وفاة "الراعي" الذي قتل الطيار الاسرائيلي في بلعما

الوكيل - مجدي الباطية - ودعت قرية بلعما بمحافظة المفرق ، شمال المملكة ، اليوم السبت ، فقيدها المرحوم محمد باير الخوالدة عن عمر يناهز 90 عاماً .اضافة اعلان


والفقيد الذي كان بيته مزاراً لاهالي القرية ، ويلقى منهم الاحترام ، تعود قصته انه كان راعياً للاغنام بالعام 1971 و فوجيء بطائرة اسرائيلية تتحطم على اراضي بلعما ، ونزول الطيارين منها بمظلات على الارض .

اعتقد الفقيد في باديء الامر ان الطائرة تعود للجيش الاردني ، وذهب لإنقاذ الطيار معتقداً انه اردني ، ليتفاجأ انه من الجيش الاسرائيلي ، فأطلق النار على رأسه وارداه قتيلاً ، وكان يملك بندقية قديمة من نوع ' ام 1 ' ، لتحميه في المراعي .

بعدها جاءت طائرات 'هيلوكوبتر' اسرائيلية للبحث عن الطيارين ، وقتلت الالاف من رؤوس الاغنام تعود لعائلتي الخوالدة والخزاعلة .

وهرب الرعاة الى 'المغر' القريبة ومنهم الفقيد محمد الخوالدة ، وبعدها نزل الطيران الاسرئيلي على الارض، وسحب الطيار الحي ، وجثة الطيار الذي قتله الفقيد .

وعلى رغم وفاة الالاف من رؤوس الماشية ، التي اطلق عليها الطيران الاسرائيلي النار اثناء البحث عن الطيارين ، خرجت قرية بلعما في ذلك الوقت ، على بكرة ابيها ، فرحة في مقتل الطيار الاسرائيلي ، وشجاعة الراعي الخوالدة.

ويروي اهالي القرية لـ 'الوكيل' ان الفقيد قام ببناء منزله بالمكان الذي قتل الطيار الاسرائيلي فيه ، على رغم انه في منطقة بعيدة عن المنازل ، وبقي محط حب واحترام من اهالي القرية ، التي كرمته وكتب شعرائها شعراً فيه .

ويعتب اهالي القرية في نهاية الحديث على المسؤولين الذي لم يكرموا المرحوم ، سيما ان ماقام به يعتبر امراً وطنياً يستحق عليه التكريم .