الأربعاء 2024-12-11 11:53 م
 

ولكن .. عن أي «ضمانات» يتحدثون؟

07:13 ص




يواصل فريق مؤتمر الرياض مناوراته ويحاول - عبثاً - اخفاء الافلاس السياسي وفقدان الرؤى التي بات عليها، بعد ان اكتشف في غير عناء، ان مطالبه او ما سمّاها اشتراطاته, لا تحظى بأي دعم جدّي من أي عاصمة او دولة ذات تأثير في مجريات الاحداث, التفاوضية ام الميدانية، وبخاصة ان « المعروض» على الطاولة هو قرار مجلس الأمن «2254» ولا شيء غيره، سواء وُصِفَ بِبيان «جنيف 1» أم تمثّل في ترتيب جدول اعمال جنيف 3، بحيث يتم تقديم المادتين 12 و13 من القرار 2254, ثم البدء ببحث مسألة «هيئة حاكمة انتقالية»، التي ما يزال «ثوار الفنادق» يحلمون بقيامها بعد ثلاث سنوات من وقائع الأزمة السورية، التي طرأت عليها متغيرات وتطورات, عصفت بكثير من الخطط والأوهام والتُرّهات التي عشعشت في اذهان بعض العواصم الاقليمية, عربية وغير عربية، وبات الآن امام ساعة الحقيقة، التي لا يستطيع فريق مؤتمر الرياض ولا سيد القصر الأبيض في انقرة وخصوصاً بعض العرب، إنكار ما باتت عليه الأزمة السورية من احتمالات ماثلة, ليس اقلها تداعيات الهزائم الميدانية المتلاحقة لجيوش الارهابيين وكتائبهم التي عاثت فساداً وتدميراً وتقتيلاً في سوريا، لا لِهدف سوى تصفية حساباتهم واحقادهم القروسطية,وهرباً من تلبية مطالب شعوبهم في الحرية والعدالة الاجتماعية.اضافة اعلان

ما علينا..


انكشف تزوير فريق الرياض الذي وصل الى جنيف في «كوستر» اممي، مُرْغَما، رغم زعمه انه حصل على «ضمانات» من دي ميستورا وواشنطن وبعض العواصم النافذة، بدليل ان الفريق ذاته، اعلن أمس الأحد انه لن يلتقي المبعوث الأممي في قصر الأمم المتحدة بجنيف, الا بعد الحصول على ضمانات بتنفيذ مطالبه او شروطه, على ما دأب الناطقون باسمه الوصف، ولأن دي مستورا لا يملك في واقع الحال, اي صلاحية لمنح ضمانات، بل ان المنوط به هو فقط تنفيذ القرار 2254 ومحاولة التوفيق او التجسير بين وجهات نظر المتفاوضين او المتحادثين، وهم هنا ثلاثة اطراف، وفدان للمعارضة, احدهما فريق مؤتمر الرياض والآخر وفد سوريا الديموقراطية (الذي غادر احتجاجاً على عدم تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بزعامة صالح مسلم)، اضافة الى وفد الحكومة السورية الشرعية، فان همروجة الضمانات تبدو مثيرة للشفقة، حتى لا نقول الشماتة, لأن فريق الرياض اصلاً يعتبر دي ميستورا عميلاً ايرانياً!! قام بدعوة المعارضة للمشاركة في جنيف 3 وفق «اجندة ايرانية» على ما قال خالد خوجة رئيس ائتلاف اسطنبول حرفياً لجريدة الشرق الاوسط, بل هو (دي ميستورا) يصف ما سيجري بالمحادثات وليس مفاوضات, كما غمز من قناته خوجة نفسه, فكيف اذاً يقبل فريق مؤتمر الرياض ضمانات (بافتراض صحة وجودها) من عميل يُنفِذ اجندة ايرانية؟ دون أن نهمل تصريحات بعض «المعارضين» من أن واشنطن «باعتهم» لصالح موسكو.


ثم..


رأينا بالفعل كيف سقطت تباعاً الاستراتيجية الساذجة التي حاول فريق الرياض تنفيذها, في محاولة لاظهار القوة واتقان لعبة المناورات التي تسبق المفاوضات, عبر خطوات لم تجلب لهم سوى الاستخفاف الذي تجلّى في التسريب الاميركي لوسائل الاعلام والذي اكدته اكثر من شخصية في وفد الرياض, عندما قيل لهم في ما يشبه الأمر: اذهبوا الى جنيف بدل البقاء في الفنادق الفخمة, ما استتبع تعليقاً لاذعاً من مصدر دبلوماسي (قيل انه اميركي ايضاً): إن الضمانات «الوحيدة» التي حصل على وفد مؤتمر الرياض هي حجز الفنادق والتأشيرات فقط.


تَراجَعَ اذاً وفد مؤتمر الرياض, رغم التأجيل المقصود والمُبرمَج, ظناً منهم ان العالم سيحبس أنفاسه في انتظار قرارهم, الذي استمر اربعة أيام, ثم قالوا: أنهم سيُرسِلون وفداً «تقنياً» لا يدخل الى قاعة المفاوضات, ثم لاحقاً سرّبوا أن ثلاثة اشخاص فقط سيذهبون لـِ»التشاوُر»، ثم عاد «التشدد» فجأة, ليُقال: أنه لن يذهب احد قبل الحصول على ضمانات, إلى أن بثَّت محطات التلفزة, بالصوت والصورة «كوستر» أممي مُمْتلِأً, يهبط منه اكثر من «30» مفاوضاً أو شخصية, لم يحصل معظهم على تأشيرات تم حلّها على ارض المطار.


أين من هنا ً؟


سقطت الاقنعة كلها, وبات وفد مؤتمر الرياض « مُفْلِساً» بلا اوراق حقيقية أو مُؤثِرة, يمكنه استخدامها لصالح أي اجندة عربية أو اقليمية, نيط به تنفيذها, وخصوصاً اذا ما علمنا أن رئيس وفده التفاوضي حتى الان - هو عميد مُنشَق لا يعرف في السياسة وفن التفاوض... شيئاً - ما بالك بمحمد علوش «المُفاوِض» من جيش الاسلام الذي لم يعد أحد,بما فيهم واشنطن, يقبل به مُفاوِضاً..


ما يعني أن «منطق» الاستِذكاء والنكد والنكاية, التي تحكم مسار وفد الرياض, بتصعيد «عَسْكرِيِّين» الى منصة السياسة قد سقط هو الاخر, فضلاً عن أن لا قوة «ميدانية»على الارض, يُمكنها «ضمان» أي «اتفاق» يُوقِّع عليه هذا الوفد, الذي تُمزّقه الخلافات وتفتك به الاحقاد الشخصية وانعدام الثقة بين اركانه وخصوصاً تجاذبات العواصم الاقليمية.


فهل يختار وفد مؤتمر الرياض الالتحاق بطاولة المفاوضات والتخلّي عن تَشَدُّده الذي هو بلا رصيد؟ أم يمضي في طريق «المُكابَرة» ويُعلِن الانسحاب كي يرضي بعض العواصم وتنظيمات الارهاب؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة