السبت 2024-12-14 09:33 م
 

السكك الحل الأمثل للنقل في الأردن…

07:07 ص

تستوعب السكك الحديدية ثلثي حركة نقل الركاب داخل المدن لاسيما المدن والعواصم المليونية، وعمان تحولت بسرعة الى مدينة مليونية وتستوعب حاليا نحو 45% من تعداد السكان في الاردن، واتسعت بالجهات الاربع، الا انها لازالت تدار بطريقة غير عصرية من حيث نقل الركاب العام، فالقطاع لايعمل وفق ترددات منتظمة وفردي الملكية وغالبية الحافلات متهاكلة، ومعظم العاملين عليها لايقدمون الخدمات الفضلي للركاب، إذ يتجاوزون على مستخدمي الطرقات من المركبات والمارة، وحوادث السير متفاقمة بعضها قاتل، اذ تشير دراسات رسمية ان عدد ضحايا المرور يقارب 900 قتيل و6000 من الجرحى، وتقدر الدراسات الكلفة المادية لهذه الحوادث بـ 1.2 مليار دينار سنويا، والملاحظة البارزة هنا ان الاخطاء البشرية هي المتسبب الاول للحوادث المرورية بشكل عام.

اضافة اعلان


ما تقدم ضروري ونحن نناقش افضل البدائل للارتقاء بقطاع النقل العام، فالبديل الاكفاء ماديا وبشريا هو السكك الخفيفة ابتداء، وتجارب الدول والمدن العريقة والحديثة نحت الى بناء خطوط السكك الحديدية، وفي هذا السياق هناك قوى شد عكسي لهذه المشاريع الذين يتذرعون بارتفاع الكلف المالية وصعوبات التمويل، وارتفاع الاموال اللازمة لاستملاك الاراضي، علما بأن هناك بدائل كثيرة وخيارات للتمويل، واستبدال اراض مملوكة للافراد والقطاع الخاص بأراض اميرية و/ او تحويل ملكيات الاراضي المستملكة الى سهم في راسمال شركات السكك المستقبلية.


التمول من البنوك المعنية في الاستثمار بمشاريع البنية التحتية متاحة، في مقدمتها بنك التنمية الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية، المعني بتمويل هكذا مشاريع، كما استخدام تكنولوجيا السكك الحديدية من الصين او كوريا او اسيا الوسطى، وبكلف تقل عن مثيلاتها من الدول الغربية، ولاتضع شروطا ذات بعد سياسي على الاردن، بالاضافة الى اهمية اشراك القطاع الخاص في هذه المشاريع وترك الادارة والتشغيل له حتى لانقع في اشكاليات التوظيف بالواسطة او شكل من اشكال العطايا كما حصل سابقا ولا زال حتى يومنا هذا.


القطارات الخفيفة في العاصمة والمدن الرئيسية ستشكل العمود الفقري لقطاع نقل الركاب العام، ويمهد الطريق لبناء خطوط السكك على مستوى البلاد لاحقا بحيث يشمل نقل الركاب والشحن الى المدن والى المنافذ الرئيسية للمملكة، المشروع الوطني للسكك الحديدية طرح قبل اكثر من عشر سنوات، الا ان الدراسات تم وضعها في الادراج، الامر الذي اخر البدء بهذه المشاريع ورفع كلف انجازها، ومع كل سنة نتأخر في تنفيذ هذه المشاريع ترتفع الكلف وتتعاظم العقبات، ونفقد الفرص ويتم تحويلها الى مشاكل تتحول تدريجيا الى ازمات كما هو حال قطاع النقل في العاصمة..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة