الوكيل - يستعد سكان قطاع غزة، لاستقبال «أسطول الحرية 3»، المتوقع وصوله خلال الأيام القليلة القادمة، في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية، هي الأسوأ منذ عقود.
ويأمل الأهالي المحاصرين، برًا، وبحرًا، وجوًا، في أن ينجح الأسطول، في تحسين أوضاعهم المعيشية القاسية.
ويتكون «أسطول الحرية 3»، من خمس سفن، ومن المتوقع أن يصل إلى سواحل غزة في غضون يومين إلى أربعة، تبعًا للأحوال الجوية.
وانطلقت سفينة تحمل اسم «ماريان»، في 10 أيار المنصرم من أحد موانئ السويد، ومن المنتظر أن تصل إلى ميناء غزة نهاية حزيران الجاري، في حال سمحت لها إسرائيل بالعبور.
وكان تحالف «أسطول الحرية 3» أعلن، مساء الجمعة، انطلاق أربع سفن من ميناء جزيرة «كريت» اليونانية، باتجاه قطاع غزة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
ويقول منظمو الأسطول، إن أهدافه تتمثل في «كسر الحصار المفروض على مليون و800 ألف إنسان يعيشون داخل القطاع، ولفت أنظار العالم إليهم.
واستقبل سكان القطاع شهر رمضان في ظل تفاقم أزمة البطالة والفقر، حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل جنوني، وبلغت نسبتها 55%، فيما ارتفع عدد العاطلين عن العمل لأكثر من ربع مليون شخص، وفق بيان للغرفة التجارية في غزة.
وارتفعت نسبة الفقر بشكل عام هناك، إلى 39% من إجمالي عدد السكان، فيما بلغت نسبة «الفقر المدقع» 21%.
ويبدو القطاع وكأنه سجن مغلق، مسيّج بالحصار من كافة النواحي، بلا أي منفذ جوي، أو بحري.
أما المعابر البريّة، فتخضع للظروف الأمنية والسياسية، إذ يحد القطاع المُحاصر، إسرائيل شمالًا وشرقًا، بينما يحدّه مصر من الجنوب الغربي.
وتحظر القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي معها، لمسافة 300 متر، وتطلق عليها اسم «المنطقة العازلة»، وتطلق النار على من يتواجد فيها.
ويحاصر قطاع غزة بحرًا، ولا يسمح سوى بمراكب صيادي الأسماك في دخول الشواطئ، وضمن مسافة قدرتها إسرائيل بـ»6» أميال بحرية فقط.
وتمتلك مدينة غزة، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ميناءً متواضعًا، يُستخدم كمرسى لصيادي الأسماك، ولم يسبق استخدامه في استقبال السفن التجارية من قبل.
وهاجمت قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، بالرصاص الحي والغاز سفينة «مافي مرمرة» (مرمرة الزرقاء)، أكبر سفن أسطول الحرية، الذي توجّه إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف عام 2010، وعلى متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.
ولا يملك قطاع غزة، أي منفذ جوي، فبعد أن كان الفلسطينيون ينعمون بمطار ينقلهم إلى العالم الخارجي، تحول بفعل القصف الإسرائيلي إلى أكوام من الركام والدمار.
وافتتح الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، مطار غزة، عام 1998 بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، بيل كلينتون.
ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، تعرّض المطار لقصف إسرائيلي عنيف، قبل أن تجرفه الآليات الإسرائيلية، ما أدى لتوقفه عن العمل.
وبعد تدميره، تقدمت وفود الدول العربية، بشكوى لدى منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO)، والتي أدانت إسرائيل لتدميرها «مطارًا مدنيًا، وأجهزة ملاحية، يستخدم للأغراض المدنية فقط».
لكن قرار الإدانة، لم يغير من واقع الأمر شيئًا، ليظل إغلاق المطار مستمرًا، وظلّت حجارته شاهدًا على قسوة الحصار الذي يعيشه سكان القطاع.
وبعد تدمير المطار بالكامل، وعدم تمكن الفلسطينيين من السفر، تم اعتماد معبر رفح البري، الحدودي مع مصر، كمنفذ بري وحيد لقطاع غزة نحو العالم الخارجي (مخصص للأفراد فقط).
وكان المعبر قبل فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2007، يعمل وفق اتفاقية المعابر التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، في 15 تشرين الثاني 2005، والتي تنص على وجود بعثة مراقبين أوروبيين، وكاميرات مراقبة إسرائيلية لفتح المعابر.
ومنعت إسرائيل المراقبين الأوروبيين من دخول غزة، منذ منتصف عام 2006، في أعقاب أسر حركة حماس، للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط (أفرج عنه بموجب صفقة تبادل أبرمتها إسرائيل مع حركة حماس برعاية مصرية في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011).
ومنذ ذلك الوقت، يعمل معبر رفح دون الاعتماد على أي اتفاقية، حيث تفتحه السلطات المصرية على فترات متباعدة للحالات الإنسانية، باعتباره معبرًا رئيسيًا يخضع لسيادتها، ولا يمكن أن تسمح بفتحه بشكل دائم، حسب مصادر مسؤولة، إلا من خلال اتفاقية مع السلطة الفلسطينية، التي تعتبرها السلطات في مصر هي السلطة الشرعية في فلسطين.
وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، منذ تموز2013، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وتقول الجهات الرسمية المصرية، إن فتح المعبر مرهون باستتباب الوضع الأمني في محافظة شمال سيناء، وذلك عقب هجمات تستهدف مقرات أمنية وعسكرية مصرية قريبة من الحدود.
وبرًا يحاصر قطاع غزة، عبر إغلاق كافة المعابر والمنافذ الحدودية، سواءً بشكل كلي، أو جزئي، ففي السابق، كان القطاع، يتمتع بسبعة معابر، تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، فيما يخضع المعبر السابع، (رفح البري)، للسيطرة المصرية.
لكن إسرائيل، أقدمت بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في صيف عام 2007، على إغلاق 4 معابر، والإبقاء على معبرين فقط، هما معبر كرم أبو سالم، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون (إيرز) كمنفذ للأفراد.
ولا يجد الفلسطينيون اليوم سبيلًا من التغلب على الانقسام الجغرافي، والحصار الإسرائيلي، سوى من خلال آليات التواصل التكنولوجية الحديثة عبر الإنترنت.
ويقول معين رجب أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر بغزة، إن قسوة الحصار الإسرائيلي تزاد يومًا تلو آخر.
ويضيف رجب «قطاع غزة، بات، أشبه بسجن، كل شيء مدمر، الحرب الأخيرة أنهكت الاقتصاد المتردي أصلًا، ورفعت من معدلات الفقر والبطالة، بشكل مخيف».
ولفت رجب إلى أن سفن كسر الحصار تأتي إلى القطاع للفت أنظار العالم لهذه المعاناة الإنسانية الكبيرة.
واستدرك بالقول: «لو أن غزة تعيش وضعًا طبيعيًا، والحصار لا يلفها بحرًا، أو جوًا، أو برًا، لن يكون هناك حاجة للسفن، لكن الآن القطاع مدمر، وعام مر على الحرب ولم يتم إعمار أي شيء». الاناضول
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو