أحمد المبيضين - إن ما حدث خلال الايام الثلاثة الماضية في محافظة الكرك ، لم يكن قليلاً على الأردن والأردنيين، تجربة قاسية بمعنى ما تحمله الكلمة من حزن وخوف ، حتى أنها أصابت كل نشمي ونشمية بالإختناق ، الا ان التنفس كان يعود سريعاً بسرعة الضوء الى الرئتين فور التيقن ان في الكرك رجال مرابطين أشاوس ، سوف يعلمون من تجرأ على مس الأردن وترابة بالأذى درساً لن ينسى .
أردنيون جاءوا من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب الى الكرك الأبية ..كرك العز والشموخ ليكونوا صفاً واحداً في مواجهة الطغاة المجرمون ، المعتدين على كل أردني وأردنية ، وكل على شبر من هذا الثرى الغالي ، مجرمون وجاهلون لم يقرؤا تاريخ الأردن والأردنيين ، ولم يعلموا أن كل مضرب من مضارب العشائر الاردنية ، يقوم على الولاء والانتماء ، وان كل اردني واردنية ، ارواحهم منذورة للفداء .
ولعل أبسط ما يكون دليلاً على منظومة ان الاردنيين جميعهم صفاً واحداً في جميع المواقف الاردنية ،وعلى كافة المستويات الوطنية والدولية سواءً ان كانت في المجالات الامنية او الاجتماعية او الساسية او الدينية ، فان لكل اردني بصمة في كل مجال على حدى بأمتياز ، ولعل ابسط دليل على ذلك ، ما قام به المواطن الاردني الكركي الحر لحظة دخول القلعة وهو اعزل السلاح ولا يحمل بيده سوى قطعة من الحجارة ويطلب من احد افراد القوة الامنية اعطائه السلاح والدخول قبله ، موقف بسيط بحد ذاته ، الا انه يحمل في ثناياه جميع معاني الرجولة والشرف .. نعم هذا هو الأردن الذي علم ودرس أبناءه الرجولة لمن لا يعرفها ، اضافة الى ما شاهدنا عبر وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كيف هب الكركيون هبة الرجل الواحد الى جانب افراد الاجهزة الامنية، مشهد رائع يدل على اللحمة الوطنية الاردنية ، فالمواطن الكركي شاهدناه وهو يقف الى جانب أفراد القوة الامنية القادمون من شتى محافظات المملكة مساندا ومتطوعاً في الدخول معهم لمحاصرة الارهابيين والقضاء عليهم .
إرهابيون ظنوا منهم ان حملهم للأسلحة ، ووطئهم واقتحامهم للقلعة ، سوف يرجف قلوب الاردنيين ، الا ان ما وجدوه كان أعظم ، فلقد وجدوا الف والف والف سيف وطلقة تنتظر قطع رؤوسهم وإختراق حناجرهم ، وليكتب الاردنيون الذين تجمعوا في كرك الأباء والعز والشموخ بدماء من حاول فعل السوء بالاردن على أسوار القلعة 'سلام على العزائم الاردنية' ،لان هذا هو حال الاردنيون منذ سابق عهدهم، انهم هم صمام الامان الوطني من حيث الاعتدال ونبذ التعصب ، نعم هذا هو الاردن بركيزته الاساسية العشائر الاردنية المحافظة على الثوابت الوطنية والتي كانت وستبقى على الدوام المدافعة عن ثرى الوطن والداعمة لمنظومة الامن الوطني الاردني وعماداً صلباً للجبهة الداخلية، والتي يتجذر فيها الولاء وينبع منها الاخلاص لأنها في أردن ابي الحسين .
نعم انها ثلة قليلة ظنت انها ستزعزع امن الاردن ، ولم تعلم ان دخولها للقلعة ، ستكون النهاية والمقبرة لهم ، وسيخرجون منها امواتاً بوسم الخزي والعار، فلا رهان على مس الاردن بسوء ، فكل اردني قد قالها سابقا ويعيدها لكم 'انكم مظللون ومخدوعون فنحن وابو الحسين جسد واحد ' ، وهذا ما يدلل عليه ان الاردنيون لم يعرفوا منذ الازل حتى يومنا هذا الا الله ربا والاردن وطننا والهواشم ملوكاً.
تحية اردنية معطرة بدماء الشهداء الذين عطروا تراب الاردن بدمائهم الى كل اردني على ثرى هذا الوطن الغالي .. تحية الى كل اردني رفع يديه الى الله ودعا ' اللهم اني استودعتك الاردن فاحفظها من كل سوء ' .. تحية الى كل عسكري مرابط على حدود الوطن كالصقر المتصيد لفريسته ، ليبقى الاردن ومحافظاته ومدنه وبواديه تنعم بالامن والامان ، شاء من شاء وابى من أبى ، فما دام هناك جيش أوله ملك ، فلا خوف عليك يا اردن ، لان وراء الملك جند وشعب أوفياء .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو