أهمية النفط في الوطن العربي

يعتبر النفط فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا واحد من اهم محددات السياسة الامريكية الخارجية تجاه منطقة الشرق الاوسط وافريقيا الغنية بالثروات الطبيعية والنفط حيث ان الولايات المتحده منذ قديم الازل تعمل على تأمين احتياجاتها من موارد الطاقة البترولية التى يعتمد عليها الاقتصاد الامريكى والاقتصاد العالمى بشكل عام لذا قامت الولايات المتحده باعداد مشروع الطاقة الذى يضمن سيطرتها على منابع البترول فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا. .

ومن اجل تحقيق هذا الغرض والسيطرة على المصادر البترولية والنفطية فى الشرق الاوسط اتبعت الولايات المتحده الامريكية مبدء المصالح الامريكية اولا والتى تخول لها الحق فى التدخل العسكرى فى الدول المنتجه للنفط ومصادر الطاقة بالرغم من تعارض هذا المبدء مع ميثاق الامم المتحده  ودون النظر الى رفض الشعوب لهذا التواجد الامريكى والتدخل فى سياسة بلادهم الداخلية الا ان الولايات المتحده ورؤسائها على مر التاريخ قاموا باعداد كافة الخطط الاستراتيجية التى تضمن لهم السيطرة على النفط وضمان وصولة الى السوق الامريكية. .

وقد ادركت الولايات المتحده الامريكية اهمية النفط ودول الخليج العربى بالنسبة لها عام 1973 وبعد حرب مصر ضد الكيان الصهيونى والعدو الاسرائيلى حيث قامت الدول العربية والخليجية المصدرة للبترول بمنع تصدير الطاقة للولايات المتحده والدول الحليفه لها اثناء حرب اكتوبر وهو ما تسبب فى ازمة طاقة كبيرة فى الولايات المتحده قامت بعدها امريكا بمحاولة للوصول لتسويات سياسية لحل الازمة بين مصر وسوريا من جهة والعدو الاسرائيلى من جهة. .

وعقب تلك الحرب ادركت الولايات المتحده الامريكية اهمية الدور التى تلعبه دول الخليج العربى والدول المصدرة للبترول لذا اعلنت الولايات المتحدة التزامها بالدفاع عن دول الخليج وخاصة السعودية صاحبة اكبر احتياطى من النفط فى العالم وذلك لتامين وصول النفط والبترول لها هذا بالاضافة الى تقديم الدعم الاستراتيحى والعسكرى والاقتصادى الى الدول النامية فى مناطق عدة فى افريقيا خاصة السودان من اجل الحصول على الطاقة .

كما قامت الولايات المتحده عقب هذه الحرب بالاهتمام بانتاج النفط فى الولايات المتحده مما جعل احتياطى النفط الامريكى حاليا مساويا للاحتياطى السعودى والذى بلغ 700 مليون برميل سنويا الا ان الولايات المتحده لا تسعى الى استهلاك انتاجها المحلى من النفط حاليا خاصة بعد تعدد القوى الاقتصادية المتصارعه على موارد الطاقة النفطية من ابرزها الصين وروسيا .

وكانت السيطرة على مصادر الطاقة فى الشرق الاوسط والادنى واحد من اهم الاسباب التى دفعت الرئيس الامريكى جورج بوش قيادة حرب فى العراق والوقوف ضد العراق اثناء حربها على الكويت كما انها السبب الرئيسى فى تدخل الولايات المتحده فى دولة السودان العربية حيث قامت الولايات المتحده بالتدخل العسكرى فى السودان نتج عنه تقسيم دولة السودان اكبر دولة افريقية وعربية فى العصر الحديث الى التقسيم .

 ومن الطبيعى ان تلجأ الولايات المتحدة الامريكية الى توسع نفوذها فى منطقة المحيط الهادى بعد ظهور العديد من الاكتشافات البترولية فى الصين والهند وتسعي للاحقية فى الأستثمار في الاكتشافات البترولية الحديثة ، وقد اعلن الرئيس الامريكى الحالى دونالد ترامب انه سيقوم بالسيطرة على حقول النفط فى العراق من خلال تعزيز التواجد الامريكى بدولة العراق خلال المرحلة المقبلة .

وبالرغم من اعلان الرئيس اوباما ان الولايات المتحده تمكنت من انتاج ما يكفى  الاستهلاك المحلى من النفط لمدة مائة عام من الان وامكانية تحرر الولايات المتحده الامريكية من الحاجه الى نفط منطقة الشرق الاوسط الا ان السياسة الامريكية الخارجية ما زالت تعمل من اجل السيطرة على النفط لها ولدول الحلفاء الحاليين لها باقل الاسعار والعمل على زيادة الاحتياطى المحلى من النفط للتقليل من هيمنه الدول الخليجية على مصادر الطاقة وامكانية التحرر والانصراف عن منطقة الشرق الاوسط .