كان سليم اللوزي، الذي أعتبر أحد أهم الصحافيين اللبنانيين والعرب وأكثرهم شهرة، قد فقد حياته وبطريقة بشعة في عام 1980 بسبب مقال في مجلته «الحوادث» تحت عنوان صارخ هو : «عندما يكذب النظام» والحقيقة بسبب مواقفه الشجاعة وآخرها ما ضمنه هذا المقال.. والنظام المقصود هو نظام حافظ الأسد الذي كان قد أرسل جيشه إلى لبنان للسيطرة على الفلسطينيين وإنتزاع القرار الفلسطيني من يد منظمة التحرير في تلك الفترة التي كانت هناك مساعٍ كثيرة لإجتراح حلٍّ لمشكلة الشرق الأوسط بعد نحو سبعة أعوام من حرب أكتوبر (تشرين الأول)1973 التي لا تزال توصف بأنها مجيدة.
لقد صدرت «حوادث» سليم اللوزي، التي كانت هربت من بيروت ولجأت مع صاحبها إلى لندن، بهذا العنوان:»عندما يكذب النظام» المأخوذ من مقال للكاتب والروائي .. والشاعر السوري المبدع ممدوح عدوان رحمه الله تحدث فيه عما دار في لقاء مع الرئيس السوري السابق في مدرج جامعة دمشق التاريخي الشهير وركز بين ما ركز عليه على وعودٍ أطلقها حافظ الأسد أمام عدد كبير من المثقفين والكتاب السياسيين وأساتذة الجامعات بإشاعة الحريات العامة وبالعودة إلى « ديموقراطية» ما قبل أول إنقلاب عسكري الذي هو إنقلاب حسني الزعيم في عام 1949... لكن هذه الوعود بقيت وعوداً بل وأن القمع والإضطهاد وقد تضاعف في الفترة اللاحقة.. ووصل إلى حد الإستبداد المنهجي والمذابح الجماعية .
إنَّ ما ذكرني بهذه الذكريات الموجعة هو أن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة (في جنيف) أليكس بورودافكين قد أبلغ الصحافيين بأن أمام المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة فرصة لتحقيق تقدم لأن مطالب الإطاحة بالرئيس السوري بشار قد تراجعت.. «إن الجولة السابقة من المحادثات التي إنتهت (أخيراً) تمخضت عن نتائج إيجابية ولا سيما في تصحيح نهج وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي هي تكتل المعارضة الرئيسي.. إن جوهر هذا التصحيح هو أنه خلال هذه الجولة لم تطالب هذه المعارضة «قطْ» بإستقالة الرئيس الأسد والحكومة السورية الشرعية فوراً».
وقال أيضاً:»إن الهيئة العليا للمفاوضات أدركت أن السلام يجب أن يحلَّ أولاً وبعدها يمكن التفاوض على إصلاحات سياسية» أضاف:»إذا كانوا مستعدين لإبرام إتفاقات مع وفد الحكومة فهذا أمر أساسيٌّ.. أما إذا إنزلقوا مجدداً لتحذيرات وشروط مسبقة ليست واقعية فهذا لن ينجح بل ستعود المفاوضات سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة إلى طريق مسدود»!!.
وحقيقة أنه ثبت أن هذا المندوب الروسي ينطبق عليه عنوان مجلة «الحوادث» الذي كان ثمنه حياة واحد من أهم الصحافيين اللبنانيين والعرب ليصبح «عندما يكذب بورودافكين» فالمعارضة السورية «الهيئة العليا» على لسان رئيسها رياض حجاب قد نفت هذا نفياًّ قاطعاً بل ووصفت هذه التصريحات الروسية بأنها مجرد «تدليس» سياسي وإعلامي وأكدت على أنه لا حل بدون رحيل بشار الأسد وبدون مقررات جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 والمرحلة السياسية الإنتقالية وهذا ما قاله وأكده الناطق بإسم هذه المعارضة الدكتور منذر ماخوس.
وهكذا فإن المندوب الروسي لم يقل الحقيقة ولم يكن صادقاً ويبدو أنه تقصد «تعميم» وجهة نظر ما يُدْعي ويسمى منصة موسكو على المعارضة السورية كلها وبخاصة الهيئة العليا للمفاوضات التي تعتبر هي المعارضة الحقيقية والتي تمثل إن ليس كل فمعظم التنظيمات المعارضة وبخاصة الفصائل المقاتلة ... أما «منصة» موسكو هذه فإنها عبارة عن نسخة أخرى غير منقحة من حكومة بشار الأسد فكل أعضائها، الذين لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة، من التجار والمضاربين المقيمين في العاصمة الروسية ربما بتكليف من الرئيس السوري نفسه.. ولهذا فإن المؤكد أنهم هم الذين قالوا هذا الذي نـسبه بورودافكين زوراً وبهتاناً للهيئة العليا للمفاوضات وللمعارضة السورية .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو