينية الاصيلة التي تحافظ علي الأمة ووحدتها‏,‏ كما أن الأزهر قصر عند ما عرف أن تيارات دينية بعينها تقود الخطاب الديني وسكت عن هذا فأصبح الأزهر الشريف غير معترف به عند التيارات الدينية‏,‏ وغير يقدر بشكل كبير عند التيارات الأخري وأصبح سببا فيما نعاني منه من تفرق

اضافة اعلان

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة