١٤٦ ساعة على الهواء في الشهر الفضيل

معن صافي

ان تكون متحدثًا وحيدًا على خشبة المسرح امام جمهور كبير لمدة ساعة واحدة فقط لابد من ان ترتبك خمس دقائق بينما أنت واقف خلف 'كالوسك' السري تراقب كم الاشخاص الذين ينتظرون منك أن تبدأ...!

سأتحدث اليوم من زاويتي، فإنني خلال شهر رمضان المنصرم قضيت 146 ساعة على الهواء عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأتى تقسيم الساعات في برنامجي المهني كالآتي:ساعة وربع يوميا على شاشة التلفاز و3 ساعات عبر أثير الاذاعة ، وقد ادركت من خلالهما ماذا يعني ان تكون اعلاميا ينتظر منك المشاهد والمستمع رسالة ما او حتى معلومة .

لو القينا نظرة سريعة وغير متعمقة على واقع الاعلام الاردني لوجدنا دون أي جهد منا أن هناك امكانيات محدودة في الانتاج والعمل على تطوير واقعنا الإعلامي وهذا أمر يترك الحزن في نفسي.

من أهم الأسباب التي تجعل الاعلام الاردني محدودا، برأيي أنا أخوكم الصغير، هو ضعف الترابط المهني في صفوف طاقم العمل ،مع كامل الاحترام لمختلف الطواقم والكوادر ومختلف الجهود، لكننا وبدون أي تنميق لحقيقة الواقع نفتقد التخصص في العمل فعلى سبيل المثال من يعمل في مجال الهندسة الصوتية هو في الأصل محام ومن يعمل منتجا فنيا هو مبرمج لبرامج الحاسوب لكن حظه الجميل منحه فرصة جيدة ليكون مزارعًا في الحقل الإعلامي، وقس على ذلك مئات الأمثلة.

من هنا نصل إلى أنه لا يمكننا حتى أن نقوم ولو بمقارنة بسيطة بين الاعلام الاردني بواقعه الحالي وبين اعلام اي دولة أخرى عربية أو غير عربية، لأن الأعلام الاردني يحتاج الى طاقات المرحوم الدكتور عمر الخطيب والمرحوم رافع شاهين .

ومن هنا، يبقى علينا طرح سؤال لا مفر منه، أين هم أصحاب الطاقات الإعلامية المميزة وأبناء الأردن مثل منتهى الرمحي ، جمال ريان ، جميل عازر ، صهيب ملكاوي ، علا فارس وغيرهم الكثير،، لماذا 'هربوا' إلى فرص خارج حدود مملكتهم من أجل لمعان حرمتهم منه!؟

معن صافي