الفاسدون وليس الفساد!

ليس ايهود اولمرت وحده تلقى ست سنوات حبس، فالصحف الاسرائيلية طافحة بأسماء مسؤولين كثيرين ذهبوا الى الحبس: منهم يوري شتريت المسؤول البلدي في القدس وحُكم بـ 7 سنوات، ومئير رابين بـ 5 سنوات رشوة وغسيل اموال، وافيغدور كيلنر بالتهمة ذاتها واخذ 3 سنوات.!!.اضافة اعلان

واذا كانت هذه ظاهرة في فساد مسؤولي الدولة، فالظاهرة المضادة هي حزم العدالة في ايقاع العقوبة على الفاسدين، ففي وطننا العربي طغت تهمة الفساد على المشهد الاصلاحي فيما يشبه التعميم على الجميع.. وهذا اسلوب خطير في التغطية على الفاسدين الحقيقيين، فمكافحة الفساد هي مطاردة ذبابة في العتمة.. والمهم هو مكافحة الفاسدين بالاسم!!.
اليهود اكثر الناس حباً للمال، وهذا تاريخي منذ اخفى ابراهيم زوجته الشابة الجميلة فقال بأنها اخته حتى لا يقتلوه، وهكذا جلبت له الزوجة الجميلة قوافل من الجمال، وشلايا من الغنم، وهذا حسب التوراة، وهي ايضاً قصة ابنه!! ولكن المشروع الصهيوني اضاف الى جشع المال اليهودي هدفاً جمعياً هو الهجرة الى «ارض اسرائيل واقامة دولة اليهود في فلسطين.
لقد نجح اليهود الاميركيون في اعتبار المشروع الصهيوني مشروعاً خيريا، فكان ان حصلوا على اعفاء تبرعاتهم من ضريبة الدخل، وحين يحاول اذكياء الجلد الذاتي في عالمنا العربي ممارسة الجلد يكتبون على مئات ملايين التبرعات التي تعلن الجمعيات الصهيونية جمعها من اجل المشروع الصهيوني!! والحقيقة ان هناك تبرعاً يهودياً حقيقياً لاسرائيل، ولكن هناك وسائل كثيرة لملاقاة الجشع اليهودي، فحين يكون مجموع التبرعات فلنقل خمسمائة مليون دولار فان هذا الرقم لا يصل.. لأن جزءاً منه يذهب الى حسابات بنكية في سويسرا وليشتين شتاين بأسماء متبرعين متهربين من الضريبة!! وقد حفلت المحاكم الأميركية بقضايا تم كشفها لهذا التلاعب.. لكن النفوذ الصهيوني ابقاها في حدودها، حتى لا يتأثر الرأي العام الاميركي بهذا النهب لدافع الضرائب الاميركي، وقد كشف مؤخراً عن قضية اختلاس كبير كهنة نيويورك 5ر12 مليون دولار في قضية الاراضي المقدسة المفتوحة!!.
كان شمعون بيريز يقوم بجولة في الدول الاسكندنافية حين صدر الحكم بحبس ايهود اولمرت، وكان تعليقه على الحكم مختصرا: انا غير سعيد بالحكم، لكن ما الذي يمكن ان نفعله، انها الديمقراطية؟!! انه الخزي في مقام التفاخر والاعتزاز!!