السبت 2024-12-14 11:24 م
 

وهم النقد وانهيار أنظمة الفهم

10:47 ص

الوكيل - وانا اتصفّح اعدد من جريدة ‘القدس العربي’ يوم 22 يوليو 2013، قرأت ردّ الناقد شوقي العنيزي على مقال نشر لي في جريدة المغرب (العددين 555 و556 )، مع العلم أنّ هذا المقال منشور في جريدة الطريق الجديد منذ أكثر من سنتين.. واحتفى به ناقدنا ومن معه باعتبار أنّ أوجدت مساحة للدفاع عن النصّ وعن الجيل الجديد في جريدة مناضلة عريقة.اضافة اعلان

وطبعا هذا لا يهمّ كما أسلفنا الذكر، لأنّه حان الوقت فيتناظر الفريقان.
ولي ردّ على ما جاء في هذه الأجزاء الأربعة لعلّ صدر القارئ يتّسع له.

1/ شيزوفرينيا الناقد:

ما شدّ انتباهي كثيرا فيما كتبه الناقد شوقي العنيزي الخلط المنهجي الفظيع الذي انجرف إليه في مستويات عديدة يندى لها الجبين.
ويبدو أنّه أخذته الحميّة غيرة على الشعر التونسي وكتّابه كبارا وصغارا فأخذ على عاتقه تصحيح مسار من ضلّوا السبيل فيعيدهم إلى رشدهم بعد غيّ وبهتان !!…
في الحقيقة ما يَرُدّ عليه ناقدنا الكبير لم يكن يوما مقال رأي ومقال الرأي كما يعلم الكثيرون حمّال لرأي صاحبه ومواقفه ورؤاه وتصوراته ….
فهل كان مقالي الموسوم بعنوان ‘الحركة الشعرية الجديدة في تونس : هاجس النص المفتوح و إيقاع التفاصيل’ مقالا عبّرت فيه عن مشاغلي ومواقفي وتصوّراتي الجمالية .. ؟
وهنا لابدّ أن نبيّن لناقدنا ضرورة العودة إلى البحث والتنقيب في أنواع المقالات الصحافيّة وكيف تُكتب. يمكنه أن يعود إلى المكتبة الوطنية أو مكتبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار أو أن يشغّل حاسوبه ويبحث في google عن هذه الفروقات وسيجد شيئا ما حتما، إذا لم يكن لديه متسع من الوقت وهو الناشر والناقد والشاعر والآخذ بأيدي الصغار والحامل على عاتقه المهمّات الإعلامية، ليعود إلى قائمة من المصادر الطويلة والشاقة بالنسبة إليه طبعا.
فمقالي ذاك كان مقالا سبرت فيه آراء مجموعة من الشعراء التونسيين (لم يكونوا شبانا جميعهم) المهمومين بالشعر وبحركة شعرية تنحت مسارها الإبداعي.
والغريب أن الناقد لم يتفطن إلى هذه النقطة لغشاوة على عينيه، حيث أصرّ في حديثه منذ البداية على محاكمة مقال يرصد مواقف الآخرين بتهمة أنّه مقال يعبّر بشكل جديّ عن مواقف الصحافية التي جمّعت المادة وأوجدت لها مقدّمة واختارت عناوين فرعية للتمييز بين موقف هذا الشاعر أو ذاك.
والأغرب أنّه يحاكم مقدّمة ؟
هل تحاكم المقدّمات التي تؤطّر الموضوع و تأخذ بيد القارئ ليفهم ما يحدث؟
وناقدنا لا يحاكم فقط المقدّمة بل ويتجرأ فيحاكم الأسئلة التي وَجَّهْتُها إلى الشعراء ويعتقد أنّ أسئلتي هي مواقف أيضا.. أسئلتي يا جماعة لم تكن إنكارية فتُحمل على سبيل الرأي والموقف، وهو اللّغويّ أدلّه على علوم اللغة والبلاغة فيبحث فيها عن الفرق بين أنواع الاستفهام وهي كثيرة والحمد لله.
لعلّها حركة في النّقد جديدة.!
ناقدنا أصرّ على كلمة ‘الشاعرة ‘في أكثر من مناسبة في مقاله، وأودّ أن أذكّره أنّ التي كتبت المقال لم تكن الشاعرة بل الصحافية التي التزمت بالحياد ولم تعبّر عن موقفها بشكل واضح وصريح قائلة مثلا (أعتقد، أرى ، أتصوّر، أفهم الشعر هكذا، هذا موقفي، ما أراه…………………)
ولذلك كان لابدّ أن يكون ملتزما بمعايير النقد أو فليتركه.
الخلط المنهجي في مقاله لا يُفرّق في حديثه بين ‘حركة شعرية جديدة’ وبين ‘حركة نصّ’ ويعتقد جازما أنّها حركة تلمّ الأصوات الشعريّة الشابة. وهذا تقصير منه في البحث أيضا.
ثمّت حركة شعريّة أطلقت على نفسها اسم حركة نصّ وفي حين لا وجود لحركة شعرية جديدة كما فهمها هذا ‘الناقد’ الذي ارتكز في فهمه على عنوان المقال والمقال كما أسلفنا الذكر لم يكن مقال رأي.
إذا هو مقال يطرح مواقف الشعراء منذ عتبته النصية الأولى (العنوان) الذين يعتقدون أنّ حركة نصّ هي حركة شعرية جديدة لها شعاراتها ومفاهيمها ونصوصها التنظيريّة التي لم يصبر ناقدنا قليلا ليطّلع عليها.
وكان من الممكن أن نلمس بعض الموضوعية في مقاله إذا اتجه بنقده إلى مواقف هؤلاء الشعراء ولكن يبدو أنّ له أغراضا أخرى غير النقد.
فليكن.
العثرة النقدية التي تقصم ظهر هذا المقال ، أنّه أجرى على لساني العناوين التي اقترحها الشعراء مع نصوصهم التي أوردتها كما أُرسلت إليّ ، وهذا خطأ علميّ فادح. ولكنيّ سأردّ عليه:
السياسة يا سيّدي الكريم ‘كبّت سعود’ الكثير من الشعراء ولعلنا نذكّره بمنوّر صمادح ومحمّد رضا الجلالي وعامر بوترعة وغيرهم كثير… كتبوا وكتبوا وكتبوا لكنهم دفعوا ثمن ذلك غاليا.
السياسة يا سيدي الكريم لا تعطّل عن الكتابة إلاّ من باعوا أنفسهم للشيطان .. وكثيرون باعوا وقبضوا أثمانهم ولعلك تعرف أغلبهم ممن لم يسمح لي عمر قصير بأن أعرفهم.
إذا السياسي سعى جاهدا أن ينطق الشاعر حسب هواه وقيّده وكبّله ومنع عنه في حال تمرّده فضاءات النشر(في الصحف أو حتى كتبا منشورة بحكم الرقابة الصارمة).. ولم يسلم إلاّ قلة ممن اكتسبوا الحصانة الثقافية داخليا وخارجيّا مثل المنصف الوهايبي والطاهر الهمامي وغيرهما ممّن لم تستطع يد النظام أن تطالهم .
ولعلّك لا تعلم بهذا الأمر أيضا !!!!
ناقدنا قوّلني ما لم أقل وأورد على لساني كلاما قاله من حاورتهم. وهذه ‘غريبة’ أخرى
فمثلا يقول’ والشاعرة في موضع آخر في سياق حديثها عن قتل الأب ……فهمنا اصرارها….إنّ اليتم هو الأب الذي لا بدّ أن نقتله’
وفي هذا عَنَتٌ يصعب فهمه ويبيّن العجز النقديّ الذي فاجأنا به شوقي العنيزي
فهذه جمل أوردها صديقه أنور اليزيدي وله أن يسأله ويحاكمه على أقواله .. وما كان استجوابه في مقالي إلاّ لتبيّن موقف من هم خارج حركة نصّ وهذا هو الحياد بعينه.
و حركة نصّ التي لا ينتمي إليها أنور اليزيدي ولن ينتمي، لم تقل يوما إنّها حركة يتيمة وألاّ أب لها ولا جدّ .. حركة نصّ هي الابن الشرعيّ لحركة الطليعة ولجماعة تحت السور وغيرهما من الحركات .
وهذا حديث سنفصّل فيه القول بعد حين.
جمل أخرى أوردها على لساني ولم يكن لي صلة بها سوى أنني نقلتها حرفيا إلى القارئ من بينها هذه الجملة ‘وحين تقول : حسبنا أنّ الشعريّة العربيّة اليوم تبثّ من تونس′
وهي جملة مقتطفة من نصّ الشاعر نزار الحميدي عضو حركة نصّ، فما علاقتي أنا الصحافية بها ؟
ورغم ذلك أردّ قائلة : سيّدي هذه الجملة ردّدها كثيرون غير نزار الحميدي من الشعراء والنقاد العرب الذين استقبلوا نصوصنا وبياناتنا وملفات حول نصوصنا بعدد شعر رأسك أنجزها الشاعر عبد الفتاح بن حمودة عضو حركة نصّ.
ما استغربته أيضا في مقال يدّعي النقد والعلميّة ويستعرض عضلاته في بثّ مصطلحات ومفاهيم أن تغيب قائمة المراجع والمصادر وهذا يضعف عمله ويوهنه ويجعله غير دقيق بالإضافة إلى أنّه ملآن بأخطاء المنهج والتحليل وفيه من التجنّي الكثير، ويبدو مقال تصفية حسابات شخصية لا مقال بحث ونقد ورأي مخالف .
وهو ما يدفعنا إلى أن نسأله : لمصلحة من تكتب هذه المرّة؟
الناقد شوقي العنيزي الذي تنبّأ بانسحاب ‘أكثر من عضو’ من أعضاء حركة نصّ السبعة (نزار الحميدي، عبد الفتاح بن حمودة، ، خالد الهدّاجي، شفيق الطارقي، زياد عبد القادر، صلاح بن عيّاد) ولم يسمّ المنسحبين.. يجعلنا نسقط في بركاته لحظة ثمّ نسأل من الذي انسحب وخاف عليه سيّدْنا شوقي ولم يذكر اسمه إذ يقول في مقاله: ‘… انسحاب أكثر من عضو مؤسّس من الأعضاء السبعة من حركة نصّ…’
وهل رأى الناقد شاعرا أو كاتبا ينسحب من حركة نصّه في مشهد الشعر في تونس وفي العالم؟
وقد فاته أيضا أن يفهم بيانات حركة نصّ وشعاراتها وهويّتها النصيّة ومصطلحاتها.
ولنا أن نفصّل القول في شعارات الحركة وبياناتها ، في ردّنا على شطط الكلام الذي أتحفنا به شوقي العنيزي.

‘ أمبوتياج’ مفاهيمي:

لقد ألمحنا في العنصرين الأولين، إلى خلطه المنهجي وضعفه واختلاط المسائل في ذهنه، ونودّ هنا أن نُركّز على نقطة أخرى توهن عمله وتؤكّد اعتقادنا في تورّطه في كتابة ‘مقال’ لتصفية حساباته الشخصية وتعطيل مسار حركة شعرية مازالت في طور تشكّل ملامحها وسيرها نحو بناء منظومتها الفكرية والنظريّة.
وقد وصف المقدّمة بـ’الخطاب الإنشائيّ’ وهنا أودّ أن أنبّهه إلى حرّيتي الشخصية التي يكفلها لي القانون وما شئتَ من نواميس المجتمع والثقافة في أن أكتب كما أشاء وليس لأحد الوصاية على قلمي الحرّ منذ كتبت أوّل مرّة. إنّ ‘الخطاب الإنشائي’ ليس مسبّة أو هنة بل هو أسلوب في الكتابة لا حرج عليه. وليس لهذا الناقد الوصاية على قلمي الذي ينهل من اللغة والبلاغة الانشاء والاستعارة وغيرها من أساليب القول وأدواته.
وأحبّ أن أذكّره وهو العليم، أنّني لست الوحيدة التي تكتب بهذا الأسلوب الذي كان يعجبه سابقا وانتفض عليه اليوم، فقد كتبت به غادة السمان ومحمد الماغوط ومحمد لطفي اليوسفي ومحمّد بن صالح وعمّار منصور.. وهذه نماذج من الإنشائيين في العمل الصحافي والعمل النقديّ.

لماذا ‘حركة’؟ وما معنى ‘حركة’؟

اجتهد ناقدنا وألقى علينا بتصوّراته واعتمد السؤال وأقحم مجموعة من المصطلحات مثل ‘COURANT LITTERAIRE’ أو ‘GROUPE’.. ولكنّه لم يجتهد كثيرا لرغبته في إسقاط بعض المفاهيم ‘الفخفاخة’ وغير الدقيقة لخدمة غرضه ‘النقدي’.
والحركة نعني بها ‘MOUVEMENT’ وفي لسان العرب نجد ‘الحركة ضدّ السكون. حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكًا وحَرَّكَه فتَحرَّك، قال الأزهريّ: وكذلك يَتَحَرَّك، وتقول قد أُعيا فما به حرَاك، قال ابن سيده: وما به حَرَاك أي حَركَة……’
وقد عرّفها أستاذي الجليل الطاهر الهمامي في إطار حديثه عن حركة الطليعة قائلا ‘حركة باحثة لا مدرسة جاهزة ومكتملة’(2) وكذلك حركة نصّ التي لم تدّع يوما أنها مدرسة شعرية جديدة ولم تحاول قتل الأب.. معتقدين أنّنا لم ننزل من المريخ مؤمنين بعدم القطيعة بين الحركات الشعرية وبين النصوص التي كتبت منذ الكتابة الأولى السومريّة (‘رغم أنّها لم تشكّل أدبا’). ولعلّ القارئ الذي اطّلع على تجارب المنخرطين في حركة نصّ يدرك ذلك جيّدا ويفهم أنّنا لم نأت للهدم ولإثارة الفوضى. بل بحثنا في حركة النصّ ذاته في اتجاه النصّ.
وناقدنا، الذي اتّهم حركة نصّ بالإقصائية فهو يقول ‘فإنّها لا تعلم أنّها تمارس الإقصاء في اللحظة ذاتها لأنّها تقفز على رصيد كبير من النصوص يتوفّر على السّمات ذاتها التي تسم الحركة الشعرية الجديدة’ـ لا يعلم أنّنا ننطلق من موروثنا الشعري والأدبيّ بصفة عامة وأنّنا نحترم كلّ نصّ جميل وكلّ تجربة في الكتابة ولذلك سمّيناها ‘حركة نصّ’ باعتبار أنّ النصّ يجمعنا ولا يفرّقنا، ومن لا ماضي له لا مستقبل ينشده.
ونحن نهجس بأن نكتب نصّا مفتوحا. ومفهوم النص المفتوح مفهوم شائك وملتبس بحث فيه عديد النقاد مثل جوليا كريستيفا ورولان بارت وغيرهما…
والنص المفتوح كما نراه، هو ذلك النصّ الذي يستوعب الأشكال الفنية جميعها (نثر، شعر، موسيقى، سينما، مسرح……………) وهو ذلك النصّ الذي يحلّق في رحاب الخيال ويجهد أن يوجد لغة مختلفة عن تلك اللغة السائدة في كتابة الشعر من صيغ لغوية واستعاريّة وغيرها.
ونحن نجرّب ما شاءت لنا اللغة لا ما شاء لنا الناقد شوقي ‘اليوسفي’ (كم سمّاه تهكّما الأديب التونسي الأسعد بن حسين) لقناعتنا بأنّ النصّ مختبر وبأنّه ليس أرضا صلبة.
ولذلك ترانا وعلينا من أثر التجريب ما تستغربه.
ونحن نتّجه نحو ‘التجريب الواعي’ لأنّنا ضدّ الجمود والركون لأشكال بعينها وصيغ واحدة لا محيد عنها وهذا لا يعني أن غيرنا لم يسع إلى التجريب ولم ندّع ذلك قطّ فنحن امتداد طبيعيّ لهم.
ولعلّك تعتقد في نهاية الشعر بعد كمّ النصوص التي أنجزها الشعراء السابقون، فلا تستطيع إلّا تنميط حركة نص بمقاربة كلاسيكية مدرسيّة لا جدّة فيها.
ولعلّك لم تفهم جملتي ‘توهم بالحياد ولكنّها تورّط نفسها في المشهد’ فنحن ملتزمون بكتابة تفاصيل اليوميّ وإرباكه، ملتزمون بنبش الواقع ورصد دقائقه التي قد تفوتك. نحن نؤمن بالالتزام في الكتابة وهذا تعلّمناه منذ تعلّمنا ‘فكّ الخطّ’، نحن ملتزمون سياسيّا ونؤمن بأنّ ‘المثقّف دائما على اليسار’. ولسنا من دعاة ‘المباشراتية’ في كتابة الشعر ولذلك نوهمك بالحياد. فـ’حين ننحني لنلتقط اليومي البسيط نقيه من التّلاشي ونرتقي به إلى رحاب الديمومة… تتحوّل أشياؤنا الحميمة إلى نوع من الأسطورة عندما تعيد الكتابة إبداعها. فتبدو كما لو أنّها خيال محض..’(3) ونحن نترك أثرا كي يجده شرطة الأدب و’المحققون’.. فنحن نخشى أن ينقطع بهم الفهم فـ’لا يفهمون ما يقال’ وما يكتب.
ولعلّنا نفطن إلى المحاولات الفاشلة ‘لاستباحة’ ما كتبته و’نهبه’ إذ خلق ناقدنا لمقالي ‘وجودا وهميّا لا صلة له بأصله’(4) وتعمّد ‘تقويله’ ما لم يقله وأخرجه إخراجا فاشلا، فكفّ عن كونه ناقدا أمينا. ولا أجد هنا ما أقول سوى ما قاله أدونيس:

الاغتيال الثقافي:

ونحن نشهد اليوم عمليّات الاغتيال السياسيّ لإخراس الأصوات الحرّة التي تمتلك بدائل سياسية واجتماعية واقتصادية، نشهد أيضا عمليّات تهدف إلى اغتيال الأقلام الحرّة وقتل كلّ ما يمثّل خطرا على الرّكود الثقافيّ وكلّ من يجهد أن يفتح بابا في وجه الشعرية التونسية الحديثة.
وقد أشرت سابقا إلى محاولة شوقي العنيزي ‘تزييف وعي’ (6) القارئ بمقال يدّعي العلمية والنقد وإنّما هو ‘النقد معكوسا’ (7) لقمع الحراك الشعري في تونس و’الحفاظ على الوضع القائم’ (8) . فكان مقاله ‘ ضجيجا’ نقديّا لعلّ سببه ‘جنون الحرمان الأدبيّ’ ( فهو يعتقد بأنّه حُرم من الانتشار). إذ تجاوز الحراك الأدبي ناقدنا رغم أنفه فبدأَ العدَّ عكسيّا في اتجاه الوراء والرّكيك في كلّ شيء ولم يجتهد ليتّجه نحو هامات النقد والشعر. كأنّه وهو يهمّ بالهجوم على حركة نصّ ‘يبحث عن معركة ستر العورات’ ولهذا ‘ تتالى سيل النّعوت المهجّنة وانتقلت من النصوص إلى أصحابها’ (9) وهنا نفهم ‘دوافعه العدوانيّة’ تجاه حركة نصّ ومؤسّسيها.
ألا يندرج هجومك في إطار ‘النّقد الميليشيوي’؟
ألا يخدم كلامك هذا الرجعيّة الفكرية والثقافيّة؟
عليك أن تكفّ عن توريط شعراء هم أصدق منك نصّا شعريا ونقديّا، وعن الإيقاع بينهم.
عليك أن تكفّ عن الدفع في اتّجاه الضغائن.
نحن حركة شعرية هجست أن تحرّك سواكن الشعر، حركة ميدانيّة لم تخدم نفسها بل خدمت الشعر التونسي وأنجزت ملفّات عنه (الشاعر عبد الفتاح بن حمودة وملفّاته في الجرائد والمجلات التونسية والعربية) ولم ننجز ملفّا واحدا حول حركة نصّ، حركة مؤسّسوها جميعهم ناضلوا زمن الجمر ومازالوا يرفعون شعارات ضدّ القهر والقمع السياسي والاجتماعي والديني. حركة لم تحصل على ‘منح مشبوهة من وكالة الاتصال الخارجي’. نحن حركة لم تشارك مثل ناقدنا في معرض أربيل للكتاب في العراق المحتل الذي قاطعه سعدي يوسف وغيره.. نحن حركة لا تملك دار نشر فنتزلّف للنظام الحاكم ولم نكن يوما من أحزمة النظام السابق ولا اللاّحق فنشرف على نشرات أخباره.
وشوقي العنيزي الذي لا يعرف شيئا عن حركة نصّ أدعوه بجديّة ‘أن يحرّك السكّر في القهوة’ معنا رغم أنّنا نشرب قهوتنا دون سكّر.

عضو حركة نَصّ التونسية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة