السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

نحنحة



تنتابني رغبة شديدة بأخذ إجازة طويلة من الكتابة. ليس لأنني لا أجد موضوعًا أكتب فيه؛ بل المواضيع على «قفا من يشيل». وليس لأنني أشعر بتعب وأرهاق فهما لا يعيقان كاتبًا يوميًّا عن ارتكاب الجمال اليومي. ولكنه المِزاج أو كما يدلِّعه قومي حديثًا «المود»..!اضافة اعلان

كيف تكتب عن اشتباكك مع الحياة ومودك لا يساعدك على الاشتباك لأنك لحظتها مبطوح لا محالة..؟! كيف تُفرِّغ كل مشاكل البشر التي تصلك بالتلفون رسائل واتس واتصالات ورسائل ماسنجر وأنت عاجز عن تفريغ نفسك لعمل جردة حساب في الديون التي قصمت ظهرك وأخرجتك من دائرة الحضارة وأعادتك إلى مربّع الطفولة الأوّل الذي تسعى فيه لمن يطعمك ولمن يشتري لك ملابسك وحتّى لمن يجرّك إلى الحمّام جرًّا..!

المود حكاية عربيّة.. كلّنا نفرح فجأة، نغضب فجأة، ننام فجأة، نقول كلامًا فجائيًّا ثم نتفاجأ أننا قلناه وبعد أن نقوله نعصّب منه أو نضحك منه وفجأة أيضًا وأيضًا..!

صدّقوني.. الذي لا يلوي على شيء مسكين في هذه الدنيا.. والذي يلوي ستلويه الاشتباكات.. ستلويه كمائن الدروب الكثيرة .. ستلويه الساعات والأيّام.. ولكنه مع كل هذا «اللوي» سيكون قد انصهر تمامًا في مود الفلسفة العميقة التي تبعده عن تُرّهات الذين لا يتقنون من الحياة سوى تكرار النحنحة.. لتصبح النحنحة ثرثرة لا يفهم منها العميق المُتجَذِّر إلّا أن المُتَنَحنِح ليس لديه وسيلة تعبير كي يقول أنه موجود سواها.. وسيقضي العمر نحنحةً دون أن يلتفت إليه إلّا المتنحنحون مثله..!