الوكيل - تتسم ثقافة الحوار والتسامح بالانفتاح على الثقافات والتجارب الإنسانية المتباينة، وما ينطوي عليه ذلك من إقرار بمبدأ نسبية المعرفة الذي أخذ به سقراط وطوَّره فولتير، وتنمية الفعالية التاريخية بالحياة والعصر، بما يتيح للأفكار والنصوص والرؤى أن تتلاقح وتتعايش، على نحو يشكِّل الإرث الإنساني المشترك ..
المتحرر من طروحات الخطاب الشوفيني وأبلسة الآخر المختلف؛ نشدانا لمستقبل ديمقراطي قوامه الحرية والعدالة والسلم الأهلي، والإيمان بالتعددية والعيش المشترك والاعتراف بالمواطنة أساسا دستوريا للحقوق والواجبات، في ظل عقد اجتماعي مدني يخلّص المجتمع من تراث العصور الوسطى ودولتها الثيوقراطية، ويعمِّق اللُّحمة بين النص الديني والواقع، كما فعلت أوربا بعد التنوير، وتشكيل اللاهوت الليبرالي في القرن التاسع عشر. فما أشد حاجتنا إلى حوار الأديان القادر على خلق أرضية ثقافية دينية تتيح للجميع الوقوف عليها بروح التعاون والتساند والتعاضد، لا بروح العداء والكراهية والتعصب والعنف كما حدث على يد السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين الذين يعادون العلم والعقل، ويرفضون الحوار، ويؤسسون ثقافة قمعية تصون وتحمي دولة الاستبداد الديني. ما أحوجنا إلى حوار وطني جاد بمقدوره ترميم أعطاب المجتمع المصري وانسداد قنوات اتصاله ؛ فيحرِّرنا من أسر الهويات الضيقة والقاتلة التي دشَّنت العزلة التاريخية بين المذاهب الدينية، وأوصدت باب الاجتهاد، وقضت على التعددية العقائدية في ديار الإسلام. ما أشد حاجتنا إلى حوار فكري خلّاق ينتشلنا من وهدة اليقينيات والوثوقية الدوغمائية واحتكار الحقيقة الذي تدعيه جماعات الغلو والتطرف لنفسها .. حوار يحوّل الأشياء التي تبدو معروفة لنا، إلى أشياء تكون أهلا للمساءلة، على غرار حوار أينشتاين وبوهر في الفيزياء.. وسارتر وريمون آرون حول فلسفة الثورة والليبرالية.. والإمام محمد عبده والمفكر فرح أنطون عن العلمانية والدولة المدنية.. ما أحرانا أن نخصب خيالنا بالمغامرات الجمالية المغايرة التي يطرحها القلق الفني الموّار بالأسئلة، كما فعل بيكاسو في لوحة ‘فتيات أفنيون’ التي أعلنت بزوغ التكعيبية ؛ حين اختار لشخوص لوحته أقنعة ثلاثة هي : القناع الإفريقي، والقناع المصري القديم، وقناع وجه الفنان نفسه، فلم تعد اللوحة محض تصوير وصفي لفتيات هوى، بل غدت تأكيدا على حيوية الحوار بين الحضارات، وما ينطوي عليه من قيم تسهم في تحقيق التواصل بين الشعوب. ولا ندري ما كانت ستئول إليه حالة أسلوب الart nouveau لو لم يستلهم الرسوم والمحفورات الخشبية المطبوعة اليابانية، ويستنطقها.. أو ما كانت ستنتهي إليه حالة السريالية لو لم تُفد من حوارها مع مدرسة التحليل النفسي، وبحثها في العالم الداخلي الملغز للإنسان .. أو ما كانت ستفضي إليه نظرية التكامل اللوني عند التأثيريين، لو تخلت عن حوارها مع نظرية شيفري العلمية في الضوء. لماذا انتكسنا عن تاريخ لنا شهدته الأندلس العربية بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر الميلادييْن، امتاز بالحوار والتسامح والتفاعل بين القيم الثقافية المنتمية إلى شعوب وجماعات إثنية متباينة ؟ لماذا نخاصم تاريخا عرف حوار الثقافة العربية مع التراث الإغريقي ؛ مما دعا العرب إلى تلقيب أرسطو بالمعلم الأول، وجالينوس بفاضل القدماء والمتأخرين، وسقراط بأحكم البشر؟ ولم يتوانَ العرب عن أن يأخذوا من اليونان آلة التفكير وخصوصا المنطق؛ الأمر الذي دفع الفيلسوف العربي الكبير يعقوب بن إسحق الكندي المعروف بالكندي إلى أن يقول لنا بجلاء وسطوع: ‘ينبغي لنا أنْ لا نستحي من استحسان الحق، واقتناء الحق من أين أتى، وإن أتى من الأجناس القاصية عنّا، والأمم المباينة لنا، فإنه لا شيء أوْلى بطالب الحق من الحق، وليس ينبغي بخس الحق، ولا تصغير بقائله ولا بالآتي به، ولا أحد بخس بالحق، بل كل يشرفه الحق’. إننا مدعوون اليوم لا شك – إلى الوقوف صفا واحدا ضد الهجمة التترية التي تشنها القوى الظلامية على الفن والإبداع ؛ مستهدفة رأسمالنا الحضاري الرمزي، محاولة إفقار حياتنا، وتجفيف منابعنا الروحية، والقضاء على أفكار التقدم والعقل التي جاء بها التنوير، ونشر الإيديولوجيات المحافظة. وهو ما يُملي علينا رفض الوصاية المفروضة من الجماعات الإرهابية المتسترة بالدين، وما تحاول بثه من قيم شمولية أحادية متعالية، في عصر ينهض على التعددية ، وتجاوز الأنانية الإثنية والقومية الضيقة. ورحم الله فقهاءنا القدامى الذين رأوْا أكثر العلماء علما، أكثرهم توسعا؛ أي أكثرهم عدم تشدد في التحريمات. إن الانفتاح على فكر الآخر ضرورة حياة وبقاء ؛ لكي نستمر منتجين وفاعلين. وهو ما يعني أن تفاعل الثقافات يعبر عن حركة التاريخ الكبرى التي تصوغ أسئلة العصر، وتجلو صورة العالم من حيث هو تعدد وصيرورة .. زمان وحركة.. وعي بالذات وبالآخر وبتمايزهما. لذا دعانا فيلسوف التفكيكية الأشهر جاك ديريدا إلى تأمل مغزى التسامح ؛ وما يعنيه من قبول للآخر على اختلافه وتمايزه، والنظر إلى العالم في اتساعه وتنوعه، والإقدام على مخاطرة فكرية تزلزل التماثل والتطابق، وتجسّد قيم التفاعل الخلّاق وصولا إلى التجربة الأعمق التي تهبها الحياة للإنسان في تواصله الحر مع بني جلدته. من هنا ؛ فإن حوار الشعر مع الفن التشكيلي، بحث عن الحرية لمحو الحدود والكوابح، ودعوة إلى النظر من جديد في ذواتنا وتصوراتنا وتأويلاتنا المتغيرة للعالم، ورفض لتسليع الفن، بل رفض لتحييد الاحتجاج بتحويله إلى أشياء استهلاكية .. لهذا غدا حوار الشعر مع الفن التشكيلي رؤية مفتوحة على هشاشات الوجود.. على صيرورة لا محدودة.. على كثافة ممتدة بين الألوان والظلال .. الأجساد والكلمات ؛ كاشفة عن المحو الكامن فيه. لذا كان الشعر روح الأدب والفن بعامة، حتى إن أبا إسحق الحوفي في ‘جامع بيان العلم’ رأى أن ‘العلم الذي ليس للدنيا ولا للآخرة، هوعلم الشعر والشغل به’. لهذا لا يعطيك حوار الشعر والفن التشكيلي بعضه حتى تُعطيه كُلَّكَ ؛ مادمتَ ترى الفن كما رآه ابن المعتز وهو يتحدث عن قلمه: ‘يسكت واقفا، وينطق سائرا، على أرض بياضها مظلم، وسوادها مضيء’. لذلك حين يصف ابن طباطبا العلوي في ‘عيار الشعر’ تأليف قصيدة ما، فإنه يذكر النسّاج والنقّاش وناظم الجواهر .. وهنا يلتقي الشعر مع الفن التشكيلي في اعتدادهما بأهمية البناء والتركيب .. فإذا كان الرسم أساس التصوير في عنايته بالخط الخارجي، وباللون الذي يضفي حيوية وعمقا على التكوين، فإن القصيدة تُعنى بمتانة النسج، أي متانة العلاقات القائمة بين عناصر القصيدة وصيرورتها العامة. ومن ثم؛ تشي القصيدة بجمالها الداخلي .. بجُمّاع إمكاناتها اللغوية والصوتية والتركيبية، دون خشونة ولا وعورة ولا نبوّ.. وبذلك ينساب الشعر من النبع. انظرْ إلى ما قاله الشاعر العباسي المستهل بن الكميت:
بيضاء تسحب من قيام فرعها / جثلا يزينه سواد أفحمُ
فكأنها فيه نهار مشرق / وكأنه ليل عليها مظلمُ
اللون هنا مثير جمالي وتعبيري في لوحة شاعرنا هذه التي أسبغ فيها على جسد فتاته فيضا من الأنوثة التي تتبدى في ليونة قوامها .. وقد تمدّد في غِلالة لونية تراوحت بين البياض والسواد .. وكان ابن سينا يرى أن أصل الألوان كلها هو الأبيض والأسود، والباقي مُركّب منهما. . لهذا كان الضوء شرطا لوجود الألوان. وهو ما حدا ببعض الحكماء إلى أن يقول إن الضوء أجسام صغار تنفصل من المضيء، وتتصل بالمستضيء. فأنصتَ شاعرنا إلى بوحهما (السواد والبياض) المترع بلدونة أنفاسها .. مبتهلا إلى ضيائهما الداخلي أن يقوده إلى إمكانات تفتحهما وبزوغهما. وربما ذكرتنا هذه اللوحة الشعرية باحتفاء فناني ال art deco ‘فن الزخرفة’ بجسد المرأة العاري وتجسيده في هيكل تكويني يومئ إلى جمالياته وإمكاناته التعبيرية. وقد نشأ تيار فني عمد إلى دمج الأفكار التشكيلية بالأدبية، كما فعل كلود حين رسم منظرا خلويا أطلق عليه اسم’ انهيار الإمبراطورية الرومانية’ .. وجاء المصور التشكيلي الرومانسي الإنجليزي جون كونستابل لكي يعيد القيمة الشعرية إلى النزعتيْن الواقعية والطبيعية. ‘آه! لو أن يدي كانت يد رسام / لكي تعبرعمّا رأيته لحظتها، ولكي تضيف الوهج / الضوء الذي لم يشع قط من بحر ولا أرض / ذاك كان طموح الشاعر وحلمه’. وبذلك يشترك الشعر مع الفن التشكيلي ككل فن عظيم _ في جعل المرء ينظر إلى الشيء الذي ألفه، وكأنه يراه لأول مرة ..وهو ما عناه، ربما، شاعر عربي كبير ‘ذو الرُّمة’ (غيلان بن عقبة بن مسعود) بقوله: ‘من شعري ما طاوعني فيه القول وساعدني، ومنه ما أجهدتُ نفسي فيه، ومنه ما جننتُ به جنونا .. فأمّا ما طاوعني فيه القول، فقولي : خليليّ عوْجا من صدور الرواحل .. وأمّا ما أجهدتُ نفسي فيه فقولي : أإن توسمتُ من خرقاء منزلةً .. وأمّا ما جننتُ به جنونا فقولي :
ما بال عينك منها الماء ينسكبُ / كأنها من كُلى مفريّة سَرٍبُ
ممرّسا ببياض الصبح وقعتُهُ / وسائر السير إلّا ذاك منجذبُ
تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت / وتحْرَجُ العين فيها حين تنتقبُ
كحلاءُ في برجٍ صفراءُ في نَعَجٍ / كأنها فضة قد مسها ذهبُ
كأنه مُعْوِلٌ يشكو بلابله / إذا تنكّب من أجوازها نَكَبُ
كلٌّ من المنظر الأعلى له شبهٌ / هذا وهذان قَدُّ الجسم والنُّقُبُ
وهي القصيدة التي ظل يزيد فيها مُذ قالها حتى تُوفي .. كأنها لوحة فنية لا تنتهي .. محاولا مثل النحّات الإثيني القديم فيدياس الإمساك بالجمال الأزلي، وامتلاك حبيبته المستحيلة. لهذا تداخلت الحدود وامحت بين الشعر والفن التشكيلي بعامة. فقدّم شارل بودلير رسوما عدة، بعد أن آمن أن ‘علينا أن نرغب في الحلم، وأن نعرف كيف نحلم’، وأن ‘للفراغ جانبا كبيرا من الفضل في نضجي. من جهة رهافة الحس والتأمل والاستعداد للداندية والولع بالفنون’. وسعى جبران خليل جبران في رسومه إلى توسيع أفق الرؤية والسمو بها إلى ذرى ميتافيزيقية، واضعا منطق المنظور في خدمة اللامنظور. وجمعت الفنانة الفرنسية العالمية ماري لورنسان بين الشعر والرسم وعزف البيانو وتصميم الديكور والأزياء، وقدّمت رؤية تشكيلية لما يربو على ثمانين كتابا وديوانا شعريا ل: مالارميه وأندريه جيد وسان جون بيرس وجان كوكتو وسواهم. وجمع الدادائيون بين الرسم والشعر، على نحو ما نلمسه لدى شعراء قصيدة الهايكو اليابانية الذين جمعوا بين الشعر والرسم والتصوف ؛ محاولين تحرير المخيلة، واستثارة التجربة الفنية ليغدوا أحرارا بصورة حقيقية وهم يواجهون أسئلة الوجود الكبرى وقلقهم الروحي، وما يضج به العالم من جمال وألوان ؛ عملا بحكمة تراثهم : يبحث الحكيم عن الحرية في الرغبة / فلا يحتجن النفائس / ويتعلم ألا يصر على الأفكار / فيعيد الناس إلى ما ضيعوه. ولعل هذا ما دفع شاعرا كبيرا مثل أحمد عبد المعطي حجازي إلى أن يقول في قصيدته ‘آيات من سورة اللون’:
قطرتان من الصحو
في قطرتيْن من الظل
في قطرة من ندى .
قل هو اللونُ
في البدء كانَ
وسوف يكون غدا
فاجرحِ السطحَ إن غداً مفعمُ
ولسوف يسيل الدمُ.
سنغني لكم أيها السادة الغرباءُ
غناء رتيباً
على وتر مفرد يتردد بين مداريْه
كالقمر العربي
هو الأبيضُ الأسودُ اللؤلؤُ المعتمُ .
سنغني أغانينا الخضرَ
لكننا سنفاجئكم بقنابلَ موقوتةٍ
كان أسلافنا خبئوها مع الخبز والخمرِ
في خشب الموميات
لكي تتفجرَ في غرف الدفنِ
حين تحين مواعيد عودتهم للحياة .
وردة أم فمُ
هذه الورقات التي تمسح الآن صدري،
وقُبّرة تتنفس تحت الأصابع
أم برعمُ
نهدها ؟
قطرتان من الصحو
في قطرتيْن من الظلِّ
في قطرة من ندى .
وبذلك راح يحاور الحياة بأبعادها اللانهائية، وبفضاء حريتها البوليفوني، من خلال سؤال الفن المتمرد على كل أمْثَلة أو تقديس أو أحكام مسبقة، وبالشك الذي يعيد الاعتبار إلى العقل وإلى الذات الفردية في مؤالفتها بين التجربتيْن الإنسانية والفنية، عبر تناغم الأضداد الذي يجعل الروح قادرة على بلوغ آمادها البعيدة، فتعيش مفارقتها الجمالية، ضوءا ولونا .. صوتا ورائحة .. واقعا وخيالا .. لذلك يقترب التشكيل من الروح حين يكون رسما، ومن الجسد حين يغدو لونا .. ولعل ذلك ما جعل شاعرنا الكبير أحمد عبد المعطي حجازي يقول :
وتكون أمسية
مطر، كخيط الغزل
يقطعني وأقطعه
وشوارع تنصب في جسدي
وأعبرها !
ويكون ضوء يلعب البلل الصقيل به
يفرِّقه ويجمعه
ويكون نهر يقتفي أثري
وريح مثقل بالغيم والأصداء
يدفعني وأدفعه
ويكون أني حين ألقاه … أضيعه
لهذا يتواشج الشعر مع الفن التشكيلي؛ عندما يصبحان لعبة هدم وبناء، نابعة من متعة أصيلة لديهما شبيهة بمتعة هيراقليطس؛ حين يقارن القوة المشئة للعالم بطفل يضع وهو يلعب أحجارا هنا وهناك، أو يجمع أكواما من الرمل ثم يشتتها بعد ذلك. غير أنها تميط اللثام عن طموح الفنان اللانهائي شاعرا كان أم مصورا الى الجمع بين فن النحت الذي هو فن أبولوني .. وفن الموسيقى الذي هو فن ديونيزي، رأى نيتشه أنهما يُمضيان أغلب الوقت في نزاع مفتوح، لكن أحدهما يدفع الآخر نحو إبداعات جديدة، تجعل الحياة جديرة بأن نحياها، عبر حساسية الشاعر الفائقة تجاه الألوان، والقدرة على تجريدها في الوقت ذاته، عامدا إلى خلق تناغم مع معظم التفاصيل، فيلوِّنها أنّى شاء، ويدخل معها في حوار ثري يعمل على أنسنة الطبيعة، وحركة تشكُّل الأشياء واندغام بنياتها. فيفتحان لنا الشعر والفن التشكيلي- نافذة نطل منها على العالم ؛ فنحرّر الذات من حضورها المخادع ؛ لتحيا في الاختلاف، باحثة عمّا هو عميق وحقيقي.
* نص الكلمة التي أسهم بها الكاتب والناقد المصري في إحدى فعاليات بينالي القاهرة التي عقدت بعنوان ‘ثقافة الحوار .. وحوار الشعر والفن التشكيلي’.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو