وليس بعيدا عن السياسة

من الصعب جدا، وربما من المستحيل غير الموجود في قاموس الحمقى أن تجد معجون أسنان لا يوصي به أطباء الأسنان. ففي جميع الإعلانات المتلفزة تجد طبيبا ينصح الكائنات باستخدام هذا النوع (خص نص) من المعجون لأنه.. ولأنه... ولأنه.اضافة اعلان

نعرف جميعا أن الرجل أو الشاب ليس طبيبا أصلا ، وهو مجرد كومبارس تجلبه شركات الإعلان مقابل مبلغ بسيط من المال ليمثل الدور بعد أن يلبس روب الطبيب ، ويضع «الصنّاتات» حول رقبته ويجلس على كرسي دوار في عيادة اسنان مستأجرة، وربما تكون مجرد صورة خلفية.
المحصلة أن جميع أطباء الأسنان يوصون بجميع أنواع معاجين الأسنان ، كل نوع على حدة ..وهنا نعود الى نقطة الصفر، الا اذا اغلقنا التلفزيون بعد مشاهدة احدى الدعايات الترويجية لمعجون ما، حتى لا نصاب بالفصام اذا شاهدنا دعايات لأنواع اخرى سينصح بها اطباء الأسنان ، فيحصل معنا ما حصل مع حمار الفلاح بوريدان ، الذي ترك حماره أمام كومتين طازجتين من الكومتين ، وذهب للمدينة لأسبوع، ولما عاد وجد حماره وقد نفق من الجوع ، لأنه لم يستطع الاختيار بين اي من الكومتين يشرع بالأكل.
أما الأهم ، فهو أنه ليس من مصلحة طبيب الأسنان أن يوصيك بنوع ممتاز من معجون الأسنان، التي قد يحميك من التكلس والتسوس
، فتنتفي الحاجة الى طبيب الأسنان ، فيموت أولاده جوعا، اذا لم يحول مهنته سريعا الى مطهر قانوني للأولاد.
النتيجة النهائية : إن الذي يوصيكم باعتماد نوع واحد من معاجين الأسنان يكون، أما مجرد ممثل بسيط وليس طبيبا ، وهذا لا يعتمد على رأيه. أو يكون طبيب اسنان ، لكن ليس من مصلحته أن يدلك على النوع الأفضل من معجون الأسنان ، لأنه إن فعل ذلك سيغلق عيادته.
وتلولحي يا دالية ..