السبت 2024-12-14 07:42 م
 

وداعاً احراش ياجوز !!

12:52 ص

الوكيل - بدأت جرافات ومركبات حفر العمل داخل غابات ياجوز الكثيفة في منطقة طبربور لشق وتعبيد طرق بهدف تشييد مزيد من المباني لإحدى الجامعات، بعد ان منحت حكومة سمير الرفاعي قبل عامين الموافقة لها بناء على تنسيب وزير الزراعة السابق سعيد المصري. اضافة اعلان


وستقام المباني على مساحة تقدر بـ100 دونم من الأحراش الكثيفة من الأشجار المعمرة التي يقدر ثمنها بمليون ونصف المليون دينار تقريبا. واقتلعت الجرافات والآليات العاملة في الموقع الأشجار المعمرة دون هوادة، فيما تناثر الغبار على أغصان الأشجار بكل انواعها التي بقي بعضها باسقاً رغم قرار إعدامها.

وتأتي المرحلة الجديدة من الحفريات في غابات ياجوز بعد انتهاء المرحلة الاولى، ولنفس الجامعة (...) بهدف تشيد مجموعة من المباني الضخمة والمنشآت والاسيجة على أجزاء من تلال الغابة الجميلة التي باتت أثرا بعد عين، واقتلاع عشرات الأشجار وبدأ الزحف العمراني على غابات ياجوز بأخذ مجرى حاداً ومن كافة الجهات بشكل أصبح يهدد بقاء أهم الصروح الخضراء بين عمان والزرقاء التي تغطي مساحات كبيرة من طريق ياجوز إلى أن تصل إلى منطقة الجبيهة.

وكانت تستقطب آلاف المواطنين والمتنزهين واذا ما استمر الحال على ما هو عليه خلال السنوات القليلة المقبلة فإن غابات ياجوز التي كانت قبل سنوات تعج بالطيور وأنواع من الحيوانات البرية والمتنزهين ستصبح أثرا بعد عين، وتتحول الى غابة من الاسمنت.

وبحسب مصادر في وزارة الزراعة فإن تفويض الاراضي في غابات ياجوز يأتي رغم ان قانون الزراعة نص في المادة (28) أنه 'لا يجوز تفويض الأراضي الحرجية إلى أي شخص أو جهة أو تخصيصها أو بيعها أو مبادلتها' لكن الملفت أن قرارات احد مجالس الوزراء وضعت استثناء لنص هذه المادة من قانون الزراعة يتمثل بأن يكون للنفع العام، شاملاً المراكز الصحية والأمن العام والدفاع المدني والمساجد والمقابر، ومن هنا كان النفاذ للاستفادة من الاراضى الحرجية والمراعي.

من جهة أخرى كشف مصدر مطلع في وزارة الزراعة عن ازدياد أعداد المراسلات التي بدأت تصل الوزارة من وزارات ومؤسسات وجهات الحكومية تطلب فيها تخصيص أراض حرجية لإقامة بعض المشاريع الإسكانية والمباني والمشاريع، واغلب هذه المراسلات تتعلق بشأن غابات تقع في محافظات الشمال ناهيك عن طلبات اقتلاع الأشجار لتنفيذ مشاريع الديسي والعبدلي والباص السريع، ما يعد أمرا خطرا جداً.

وقال المصدر ان دراسة بينت انه طالما أن القانون لا يسمح بأن يكون هناك تنازل عن أي من الأراضي الحرجية استنادا لأحكام المادة (27 ب) من قانون الزراعة رقم (44) لسنة 2002، فإنه صير إلى تخصيص أراض لجهات حكومية بغرض الانتفاع العام، ولكن بدون تسجليها أو تمليكها، وهي مقتصرة على المساجد والمراكز الصحية فقط، ولكن من يحاسب على ما جرى بحق الاراضي الحرجية في السنوات العشر الأخيرة؟

الناطق باسم وزارة الزراعة نمر حدادين قال ان قرار تخصيص أراض إلى إحدى الجامعات في غابات ياجوز جاء بعد ان طلبت الجامعة (...) تخصيص أراض للنفع العام، ووافق مجلس الوزراء آنذاك على الطلب وقدمت ادارة الجامعة تعهداً ان أي شجرة يتم اقتلاعها من الغابة سيتم زراعتها مكانها بعد انتهاء المشروع.

من جهته قال مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران إن في الأردن مساحات صحراوية كبيرة جنوب المطار، وعلى طريق الزرقاء المفرق وغيرها، فلماذا تختار الجهات الحكومية الغابات الكثيفة والواحات الخضراء لإقامة المشاريع، ولا تختار هذه المناطق القاحلة.

واضاف أن التنازل عن الأراضي الحرجية يتعارض مع سياسة الوزارة والحكومة عموما، الساعية إلى إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي، خاصة ان الأردن يعتبر من الدول الفقيرة بموارده الحرجية قياسا بالنسب العالمية التي تتراوح بين 15- 25%، مقابل 1% فقط من مساحة الأردن البالغة نحو 89 ألف كيلومتر مربع وتمتد الغابات في المملكة من وادي اليرموك شمالا لتصل إلى مرتفعات الشراه ووادي موسى جنوبا، أي تشكل الغابات اقل من واحد في المائة من مساحة المملكة.

ولا تتجاوز مساحة أراضي الحراج 1% من أراضي المملكة، ما يؤكد الحاجة للمحافظة عليها، وليس إنقاصها عبر تحويلها لاستعمالات أخرى ورأى العوران ان الخطورة تكمن في ان تدمير الغابات يأتي ونحن بحاجة إلى مساحات ومسطحات خضراء لمواجهة التغير المناخي الذي لا زال الأردن يعاني منه.

خصوصا وان للمسطحات الخضراء علاقة ايجابية فما يخص الهطول المطري الذي يتناقص معدله في الأردن، وله علاقة بامتصاص آثار غازات الدفيئة لامتصاص غاز ثاني سيد الكربون من الجو وضخ الأوكسجين، ناهيك عن كون غابات ياجوز هي المتنفس الوحيد لسكان محافظة الرصيفة والزرقاء وعمان، الذين يعانون من خطر التلوث وانبعاث الغازات من المصانع وليس امامهم من متنفس سوى هذه الغابات يذكر ان وزارة الزراعة خصصت مساحات من غابات دبين لاقامة مشاريع سياحية، وأراضيَ في المشقر تابعة لمركز بحوث زراعية لاقامة جامعة، والدور الان على غابات ياجوز.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة