السبت 2024-12-14 10:31 م
 

يا غريب خلك اديب ..

04:12 م

ديمة الفاعوري - تلك الموجات من المهاجرين السوريين التي رحب بها الاردن واستضافها فوق اثقاله ومعاناته وضيق الحال الذي هو فيه ، كان من المفروض امانة ان لايستغل بعض هولاء ممن تفيأوا ظلال الخيمة الهاشمية بان يخرجوا عن الطوع ويعيثوا فسادا بالامن الوطني ويخرقوا القانون متى شاءوا وتلك امور لاترتضيها اي دولة حتى ولو كانت جارة محبة لسوريا واهلها مثل الاردن بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني.. اضافة اعلان


بلا شك ان الاردن وقف موقفا حياديا من كل الذي يجري على مبعدة كيلومترات من اراضية وانه في غمرة الحرب الاهلية الطاحنة التي تمزق سوريا منذ سنتين فانه من منطلق انساني استقبل بلاشك هذه الموجات وتعامل معها على قدر طاقته لكن واقع الحال ،إنها افرزت ضمن تداعياتها ومآسيها ،هذه الملايين من المهاجرين المتوزعين حاليا بين الدول المجاورة لسوريا واكثريتهم من الطبقات المسحوقة ..

لكن ثمة امور لايدركها البعض من اهلنا وحتى اجهزتنا الوطنية وهي اشارات سوداء تحدث هنا وهناك وبخاصة في شمالنا العزيز وعروسها اربد تمثلت في قيام متسللين سوريين يعملون بالاجهزة الاستخبارية السورية وتحت غطاء المهاجرين، عملت بكل ما يسيئ الى عرى الاخوة السورية الاردنية ..

هولاء من اسميناهم بالمدسوسين ،الذين يفتعلون الكثير من المشاكل للجانب الاردني المضياف خروجا عن التقاليد واداب الضيافة وقوانين البلاد ، ما انعكس سلبا حتى على نظرة المواطن اليهم وتعاملهم معهم بشكل مريب عبر تظاهرات واعمال عنف و تصرفات صارت تعمم على الجميع .. وهذا هو الهدف الذي ترمي اليه باعتقادنا المخابرات السورية وهي ان تضرب عصفورين بحجر..

الاول هو تعكير الامن الوطني للاردن وخلق حالة من الرفض لبقائهم في اراضيه ، من الذين ارغمتهم الظروف وما يجري داخل سوريا من حرب اهلية طاحنة ما يرغمهم اما بالعودة او يضطر الاردن الى ابعاد البعض منهم ليشكل بذلك مادة اعلامية دعائية يستخدمها النظام السوري لفك عرى الاخوة السورية الاردنية وتخويف من يريد الخروج من حالة القمع الدموي التي تمارس هناك..لاجئا او عابرا الى دار ضيافة اهله وعشيرته في الحدود المشتركة..

بلاشك ان الكثير من العوائل السورية التي تفتقد العيش الكريم مثلما كانت في وطنها صارت تقاسم المواطن الاردني كل شئ ،والسوري المهاجر بلاشك ليس مثل غيره انسان مسحوق دمرت امكاناته تلك الحرب الاهلية واوقعت به في التهلكة ، ولكن على السلطات اي كانت وحتى القضائية منها حينما تستمع الى الدعاوى التي امتلئت بها المحاكم ضد البعض من السوريين ممن مارسوا خرق القانون باشكال معقدة..

عليهم الانتباه الى ان ما يحدث هو جزء من سياسة خبيثة اتبعتها اجهزة استخبارية استهدفت فك اللحمة القومية التي يشعر بها المواطن والمسؤول الاردني ازاء اخوته من المهاجرين ، اي بمعنى ان هناك من تسرب الينا لاداء هذه الافعال لكي يدفع الاردن الى طرد هولاء وهو ما سيجعلهم امام نارين لان الكثير منهم يندرجون تحت مسمى عوائل الشباب السوري المقاوم لكي يتفرغ للمواجهة ،كي لايكونوا ورقة ضغط بيد النظام السوري.

المفروض بنا كسلطة ومواطن ان نفرز الغث من السمين وان نكشف هذا التلاعب وان نبصرهم و المجتمع الدولي بما يحدث ومدى الضغوط الهائلة التي صارت مسلطة على اقتصاد البلد وناتجه القومي ما انعكس سلبا حتى على مستوى الخدمات المقدمة للمواطن الاردني ،لان الدولة هنا وبقيادة جلالة الملك المعظم عبد الله الثاني لاتستطيع رغم كل شئ ان تتخلى عن التزاماتها الوطنية والقومية ازاء هولاء ويجب ان تكون بمستوى المسؤولية امام الله و المجتمع الدولي .

قلنا وسنبقى نقول الاردن اولا ولكن خياراتنا ستبقى اننا دولة تستقبل ضيوفها من المهاجرين بهذه الكثرة ،رغما عنها ، من الذين دارت بهم الايام ،وكما استضافت من قبل الاخوة العراقيين ، فهي اليوم غارقة في مشاكل لم يحسب لها حساب جاءت الينا من سوريا.. ولكننا نتعامل معها بحزم لان امننا الوطني فوق كل شئ ..

لتكن كل العيون مفتوحة ومعها القلوب بلا شك ،لكي نضفي عليهم الامن والامان كاخوة واهل وجيرة وعشيرة قدر ما نستطيع ونقدم لهم ما استطعنا وما تجود به تبرعات عربية ومساعدات دولية ،ولكن شرط ان لايسمحوا للبعض المدسوس فيهم ان يعكر هذه الاجواء ويضفي عليها صبغة لانريد لها ان تعمم على الجميع .. وحمى الله الاردن من كيد الكائدين..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة