السبت 2024-12-14 04:27 م
 

بثينة شعبان ..

07:46 ص

أول أمس تابعت لقاء المستشارة السياسية للرئيس السوري، الدكتورة بثينة شعبان مع قناة الميادين الإخبارية....وسيدة مثل بثينة شعبان كان بإمكانها أن تنشق أو تستقيل، كان بإمكانها ان تغادر سوريا بصمت..وكان بإمكانها أن تجلس في بيتها بدمشق وتترك السياسة وتعبها...ولكنها ظلت في المنصب...اضافة اعلان

في المقابلة لم تتطرق الدكتورة بثينة شعبان للرئيس كانت دوما تقول أنا مع سوريا مع التراب مع دولة عمرها (10) آلاف سنة، وكانت تلمح في الحديث إلى أن المعركة ليست معركة النظام بل هي معركة سوريا...معركة التنوير مع قوى الظلام، وللعلم هذه السيدة في شبابها كانت أجمل نساء الشام وأظن أن نزار قباني حين تحدث عن الياسمين الدمشقي كان يقصد بثينة شعبان..وأجزم لا بل أؤكد ان الياسمين في الشام يقاتل...
أظنها تجاوزت الـ(60) وإذا أردتم أن تعتبروا هذا المقال مجرد غزل فأعتبروه كذلك...أنا أغازل سيدة في الستين، ليس لجمالها وحضورها ولكن لمنطقها الشرس...تحدثت عن رحلتها إلى جنوب إفريقيا، تحدثت عن مغريات المال وعن الإنشقاق وكانت تؤكد أن ولاءها ليس للنظام بل هو لسوريا....كانت تتحدث عن بلادها وكيف صدرت للعالم العربي المدرسين والمهندسين والمخرجين والفنانين...وقالت :- لأننا قوميون كنا نعفي أستاذ اللغة العربية من خدمة العلم في حال خرج لتدريسها في دول العالم العربي...كانوا يعتبرون اللغة العربية وتدريسها موقفا قوميا.
الإعلام ظلم جزءا من الناس في سوريا فالذين ظلوا في الوظائف العليا هناك معركتهم ليست معركة بشار الأسد أو معركة النظام هم ينظرون للقصة على أن سوريا هي المستهدفة..وأن بقاءهم هو دفاع عن البلد وتاريخها وعن التراب السوري...
في عيونها تقرأ الحزن على الدم السوري من أول الرمش وحتى عمق الأحداق، وبالرغم من أنها لبست في اللقاء هنداما جميلا وتزينت بعقد..أجمل، إلا أن الحزن كان مثل الغمام يظلل كل تفاصيل الروح...ومع ذلك ومع كل هذا الحزن قدمت رسالة سياسية للسعودية من أجمل الرسائل التي ترسلها النساء...لم تدن الموقف السعودي بكلمة واحدة، ولم تتعرض للقيادة هناك بكلمة واحدة وكل ما قالته أن هناك بعض القوى والأطراف في السعودية غير راضية عما يحدث...
بثينة شعبان هي نموذج للمرأة العربية في السلطة، هي ليست ديكورا وليست إكسسوارا سياسيا جميلا..هي صانعة قرار، وقد يمر صاروخ من فوق منزلها وقد تقصف حديقة بيتها، وقد تتعرض لمحاولة إغتيال كونها مستهدفة مثلها مثل كل رجالات السلطة في دمشق...ولكن من حقها أن تفتخر بأن الياسمين الدمشقي لا ينبت في الشام فقط من أجل الرائحة الزكية والزينة بل أحيانا..يكون مقاتلا شرسا....
رسالتها السياسية الجميلة والذكية والبريئة والصادقة للسعودية، ذوبت قلبي هي لم تكن رسالة كانت مناجاة....لصبا الحجاز، تماما مثل امتزاج اللحن بين هديل محمد عبده وبين لحظة التجلي في ألحان..صباح فخري، وأظن بالرغم من كل ما يقال وما يدور وما يحدث..سينبع نهر بردى ذات يوم من نجد...ذاك أن العروبة لا تقسم ولا تجزأ.
من حقي أن اتغزل بسيدة تجاوزت الستين، بسيدة عربية في الروح والذكاء والبوح..بسيدة تشبه الشام كلما تقدم عليها العمر ازدادت بهاء...
حين أشاهد الأخبار ينزف قلبي على دمشق، أحبها..وأذوب لمشهد البيوت فيها ومشهد الناس للكنة الشامية التي تدوخ..وتذوب كل من احترف الغرام، وسيأتي يوم....سيأتي يوم تشرق الشمس فيه على دمشق من دون دم ومن دون قذائف ومن دون طائرات...وهذه المرة دمشق لن تترك لنا شعر نزار قباني لن تترك لنا من ذكريات الحزن ساحات سميت بأسماء الشهداء..لن تترك لنا جبل قاسيون ومعالم القصف بارزة فيه...لن تترك لنا بقايا رصيف ممزق من أثر تفجير سيارة مفخخة..بل ستترك لنا بعد أن تفيق من حمام الدم...صورة لنسائها صورة لبثينة شعبان للياسمين الدمشقي..الذي قرر في لحظة من العمر المتعب أن يقاتل باسم سوريا وتاريخ سوريا وكبرياء سوريا عظمة سوريا...
ليس باليد حيلة يا دمشق...فخذي حروفي على شكل دم ودمع..كل ما أملك تلك الحروف وتلك الجمل وتلك السطور...حماك الله يا سيدة المدن.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة