رأى الناقد والأكاديمي د. مهند ساري أنَّ قصيدةَ الشاعر أحمد الخطيب تنتمي إلى قصيدة 'الملتفية' أو'الشاردة'، موضحاً أنَّها 'نمط من الكتابة الشعرية التي تتحدث فيها القصيدة عن نفسها، وعن الشعر، وخصائصه، وموضوعاته، وعوالمه، واسراره، وطرائق تخلقه'.
وأضاف ساري في أمسيَة التي أقامَها منتدى الرواد الكبار أول من أمس ضمن البرنامج الثقافي (مبدع وتجربة) التي تحدَّثَ فيها عن تجربة الخطيب، وأدارَها الشاعر عبدالله، أنَّ القصيدَةَ في هذه الحالة تصبِحُ موضوعاً أساسياً لنفسها، والمرآة التي تحدِّقُ في نفسها، من خلال الشاعر الوسيط لتجسيد صورة ذاتها.
وقال ساري إنَّ المرونة الفائقة للبنية الشعرية في تجربة الخطيب تفسِّر تلك التنويعات المذهلة للإيقاع الشعريِّ، وتلك السلاسة الفائقة للصورة الشعرية، مشيرا إلى أنَّ الصورة الشعرية عند الخطيب 'مائية بامتياز'.
ولفت إلى الوجود الطاغي لألفاظ بعينها تكاد تدور فيها قصائد الخطيب مثل: الماء والنهر والحبر والمرايا والمرأة، منوِّهاً بالازدواج في الحضور الإبداعي في تجربة الخطيب بين الدال ومدلوله، وبين القصيد والتفاتها إلى نفسها في ثنائية واضحة ودائمة.
وأضاف 'إنَّ وعي الشعر بنفسه تبدو مهمة متاخمة للمستحيل، مقارنَةً بوعي الشعر بالعالم، وتبدو هذه الثنائية المتوازنة جادة وساخرة إلى حدٍّ كبيرٍ'.
وأكَّدَ ساري أنَّ الشاعرَ لم يُعانِ كغيره من قلق 'التعرف الفاضح على كل مكونات تجربته أو أكثرها'، رائيا أنَّ مثل ذلك التعرُّف شديد الخطورة لأنَّه يفرضُ على الشاعر عبءَ توسعة آفاقه الشعرية عبر الذهاب بعيدا في مسالكها الضيقة وسبلها الوعرة.
ورأى أنَّ ما هو واضح في تجربة الخطيب يوازي ما يمكن رؤيته بسبب ضوء القمر أو بسبب ضوء من مصدر آخر، لكنَّه ضوء في ظلمة الليل وليس من طبيعة الليل نفسها.
ونوَّهَ إلى أنَّ قصيدة الخطيب نمت في حديقة الشعر العربي وردة مائية مشغولة بتأمل أسرار الماء في الشعر الصافي، واستجلاء صوره نموا معجبا، لافتا للنظر ونموا متأنقا مدهشا إلى حد بعيد.
وخلص إلى أنَّ قصائد الخطيب تحتاجُ إلى مفتاح خاص لفتح الباب على الليل الساجي، وهو يقدم برهانه الشعري المحكم على ضرورة اليقين باللغة الشعرية حين يكون الوجود على مرأى منها ومسمع، فتضيئه بمقدار ما تشع في نفسها على نفسها.
إلى ذلك، أشارت مديرة المنتدى هيفاء البشير إلى أنَّ برنامج 'ذاكرة مكان' سيخصِّصُ يوماً للحديث عن مدينة إربد بمشاركة نخبة متميزة من مثقفين ورجالات ونساء إربد، وذلك خلال شهر آذار (مارس) المقبل.
ونوَّهت إلى قيام المنتدى خلال العام الحالي بتنويع نشاطاته بين الإبداع والصحة والفكر والسينما، إضافة إلى برنامج 'ذاكرة مكان وذاكرة إنسان' من أجل تقديم برنامج ثقافي شامل يليق بحضور المنتدى.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو