السبت 2024-12-14 02:35 ص
 

ورد ودمشق

03:24 م

مضى أكثر من عام، على ما يسمى بالثورة السورية....
لم يسقط النظام...لم نشاهد انشقاقا لضباط كبار في الجيش، لم نسمع بدبلوماسي سوري..مثلا في احدى السفارات المنتشرة عبر العالم يعلن انشقاقه وانضمامه للثورة...حتى أننا لم نسمع بمعركة قادها الجيش الحر وأسر فيها مجموعة من الجنود السوريين وحرر قرية أو زاوية أو حتى حارة...اضافة اعلان

لم نسمع بأن آليات سورية أو طائرات عبرت إلى دول مجاورة لرفض الجنود القتال ضد الشعب...كل ما حدث اننا لم نعد نذهب لدمشق ولم نعد نأكل (البوظة) في بكداش، لم نعد نتسوق في الحميدية...ولم نعد أيضا نصلح سيارتنا في زواريب الشام القديمة.
قرأنا في التاريخ عن الشاعر ديك الجن الحمصي، الذي عاد من بغداد ذات يوم وأخبره الوشاة أن زوجته (ورد ) قد خانته مع احد غلمانه.. فقرر أن يقطع رأسها ويشرب به الخمر..وحين اكتشف الوشاية أمضى العمر نادما ونحل جسده إلى الحد الذي ذاب لحمه في العظم..وقد كتب أجمل قصائده في الندم والحب..
في لحظة من التأمل أخاف على سوريا وأظن أن المطلوب ليس النظام وليس الجيش ولكن المطلوب هو رأس (ورد)..يريد الوشاة وضعه على حد السيف...ويريدون من ديك الجن الحمصي أن يمضي العمر تائها في دروب الشام...
وورد كانت أجمل النساء في تاريخها وأعذبهن والأنقى...
صدقوني أن هذا العالم الغريب العجيب بكل المؤتمرات التي عقدها من أجل سوريا وبكل الرحلات المكوكية بين عواصمه وبكل ما تذيعه الفضائيات من أخبار...يستهدف فقط رأس الشام ويؤسس لوشاية يكون الدم فيها هو النهاية والحسم.
يقول التاريخ أن (ديك الجن الحمصي) بعد أن اكتشف براءة زوجته وطهرها فقد الراحة والحياة..فقد كل شيء ومات ندما على مقتلها.
على كل حال ما أريد قوله...أن دمشق ليست ورد وبشار الأسد ليس ديك الجن الحمصي...وما يفعله العالم هو وشاية مجرد وشاية..مع أن الكل يدرك أن الشام لا تأبه بالغلمان ولا تحبهم..ولا تؤمن بلغة الدولار.
يقولون لي كلما كتبت بهذه الطريقة عن سوريا تخسر الكثير من القراء وأنا أقول لهم....العاشق دوما خسران....أصلاً من يقرر العشق لا يبحث عن مكاسب.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة