الإثنين 2024-12-16 02:23 ص
 

58 عاماً لم تمنع ''ابو مالك'' من اجتياز التوجيهي

06:07 م

الوكيل - لم تقف 58 عاما مضت من عمر محمد صدقي البرماوي حائلا امام حلمه بمواصلة طموحه في الحصول على الثانوية العامة والتسجيل في الجامعة للحصول على الشهادة الجامعية.اضافة اعلان


الطالب الجامعي ابو مالك كما يحب ان ينادى به، له من البنين والبنات عشرة اكبرهم عمره 37 عاما تقدم هذا العام لامتحانات الثانوية العامة الفرع الشرعي وحصل على معدل 75.7 وتقدم للجامعات الاردنية حيث تم قبوله في جامعة البلقاء التطبيقية في تخصص الدراسات الاسلامية 'امامة وخطابة وتلاوة '.

يقول ابو مالك في حديثه لوكالة الانباء الاردنية 'بترا' عن رحلة حياته: انه من مواليد قرية برما عام 1954 والتحق بمدارسها الابتدائية ايام 'البيضة والرغيف ' ليكمل فيها الثاني الاعدادي وينتقل بعدها الى قرية ساكب التي تبعد نحو 20 كيلو مترا عن مكان سكنه للحصول على المترك ليبدأ بعدها رحلة العمل الحر، وتأخذه مشاغل الحياه ثم يصبح رب اسرة وتتوقف رحلة متابعة العلم.

ويتابع: ونظرا لعدم وجود مدرسة ثانوية ذلك الحين في قرية برما، حيث كانت أقرب مدرسة تبعد عن برما مسافة 30 كيلومترا، اضافة إلى أن المجتمع كان ينظر للتعليم من زاوية ضيقه بسبب شح الموارد المادية، فتركت المدرسة لمساعدة والدي على تحمل اعباء المعيشة.

ويضيف الطالب الجامعي انه ترشح للانتخابات البلدية في قريته واصبح رئيسا لبلديتها في الفترة بين عامي 1995 و 1999 ويدخل ابناؤه الجامعات، ثم يتزوج عدد من اولاده وبناته فيعيد التفكير في مواصلة طموحه في تحصيل العلم، وبتشجيع من زوجته وابنائه وعدد من المحيطين يتقدم للثانوية العامة ويصل الى الجامعة الذي يقول انها مرحلة في حياته العلمية يتمنى ان يكملها لما هو اكثر من ذلك.

وعن الصعوبات التي واجهته أثناء تقديمه للتوجيهي قال: من أكثر الصعوبات التي واجهتها هي فترة الانقطاع عن المدرسة لمدة تزيد عن 40 عاما، إضافة إلى تغيير المناهج المدرسية ما جعلني اضطر في معظم الاحيان الى العودة لكتب المراحل الدراسية السابقة ومراجعتها من اجل استرجاع المعلومات التي احتاجها في التوجيهي.

ويقول: معظم أبنائي انهوا دراستهم الجامعية ومنهم من هو على مقاعد الدراسة الجامعية حاليا بسبب تشجيعي المستمر لهم لأنني كنت تواقا ان ارى فيهم ما كنت اتمنى ان اراه في نفسي.

وأضاف انه وفي ظل القيادة الهاشمية ودعمها المستمر للتعليم والتطوير التربوي وتسهيل الطريق أمام جميع الراغبين بالتعلم ولمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجيا، أصبح التعليم واجبا على كل شخص، وأن على كل إنسان تسليح نفسه بالعلم والمعرفة بصرف النظر عن العمر.

وقال ان من أكثر المواد التي استمتع بدراستها في التوجيهي هي مادة علوم الشريعة ومن أكثرها صعوبة هي مادة اللغة الانجليزية.

البرماوي الذي يحظى بباع طويل في العمل العام واصلاح ذات البين في قريته، يقول: انه لم ينقطع خلال دراسته عن المشاركة في المناسبات وبقي متفاعلا مع اهله واقاربه خلال الدراسة.

ويتمتع ابو مالك بروح دعابة اسهمت بشكل مؤثر في كسر الحواجز بينه وبين زملائه الطلاب، فيقول ' جلوسي في بعض الاحيان مع الطلاب حيث انني اكبر عمرا منهم ومن المعلمين حيث كانت نظراتهم الي تشجيعية وبعضها استغرابية وكنت اشاركهم المزاح والضحك اثناء الاستراحة إضافة إلى انه وفي بعض الكتب عندما يكون مكتوبا : 'عزيزي الطالب كما درست في الصفوف السابقة ...' تملأ الابتسامة وجهي واتمنى ان اقول للكاتب 'لم ادرس شيئا من هذا القبيل'.

(بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة