وليد ..

منذ زمن , ونحن نطوي العمر في المطاعم , وأزقة الزرقاء وحارات ماحص ..منذ زمن ونحن نشتبك , وزياد البغال ...ينهي حالة الإشتباك بالولائم ...ولكني لم أتوقع يوما أن اصحوا وافاجأ بخبر يقول أن وليد المزرعاوي (أبو محمود) قد غادر العمر مبكرا دون أن يتم مهمات , تتعلق بدراسة الأولاد ..وفتح موقع إخباري وبناء مزرعة بسيطة على أطراف ماحص .اضافة اعلان

كان يحب القلم والأخبار والسجائر , ولم نترك مكانا في عمان إلا وذهبنا إليه ..لم نترك ندوة , أو حلقة نقاشية ..أو موسما ثقافيا في الزرقاء إلا وشاركنا به , لم نترك مطعما إلا وعبرنا عليه ...لم نترك حدثا مهما إلا وتخاصمنا على صفحات الفيس بوك لأجله , وهاهو تراب ماحص يستقبله اليوم ..مليئا بالرضى وراحة البال .
لقد فقدت شخصا عزيزا جدا علي , وزميلا في مهنة الإعلام ..ورفيق درب وفتى من فتية ماحص الذين تعلقوا بالبلد وأهلها , وبكل ذرة تراب فيها ....
كان عليك يا رفيق الدرب أن تخطرني بأنك قررت الرحيل , لا أن تتركني أقرأ في صفحات المواقع نبأ الغياب ....وإذا قدر لي أن أعزي أحدا , فإن أكثر من يستحق فيك العزاء هو زياد البغال ..الذي ظل ملازما لك ورفيقا وفيا في السنوات الأخيرة من عمرك .
أنت تعرف أنني أكره المراثي , فكيف تأخذني لزاوية متعبة هذا الصباح , وتجبرني أن أكتب لك وعنك ...ولا أعرف كيف ألملم الكلام , أو كيف أرتبه , أو ماذا أقول كل ما في الأمر أنني مصدوم جدا ...وكنت أتوقع أن تغادر الريح ولا تغادر أنت كنت أتوقع , أن ينكمش العمر وأن لا تختار التراب في هذا الشتاء مستقرا أبديا لك ..كنت أتوقع اشياء كثيرة , ولكن الرحيل متعب ومؤلم ...
لك الرحمة وعلى روحك الف سلام .