ابو سعدة من غزة لبرنامج الوكيل: الأردن ومصر وقفوا سداً منيعاً أمام محاولات التهجير

الوكيل الإخباري - قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في قطاع غزة الدكتور مخيمر أبو سعدة، إنه لم يسلم لا شجر ولا بشر من عدوان الاحتلال المستمر منذ 30 يوماً على القطاع، والذي طال كل مناحي الحياة.

وبيّن سعدة من منطقة خان يونس لـ " برنامج الوكيل عبر راديو هلا" أن ليلة أمس السبت كانت صعبة على منطقة خان يونس، حيث حاولت آليات الاحتلال الإسرائيلية التوغل شرق خان يونس، وتم التصدي لها من المقاومة، كما قام الاحتلال بالقصف من خلال الزوارق التي أطلقت النار على طول الطريق الساحلي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.

وأشار إلى أن عدوان الاحتلال على خان يونس أمس يضاف إلى المجازر التي ارتكبت في منطقة المغازي، حيث أُطلقت الصواريخ على تجمع سكني، وارتقى أكثر من 40 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة مخيم المغازي. 

ونوه إلى أن قوات الاحتلال في اليوم 13 من تشرين الأول الماضي طلبت من سكان غزة النزوح جنوباً، مضيفاً أن مئات الآلاف نزحوا، وقدر عددهم بحوالي 800 ألف نسمة، وبقي قرابة 400 ألف نسمة متواجدين في الشمال لم يتمكنوا من المغادرة. 

وأكد سعدة أنه خلال الايام الماضي، كانت هناك محاولات للخروج للجنوب عبر طريقي صلاح الدين والرشيد / طريق البحر، لكن القصف أجبر السكان على العودة. 

وأشار إلى أن هناك حديث عن السماح للمواطنين المغادرة جنوباً ضمن ساعات محددة، لكن حتى الآن لا يوجد ما يؤكد ذلك، قائلا:" إنه في مثل هذه الأوضاع فان الاحتلال هو من يتحكم بحياة الناس"، وهناك حديث عن وجود هدنة لمدة ساعات فقط لخروج المواطنين من الشمال والذهاب جنوباً. 

وشدد على أن دفع أكثر من 1.5 مليون غزي إلى خان يونس ورفح، يشكل ضغطاً كبيراً على مراكز الإيواء، حتى أصبح الكثير ينامون بالشارع.

وحول ادخال المساعدات والمواد الاغاثية والمحروقات قال ابو سعدة إن ما دخل الى الان من شاحنات اغاثية على القطاع لا يفي بالحد الأدنى، مؤكداً أن القطاع يحتاج يومياً أكثر من 400 شاحنة، مضيفاً أنه كان هناك محاولة من قبل وزير الخارجية الأمريكي لتفعيل هدنة لإدخال الوقود لتشغيل المستشفيات التي توقفت عن الخدمة، غير أن الاحتلال اشترط إطلاق سراح محتجزين مقابل دخول الوقود وهو الأمر الذي لن تقبل به حماس. 

وأضاف أن الكثير من المخابز أُقفلت بسبب نفاذ الوقود، واصبح المواطنون في غزة يديرون حياتهم الآن بالطرق البدائية.

وحول دور أمريكا في الضغط على مصر لإدخال الغزيين الى سيناء، أشار إلى أن الاحتلال حاول ترحيل الفلسطينيين الى مصر، ولكن مصر والأردن وقفت سداً منيعاً أمام هذه المحاولات، والآن بعد أن طُلب من الغزيين التوجه إلى جنوب وادي غزة يبدو أن هناك محاولات لتجميع المواطنين في الجنوب الى حين الانتهاء من العمليات القتالية التي تحدث في شمال القطاع.

وحول مستوى وتيرة القصف على القطاع، أكد أن القصف مازال مرعبا، لكن بعض الاحيان يهدأ القصف الجوي لصالح توفير مساحة لتحرك الآليات العسكرية التي تتوغل ببعض المناطق الشمالية الغربية، والشمالية الشرقية. 

وأكد أن المناطق التي وصلت إليها آليات الاحتلال خلال توغلها باتت بدون سكان بنسبة 100%، إلا أن فيها نشاط وتحرك كبير من قبل المقاومين الذين ينفذون عملياتهم هناك.

وعرج على أن الخسائر الإسرائيلية في صفوف الجنود والضباط والمعدات كبيرة جداً، وما ينشره الإعلام العبري غير حقيقي عن حجم الخسائر حتى لا يزيد الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو.