يثير الكتاب الجديد للزميل والصديق الناقد فخري صالح فينا الحنين لتجربة و « مَدرَسة « الشاعر الكبير محمود درويش.. التي تتجلّى في « المختارات « .. من 20 ديوان ويضمّ 74 قصيدة.. والاهم من ذلك المقدمة التي تعتبر بحق « دراسة « تحليلية تسعى لمنح القارئ والمُحِب لقصائد « درويش « مفاتيح قبل الدخول إلى دواوينه وأعماله.
اضافة اعلانالكتاب بعنوان « محمود درويش .. على هذه الأرض ما يستحق الحياة « وقد صدر عن « الاهلية « للنشر بغلاف للشاعر والمبدع زهير ابو شايب.. ويقع في 536 صفحة.. احتلّت « الدراسة التحليلية « 55 صفحة.
أهمية الكتاب كما أرى، وانا هنا أكتب « أِنطباعاتي « .. في الكشف عن التطوّر الذي بلَغته تجربة الشاعر الذي « انطلق من الجرح الفلسطيني تلذي ظل ينزف منذ بدايات القرن وحتى هذه اللحظة «.
يقول فخري صالح « كانت غاية درويش ان يكتب شعرا يحكي عن الجُرح الفلسطيني دون صخب ، وكان حلمه ان يكتب شعرا صافياً لا ضجيج فيه ولا ايقاعات علية.
ويضيف صاحب لكتاب « موقع درويش على خارطة الشعر العربي يتمثّل في قدرته عل تزويج الإيقاع للمعاني والتجارب الوجودية العميقة «، في تلقيح هذا الشعر بغبار طلع الكتابات الشعرية العالمية المميزة ، بشِعر الاسباني / الاندلسي» لوركا « والتشيلي « نيرودا « و الانجليزي « ييتس « و اليوناني «ريتسوس « وغيرهم من الشعراء الكبار الذين تتالق قصائدهم في ذاكرة الشعر العالمي «.
ويشير الناقد صالح آلى انه يمكن اعتبار مجموعات درويش الأولى بوصفها « تمارين في بكتابة الشعرية التي ستأتي لاحقا في ديوان « احبك او لا احبك « و « محاولة رقم 7 «.
يقول فخري صالح «ان محمود درويش في ديوانه « هي اغنية ، هي اغنية « و « ورد اقلّ « أصبحت القصيدة أكثر كثافة واختزالا وأكثر التفاتا إلى ما هو كونيّ في التجربة .
حتى يصل المؤلف إلى أن الشاعر محمود درويش وصل بشِعره إلى احتلال مكانة مرموقة بين اكبر شعراء العالَم.
وهكذا نجد أن كتاب فخري صالح الجديد حتى وان كان « مختارات « فإنه قام بالتحليل والتفسير والنقد، لتكون مفاتيح لفهم أكثر لتجربة صاحب « أوراق الزيتون « و « كزهر اللوز أو أبعد « وليس مجرد « تجميع « لأعماله.
و...
« على هذه الأرض ما يستحق الحياة :
على هذه الأرض سيّدةُ الأرض
أُمّ البدايات
أُمّ النهايات
كانت تُسمّى فلسطين
صارت تُسمّى فلسطين «.
-06%20(1).jpg)
