السبت 2024-12-14 02:29 ص
 

الشِّعر الرديء

08:09 ص

حاولتُ؛ بل ضغطتُ على نفسي كثيراً كي أتابع بعض الأمسيات الشعرية والتي توزعت على بعض المحافظات هذه المرّة..اضافة اعلان

ليتني لم أحضر؛ ليتني رحتُ أُتابع الأغاني الهابطة على الفضائيات فهي أكثر قيمة وأكثر تشويقاً من كثير من شعراء هذا العام ومن شِعرهم الذي أستحي أن أُسمّيه شعراً أصلاً.. أقول كثير منهم ولا أقول الجميع.. ولكنّ استثنائي لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ..!
يعتقد كثيرٌ من المتنكرين بزيّ الشعراء أنّ الوزن والقافية هي كلّ الشعر؛ أمّا البناء والخيال والقدرة على توصيل الإحساس فلا ضرورة لهم..! يعتقد الكثيرون أن مصاحبة اثنين أو ثلاثة من السحيجة ليصفّقوا لرداءتهم يصنع منهم شعراء لهم حضور؛ ما دروا الأغرار في الشعر و الحياة أن الشللية والواسطات هي من سرقت حقّ غيرهم وأعطته لهم..!
عتبي ليس على القائمين على الشعر ... عتبي ليس على الجمهور الذي أدّى ما عليه وغاب عن أمسيات الشعر إلا القليل القليل من الجمهور المدوّر الذي يحضر من أجل فلان وفلانة وليس من أجل شعرهما..عتبي ليس على أحد حيٍّ يرزق بشحمه ولحمه بل عتبي على الخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم (العَروض) لأنه لو لم يضع موازينه وقواعده لما استطاع الفاقدون للإحساس أن ينتحلوا صفة الشعراء وأن يقفوا خلف المنصّات ويصبحوا –للوثة الأيّام- زملاء للمتنبي والبحتري..!
ضاع الشعر من قبل البعض ..بل تمّ اغتياله ..لم يحضر الشعر ولا الشعراء..! والشعراء القلّة الذين تم تهريبهم ليصلوا؛ كانوا غرباء ..! يا لضياع ديوان العرب لأن الذين اقتحموه يحتاجون دهراً وهم يجلسون في المقاعد الخلفية كي يستمعوا للشعر الحقيقي قبل أن يتجرأوا على كتابة تفعيلتهم الأولى..!
ضاع الشعر..يا أمّة الشعر.. يسرحون ويمرحون على صراخ التيه الذي لم يلتفت إليه أحد..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة