هناك دائمًا مجال على القمة

هذا العنوان يحكي قصص نجاح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم سواء حصلت على قروض من شركات تمويل المشاريع أم من غيرها، وهذه القصص تحكي عن دور عزيمة شباب من الجنسين فقد حصلوا على تمويل بكلف مرتفعة وبرغم ذلك حققوا نجاحا مهما ساهم بنقلهم من خانة الفقر والبطالة الى مواقع الانتاج وتحسين مستوياتهم المعيشية، لم ينتظروا كثيرا على قوائم الانتظار لدى ديوان الخدمة المدنية التي تمتد الى سنوات دون بارقة امل للحصول على فرصة عمل قد لاتلبي احتياجاتهم واسرهم المعيشية.اضافة اعلان

الشِّف «أم علاء» تقدم قصة نجاح هي من نوع آخر، عملت اكثر من عشرين عاما كـ «شف» في استراحة سياحية في منطقة طبقة فحل تقدم الطعام الى الزوار، اتقنت التواصل مع السياح بلغات أجنبية، وبعد ان احيلت الى التقاعد جمعت ابناءها وقررت استئجار مبنى بقرب المعبر الشمالي وجهزت استراحة وفق معايير معتمدة، ولم تلجأ الى قروض البنوك ولا قروض شركات التمويل الصغير والمتوسط، فقد اعتمدت على نفسها وابنائها وبجهود موصلة استطاعت حصد قصب السبق، وقدمت افضل خدمة في المنطقة. 
بحب ..تقدم الطعام للسياح والزوار وافضل وجبة لديها هي الاسماك المتاحة طازجة تشتريها يوميا من مزارع الاسماك في المنطقة، كما تقدم وجبات اردنية معروفة، المطعم الاستراحة اطلقت عليه اسم « بوابة نهر الاردن « وتؤكد  قائلة ..اننا في منطقة مباركة ..عبرها قبل 1400 سنة اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وقادة مشهورون منذ فجر الرسالة الاسلامية السمحاء.
أم علاء الصقور تقول اننا هنا في الاغوار الشمالية حيث الطبيعة الساحرة الحنونة باقون نعمر الارض ونقدم صورة الاردن الابهى، تقابل الزوار والسياح بابتسامة تبدد الانطباع لدى البعض اننا لا نجيد الابتسام، ويعاونها ابناؤها وبناتها يعملون كخلية نحل، وكثيرون من السياح و اردنيين واسرهم يرتادون المطعم لتناول وجبة طيبة من ايادي الشيف أم علاء بأسعار معتدلة، وتقول..لا مكان للتقاعد ما دام الانسان قادرا على الانتاج السلعي والخدمي، وان العمل العائلي المتفاني سريع النجاح ويكسب ثقة الزوار.
وانت تجلس لتناول الطعام واخذ كوب من  الشاي بالنعنع الطازج تنظر الى اليمين تراقب الروابي والجبال الشامخة لسلسلة الجبال الشرقية تحكي للزائر بتاريخ الاردن الذي يمتد الى الالاف من السنوات، وإذا نظرت الى الغرب تراقب بألم سلسلة الجبال الغربية المحتلة التي تئن تحت نير الاحتلال الصهيوني، التي تحكي الف قصة وقصة من التضحية والبطولة.
قصة نجاح « بوابة نهر الاردن « هي اكثر من مطعم واستراحة، هي مثال للخروج من الفقر والانتصار على البطالة، وهذا ما نحتاجه في ظل ظروفنا الاقتصادية الضاغطة.