الجمعة 2024-12-13 11:12 م
 

‘حياة أخرى’ تحول الأشياء المهملة من العديم إلى النفيس

05:59 م

الوكيل - يعكف الفنان التشكيلي غسان مفاضلة هذه الأيام على ابتكار واجهة جديدة لجدارية غاليري دار الأندى في جبل اللويبدة، في العاصمة الأردنية، والجديد في هذا ‘التجديد’، اعتماده التام على مواد خام ‘مهملة’، أو ‘خردة’ كما يقال.اضافة اعلان

ويأتي هذا التغيير بالتزامن مع معرض ‘حياة أخرى’، الذي تقيمه السفارة الهولندية في عمان، وتنظمه Yksi Expo)) من مدينة ايندهوفن في هولندا، يحتضنه غاليري دار الأندى، يسلط أضواءً فنية على التدوير في المعرض، ويقدم زهاء ثلاثين مصمما هولنديا وخمسة فنانين أردنيين أعمالهم الفنية، والتي تعتمد بشكل كامل وأساسي على مواد خاصة صنعت من مواد متبقية ومخلفات.
المعرض الذي يأتي في ختام فعاليات (مهرجان هولندا في الأردن لهذا العام)، وهو المعني بالبيئة بشكل أساسي، يتخذ من عبارة ‘من العديم إلى النفيس′ شعارا له، فمن حقيبة فاخرة، إلى سوار أنيق صنعت من إطارات دراجة قديمة، إلى مقاعد وثيرة صنعت من قطع ‘خردة إطارات السيارات والجرافات’، إلى مقاعد صنعت أشياء مهملة، فصارت ‘قطعا فنية جميلة، وقابلة للاستخدام’، فمعرض حياة أخرى يطرح مجموعة أعمال ذات تصاميم مدهشة ومميزة.
ويرى القائمون على المعرض أن هذه الابتكارات الإبداعية تأتي رداً على عمليات الإنتاج الضخمة المستمرة والمفرطة، كما أنها بمثابة رد فعل تجاه مجتمع يعاني من الإهمال وفرط الاستهلاك.
وينقل الفنانون رسالة من خلال هذا المعرض مفادها بأن وفرة وغزارة المواد المهدورة والمهملة المتولدة بشكل يومي في حياتنا يمكن تحويلها بأسلوب إبداعي مبتكر إلى أعمال فنية عملية ومفيدة.
كما ويتيح الفنانون من خلال هذا المعرض الفرصة لزواره بإلقاء نظرات متفحصة على المحيط الذي يعيشون فيه، ومحاولة ابتكار أشياء مفيدة، من أشياء مهملة، والدخول في تجربة إعادة التدوير، مما يمكنهم من رؤية واقعهم من زوايا مختلفة وبطرق عديدة.
فالمتجول في المعرض لإعادة التشكيل يكتشف متعة ابتكار أشياء فنيَة من القمامة، فتدوير الأشياء أو إعادة صناعتها فن رائع و إبداع يساعد في استغلال الكثير من الأشياء المهملة من حولنا، وإذا أعيد استخدامها سيكون لها فائدة جيدة، عدا عن كونها تسهم في الحفاظ على البيئة النظيفة وتحقيق متطلبات السلامة البيئية والتقنية والاقتصادية.
عشرات الأعمال ‘الفنية’ عرضت على امتداد مساحة دار الأندى، وتميزت أعمال الفنانيين الهولنديين بكونها قابلة للاستخدام الشخصي في معظمها، أساور، شالات، حقائب، ربما لسهولة نقلها من هولندا إلى الأردن، فيما تميزت أعمال الفنانين الأردنيين الفنية بكونها قابلة للتنفيذ والاستعمال في الحياة اليومية.
من جهته اتجه الفنان التشكيلي غسان مفاضلة لانجاز طاولة مبتكرة ‘من مواد مهملة’، والفنان مفاضلة معروف بالتكوينات النحتية التي تتقاطع مع المناخات المعاصرة للفنون التشكيلية، إذ تستند أعماله في بنيانها التركيبي وملمحها التعبيري على اشتقاق العلاقات البصرية التي يستخلصها من الحوار الجمالي بين المواد، ونسق الإنشاء، وكانت طاولة ‘مفاضلة’ المبتكرة، من بكرة خشب عملاقة، من تلك المستخدمة كبكرة لأسلاك الكهرباء، مستخدما عشرات الزجاجات ‘المهملة’، والأهم من ذلك هو جدة الفكرة.
مجدولين غزاوي مديرة دار الأندى، نفسها، شاركت في المعرض من خلال ‘إضاءات الطاولة/ الشيد لامب’، من مواد مهملة، وكذلك مقاعد صغيرة ‘خفيفة الوزن، من ‘مخلفات بيئية مختلفة.
الفنانة غدير سعيد استفادت من بطاقات ‘الالبسة’، وغيرها في تحويلها على بطاقات جميلة تصلح كهدايا، فيما ذهب فادي عميش، لانجاز طاولة فخمة ومقعد وثير من إطارات السيارات.
مي خوري، وهي إحدى المصممات الأردنيات المخضرمات في مجال تصميم الأزياء والأثاث والحرف اليدوية على مدار الثماني عشرة سنة ماضية، واصلت صياغة التراث لمواكبة العصر، ومن هنا جاءت زاويتها المتمثلة في قطع تصلح لمدخل البيت وكلها من مواد موجودة في كل بيت، لكن طريقة توظيفها جاءت بشكل جمالي مبتكر يوحي بالفخامة والاصالة.
وخلاصة القول ان المعرض جاء بأفكار مبتكرة، شارك فيها مجموعة من الفنانين الذين أخذوا على عاتقهم الاتجاه نحو فن التدوير، ونحو التوعية بأهميته، واتسمت موجودات المعرض بالتنوّع، الذي جاء نتيجة اختلاف المدارس الفنية التي ينتمي إليها فنانو المعرض، حيث تمايزت أعمالهم بالاختلاف الذي منح جمالياته لكل منها بوصفها أعمالا متفردة لها بصمتها الخاصة. وإلى ذلك في المعرض أعمال تركيبية فيها قدر كبير من التجريب في إعادة التدوير، وهي الميزة نفسها التي اعتمدها الفنان غسان مفاضلة من مواد ومخلفات بيئية مختلفة تشكل لغة بصرية خاصة في تجديده لجدارية غاليري دار الأندى الخارجية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة