الأربعاء 2024-12-11 12:25 م
 

فيما بعد الكوارث!

08:59 ص



يحتار اهل الرأي فيما يمكن ان تنتهي اليه مشكلة اللاجئين السوريين والفلسطينيين، والعراقيين واليمنيين والليبيين. وكيف سنستوعب اعدادهم الهائلة.اضافة اعلان


فوقف الحرب السورية مثلاً، لن يدفع جميع اللاجئين الى العودة، فالناس كالشجر لا يمكن أن تعيش دون أن تضرب جذورها في الأرض.. وخاصة بعد قضاء سنوات من عمر اللجوء، وعندنا نموذج أهل غزة، والكثير من الفلسطينيين الذين لا شيء يمنعهم من العودة إلى فلسطين، وخاصة الذين يحملون بطاقات صفراء او خضراء - لا أعرف تماماً - فهم يأتون من نابلس أو الخليل ويعودون دون موانع. وكذلك عراقيون كثيرون قد لا يعودون الى بغداد او الحلة او الديوانية.. لكنهم يعودون الى اربيل، ومن اربيل يتواصلون مع مدينتهم او قريتهم.


اذا انتهت الحرب في سوريا فإن اعداداً كبيرة ستعود، لكن اعدادا كبيرة ستبقى.. وخاصة أهل المال والخبرة، فهناك مدن تهدمت. واعادة بنائها يأخذ سنوات، واذا انتعش الاقتصاد الاردني وهو سينتعش بانتهاء الحرب، فان اقتناع اللاجئ السوري بالعودة لن يكون وجوبياً، وكذلك فلسطينيي غزة، فاعادة اعمارها قد يؤدي الى اغراء بعض الغزيين بالعودة، لكن هناك من غارت جذوره في الارض، وهناك الكثير من اهل القانون يتحدثون منذ الآن عن «حقوقهم المنقوصة».


ونحن في الاردن، اهل سماحة وكرم وعروبة، ويرعبنا الطوفان البشري الذي يمكن ان يغرق بلدنا ويمس سيادتنا، فالاردني ليس ممن يتقنون الاغتراب القسري.. وليس لهم الا الاردن بيتاً، ومستقراً ووطناً ومع ذلك فانه سيكون متصالحاً مع الضيوف، وسيستوعب كل لاجئ، فقد لا يعرف الكثيرون ان هناك جالية من البخاريين والباكستانيين، وان امهات وجدات بعض المعانيين هنّ من اللاجئات الأرمنيات.. ايام مذبحة الأرمن، فمعان هي آخر محطة من سكة الحجاز لغير المسلمين.


كل الناس خير وبركة، شرط ان لا تمس حق الاردنيين في وطنهم، وانفرادهم بحماية دستوره وجنديته، وأمنه، واستقراره، وشموخه الوطني.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة