الأحد 2025-01-19 12:39 ص
 

أسبوع دامي على الاردنيين .. ماذا يحدث في الاردن ؟

08:13 م

أحمد المبيضين - لا يكاد يمر يوم في الأردن الا ويستيقظ أفراد مجتمعه على خبر جريمة قتل جديدة قد تكون الأفظع والأقسى من سابقاتها ، جريمة تلو الجريمة ، من دون الدراية في الوهلة الأولى عند سماع او قراءة الخبر للأسباب والدوافع ، وخاصة عند معرفة أن الجاني ليس بغريب وأنه أحد أفراد الأسرة المجني عليها ، فخلال الخمسة أيام الماضية فقط ، سُجل في دفاتر الضبط للأجهزة الأمنية والطب الشرعي وذاكرة الاردنيين ستة جرائم قتل تفنن مرتكبوها في القضاء على ضحاياهم، وجميع هذه الجرائم إرتكبت على يد أحد أفراد الأسرة إما الزوج أوالأخ أو الأب ، مما يجعلنا نضيء الضوء الأحمر وندق ناقوس الخطر للامن المجتمعي ، والبحث بعمق عن ماهية الأسباب التي دفعت لإرتكاب هذه الجرائم وبكل دم بارد .

اضافة اعلان

خبراء إجتماعيون ونفسيون قالوا لموقع الوكيل الاخباري ، ان إرتفاع معدل الجرائم فى الأردن ، وخاصة ان معظم الجرائم التي أُرتكبت خلال الاسبوع الحالي تقع ضمن نطاق الاسرة ومن صلة القرابة 'الدرجة الاولى'، الأمر الذي أصبح يشكل خطورة كبيرة على الأسرة الأردنية ، معللين بذلك إن الظروف الإجتماعية أثرت على سلوك المواطن، وجعلته يقوم بتصرفات جنونية ضد أسرته ودون تفكير، اضافة الى الضغوط الاقتصادية التي مرت على المواطن في الآونة الأخيرة ، كانت احدى المسببات في إندفاع الاباء بالتخلص من أبنائهم ، كذلك التنشأة الخاطئة والبعد عن الوازع الديني واللجوء الى تعاطي المخدرات والمسكرات ، وذلك لحسب 'اعتقادهم' انها المفر الوحيد للهروب من الواقع ونسيان الديون المالية وتكاليف متطلبات الحياة اليومية المعيشية ، لتكون الحادثة بعد ذلك إما بالإنتحار او ارتكاب جريمة تقشعر لها الابدان فور سماعها والدراية بها .

أخر تلك الجرائم التي شهدها المجتمع الاردني هما جريمتين في يوم واحد ، اليوم الاربعاء ، يوم دامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، يوم حمل في ساعاته ودقائقه الغضب والحزن والدعاء ، الجريمة الاولى والتي تمثلت بقيام زوج بذبح زوجته وابنتيه وأصاب طفلته الثالثة بجراح بالغة الخطورة بلواء الرمثا في محافظة إربد ، والثانية اقدام مواطن يبلغ من العمر 60 عاماً على الانتحار شنقاً في منزله بلواء البقعة ، الامر الذي يؤكده خبراء علم الاجتماع والنفس للوكيل الاخباري ، ان مايحدث ليس بمعقول وهو غريب كل الغرابة والى حد كبير عن عادات و تقاليد و اعراف مجتمعنا الاردني ،لافتين الى أن المواطن الاردني لطالما قد عاش تحت ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة وشديدة ، وان معاناتهم كانت ومازالت مستمرة،الا انه أصبح ومن الواضح عدم التغلب والسيطرة عليها جعلته يشعر بالإكتئاب وعدم القدرة على التمييز مما يخلق لديه الحالة الكاملة لفقدان العقل والادراك وموت جميع المشاعر الداخلية الانسانية .

وطالب الخبراء الحكومة الاردنية، بضرورة إنشاء مركز أبحاث اجتماعية يُعنى بالاسرة أولاً لحمايتها والمساعدة في استمراريتها لبحث القضايا الأسرية وتحديد الاسباب والحلول للقضاء عليها نهائياً، والمهمة الثانية لهذا المركز هو لتسليط الضوء على الاطفال وغرس الآداب والأخلاق الحميدة لديهم كالتسامح والأمانة وحب الآخرين، وذلك لما فيه من مساهمة بوقف العنف داخل نطاق الأسرة، وبالتالي يوقف العنف في المجتمع ، الى ذلك الاهتمام بقطاع الشباب ومساعدتهم في محاربة الفقر والبطالة وما تسببت به في الوقت الحالي من إحباط وتوتر وتمرد على الاهل وافتقاد الشعور بالطمآنينة ،وتحويله وبكل بساطة الى إنسان انفعالي ' همجي' في جميع تصرفاته وسلوكياته ،ليفقد لاحقاً السيطرة على نفسه ويرتكب مختلف الجرائم اثر حدة الضغوط المحيطة به .

مصدر أمني اكد لموقع الوكيل الاخباري ، ان ما يحدث في الاردن ، أصبح بالفعل يحتاج الى اجراء الكثير من المراجعات في المجتمع ، وخاصة داخل الاسرة ، فلا يمكن للعقل البشري ان يقوم بطعن شقيقته وتركها ملقاة امامه وعدم السماح لاحد بالتدخل، اضافة الى الذي قام باطلاق النار على طفلته البالغة من العمر 6 سنوات ومن ثم اطلاق النار على نفسه ، لتليها انتحار شابة عشرينية ، واليوم جريمة رب الاسرة الذي قام بذبح زوجته وطفلتيه ومن ثم انتحار ستيني ، وانها جرائم تخلت عن كافة الجوانب الانسانية والبشرية ، وانها باتت تزعزع الامن المجتمعي ، لافتاً الى ان القضاء سيتخذ اشد العقوبات بحق المجرمين وفي القريب العاجل ، وذلك لكي يرتدع من يلجأ الى تعاطي المخدرات والمسكرات وليكون سبيلاً للحد من الجريمة .

وأوضح المصدر ، إن السبب الرئيسي من أسباب ازدياد معدلات الجريمة هو تباطؤ تطبيق الإجراءات القانونية الجنائية بحق الجناة ، اذ ان الاجهزة الامنية تتمتع بسرعة القاء القبض على الجاني وفي وقت قياسي ، الا ان تطبيق الإجراءات القضائية الصادرة بحقهم والبطىء في تنفيذ العقوبة، يساهم حتماً في إنتشار الجريمة وبشكل كبير.


وختاماً .. مهما كانت الظروف المحيطة بالفرد ، ومهما كانت بطبيعة حالها قاسية ومؤلمة وقوية، الا انه ومن المحال أن تُفقد الاب مشاعره الابوية تجاه أطفاله ، وذبحهم من دون ان ترمش له طرفة عين ، ولا يمكن ايضاً ان نجد رجل قد اصبح في اواخر عمره ويفضل الانتحار كمفتاح لانهاء حياته التي اصبحت في اخر مطافها ، جرائم تثير في النفس الريبة والخوف والاستغراب على ان هنالك واقع مخفي يعيشه هؤلاء ليكون اداة لتحقيق الاجرام والعنف المجتمعي ، والذي يُلزم الجهات المعنية بضرورة التدخل واجراء الدراسات الاجتماعية والحياتية والنزول الى الشارع واجراء احدث عمليات الاستقصاء ، للحد من ظاهرة جائتنا غريبة ودخيلة على مجتمعنا الاردني الطيب بأصله البسيط في معيشته والذي قد يكون شغله الشاغل عند النوم ووضع الرأس على الوسادة ، هو التفكير بكيفية تأمين لقمة الخبز لاسرته واطفاله غداً ، ليقول في داخله وكله توكل على الله ومتيقن ان الله لن ينسى عبداً توكل عليه ولجأ اليه .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة