أم علاء تبنت طفلاً "مجهول النسب" وتتمنى ان تتحقق أمنيتها

أحمد المبيضين - واقع التبني و الكفالة من القضايا التي قام مجتمعنا الاردني على الاهتمام بها ، وينبغي ملامستها من جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والقانونية وتنقيتها من الشوائب العالقة بها حتى يعيش الأطفال المكفولون حياة كريمة، وتنعم الأسر الراغبة في الكفالة باحتضان سليم لأبناء ليس أبناء أصلابها ولكن أبناء دفئها ورعايتها تحمي مصالحهم وتؤمن لهم عيشا كريما .اضافة اعلان


ام علاء .. التي تزوجت ولم يقسم لها ولزوجها النصيب ان يزرقا بطفل يملأ عليهما الدنيا ، ليكون قرارها بتبني طفل لم يعش داخل احشائها ، وترضعه من حليبها ، وليكون اختيارها واختيار زوجها ان يتبنيا طفلاً 'مجهول النسب' في عام 1990 وكان حينها يبلغ من العمر عام واحد ، وليطلقا عليه اسم علاء .

ومرت الايام والسنين ، وحدث طلاق بين الزوج والزوجة ، وبحكم القانون الاردني انه يحق للزوج التخلي عن الطفل المتبنى وقت ما يشاء، الا ان زوجته المطلقة رفضت ان تتخلى عنه ، وخاصة بعد ان شاباً يافعاً .. وفي تفاصيل تبنيها ورعايتها لعلاء .. تقول والدته التي تبنته لبرنامج الوكيل عبر اذاعة القوات المسلحة الاردنية 'راديو هلا' ، اليوم الثلاثاء ، انها لم تشعر يوماً بانه ليس ولدها ، بل عكس ذلك ، كنت احرص كل الحرص على تدريسه ورعايته والاهتمام بشؤونه ، حتى ادركت انه قادر على تحمل مسؤولية نفسه .

واضافت ، انه وعند بلوغ علاء سن الخامسة عشرة من عمره ، قرر ترك الدراسة والعمل من اجل مساندتي في تحمل تكاليف الحياة ، ولم اجبره على ذلك ، بل من تلقاء نفسه ، فالمهم لدي انه كان يتمتع بمخافة الله والاخلاق العالية ، وعلى الرغم من معرفته بأنني لست والدته التي انجبته، الا انه كان دائما يطلب الرضى، وكان دائم الوقت متفقداً لاحوالي، ودائما يقول لي ' يا روحي ' ، والحمدلله هو تزوج الان وفرحتي به لا تقدر بثمن .

الشاب علاء ، قال لبرنامج الوكيل ، ان رعاية وتربية والدته له ستبقى ديناً في رقبته حتى مماته ، وانه مهما فعل لها ولاجلها ، لن يستطيع ان يرد ولو جزءاً بسيطاً من مما فعلته لاجله .

واردف علاء قائلاً ' انا لم اشعر يوماً بانني مجهول النسب وان ليس لدي عائلة ، فانا كنت دائماً اسعى الى التقرب من والدتي لكي اكون السند والابن والاخ لها ، ولم اخشى يوما بحياتي اي شيء وذلك لسبب انها كانت في صلاة تدعو لي ، فقلبي كان مطمئناً انني سأكون في افضل حال ' ، موضحاً في بداية العام الحالي قرر الزواج ، وعندما اختار زوجته وتقدم لطلبها ابلغهم عن سيرة حياته كاملة ، وبحسب طبيعة مجتمعنا فانه من المتوقع ان الاقي الايجاب والموافقة على طلبي ، الا انني قوبلت بالترحيب وتزوجت ، وذلك عند تأكدهم انني احسنت لمن قامت بتربيتي وان صغير ، ونني كنت باراً لها عند الكبر ولم اتخلى عنها يوماً .

وتمنت الحاجة أم علاء بتحقيق أمنيتها بتأدية فريضة الحج لهذا العام ، وبتأمين مسكن دائم لها ولعلاء وزوجته حتى يبقيا معها وامام عينيها ، لتشعر هي وعلاء بدفء الاسرة الذي حرما منه خلال السنوات الماضية .

وسلم مدير اذاعة وتلفزيون القوات المسلحة الاردنية العقيد الركن سامر فاخوري مبلغ مالي قيمته 5000 آلاف دينار اردني مناصفة بينها وبين علاء مقدمة من مدير عام شركة بريستيج للاستيراد والتصدير محمد اليحيى .