خسائر فادحة تنتظر «بوينج» الأمريكية

أصدرت سلطات الطيران المدني في معظم دول العالم تعليمات بعدم السماح لطائرات (بوينج 737 - 800 ماكس) الاحدث والاكثر مبيعا لشركة صناعة الطائرات الامريكية بوينج، بعد سقوط طائرتين من نفس الطراز في ماليزيا واثيوبيا خلال ستة اشهر، وذكر ان هذا الطراز يخضع لإجراء ومراجعة لتعديل قسم في مقدمة الطائرة ( الانف )، وبرغم تأكيد الشركة الصانعة سلامة طائرتها الا ان معظم دول العالم منعتها من عبور أجوائها، وعدم السماح لها بالاقلاع ويقدر عددها بالالاف حول العالم بالإضافة الى ثلاثة الاف طلب من هذا الطراز لشركات الطيران المدني في العالم.اضافة اعلان

هذه الصدمة الكبري تتجاوز الخسائر التي لحقت بصناعة الطيران الامريكية عقب احداث الحادي عشر من ايلول في العام 2001، وفي اول رد فعل على وقف استخدام الطائرة الاحدث لدي بوينج انخفض سهم الشركة في بورصة وول ستريت 12 % وسط تقديرات بانخفاضات اخرى بعد تدني سمعة عملاق صناعة الطائرات المدنية والعسكرية والاقمار الاصطناعية في العالم، ومن المتوقع ان تطالب شركات الطيران واثيوبيا وماليزيا بتعويضات مبدئية قدرها محللون تصل 24 مليار دولار، اما حملة الاسهم فقد خسروا مليارات الدولارات جراء انزلاق سعر سهم الشركة في البورصة.
حوادث طائرات البوينج تكررت بعضها افضى الى قتل مئات المدنيين، وقبل ذلك تم إيقاف وقتي لإنتاج طائرة (787 دريم لاينر) الاحدث ضمن طائرات بوينج العريضة البدن والتي تطير لمسافات بعيدة وطيران مباشر يصل الى 17 ساعة بدون توقف، وبعد معالجة خلل هندسي في دينمو محركات دريم لاينر تم بيع اعداد كبيرة منها لشركات الطيران العالمية والاقليمية، وفي هذا السياق فإن خطوط الملكية الاردنية تشغل نحو خمس طائرات من هذا الطراز منذ سنوات بدون اية مشاكل فنية.
الرابح الاكبر من كارثة بوينج المنافس الاوروبي ايرباص التي كانت تظهر تقدما على منافستها الامريكية خلال السنوات الفائتة، الا ان الطلبات الكبيرة على طائرة بوينج ( 737-800 ماكس) رجحت كفة بوينج خلال العام 2019، وارتفعت اسعار اسهم الشركة وسجل اعلى مستوى له منذ إدراج الشركة في وول ستريت، وبعد كارثة الاثيوبية يبدوا ان الصورة ستتغير وتعود إيرباص الى المقدمة برغم قدرة بوينج التي تقدم منتجات مدنية وعسكرية والاقمار الاصطناعية على التعامل مع التبعات المالية للازمة، اما السمعة التجارية ربما تحتاج فترة طويلة للخروج منها والعودة الى المقدمة..فالصراع بين الشركات العالمية الكبرى قد يتفاقم مع ظهور شركات جديدة لصناعة الطيران المدني في عدد من دول العالم.