الخميس 2024-12-12 05:24 م
 

الطراونة يقرأ خارطة الطريق الأردنية ويضع عليها معالم جديدة

08:50 ص

عكس ما يقوله البعض بدأ الرئيس الطراونة متفائلاً بالمستقبل وحتى بما صنعت يداه وفي المقابلة مع التلفزيون الأردني في برنامج «ستون دقيقة» بدأ هادئاً وواثقاً وهو يقرأ خارطة الطريق الأردنية ويضع المزيد من المعالم عليها ويرى ألا سبيل الا الحوار للسير على هذه الخارطة..فالحوار هو الموصل لمن رغب الرحلة الى المرحلة القادمة وإلا فإن الذين اختاروا غير ذلك فإنهم «كالمنبت الذي لا ظهراً أبقى ولا مسافة قطع» لاستعجالهم وسوء تقديرهم وتجاوزهم لضرورات الدولة وعدم مراعاتهم للصالح العام..اضافة اعلان

الطراونة لا تفزعه مظاهر التفاعلات الاجتماعية ولديه قدرة على قراءتها ويطالب لفهمها مزيداً من الاجتهاد وهو يرى أن أمر الانتخابات قد حسم وأن الملك أوفى بما عاهد به شعبه من ضرورة اجرائها..فقد ثبتت رؤية هلال الانتخابات مع نهاية العام وبداية الذي يليه ولم يعد الاجتهاد فيها واقعاً في المنزلة بين المنزلتين وانما قام الحسم وبدأ العد العكسي اعتباراً من أمس السبت..
الدكتور فايز الطراونة أطل عبر الشاشة ليجيب على اسئلة أغرقها البعض بالاشاعات ولم يتهرب من الامساك بها وتقديم اجابات عليها..فالدينار متماسك ووقف نزيف العملات الاجنبية في الاحتياط توقف عند حد مأمون فقد جاءت فتوى الرئيس واضحة «الدينار الأردني لا خوف عليه اطلاقاً تحت أي ظروف وهو مدعوم بدعامات قوية مكنتنا من الابقاء على التصنيف العالمي للاقتصاد الأردني في دول كثيرة»..
الرئيس كان مرتاحاً ولذا أسهب في الاجابات فهل كانت راحته لاقتراب زمن مغادرته للموقع من اجل اجازة ولو قصيرة بعد أن سحب المشوار جرعة واحدة وشوطاً واحداً..ام لأنه يؤدي الأمانة مرتاحاً على قفلة كان يرجوها وهو الوصول الى بر الانتخابات والفوز بنسبة تسجيل تؤهل الأردن لدخول النادي الديموقراطي العالمي ببرلمان جديد أسست له هذه الحكومة وتشرف عليه حكومة أخرى وتحصد نتائجه حكومة ثالثة..فقد تعود الأردنيون على استقبال رؤساء الوزارات وتوديعهم دون أن يختل الأمن الوطني أو تنتقص السيادة وهي لعبة يصنفها البعض في المجال السلبي ولكني ما زلت اصنفها في باب المرونة!!
فتوى الطراونة بحل مجلس النواب قبل الدعوة للانتخابات آخذاً بروح الدستور وليس حرفيته لها مؤيدون يرون مذهبه في الاجتهاد لأن هذه الفتوى أقرب الى المنطق اذ لا يمكن اعادة ملء الكأس المليئة حين يُدعى لانتخابات مبكرة والمجلس قائم وهذا ما يفرض مخرجاً فيه تراتيبية..تبدأ بحل المجلس ثم الدعوة للانتخابات وبعد ذلك يحدد الموعد على وجه الدقة في الهامش الزمني المتاح الذي أعلاه (85) يوماً..وهي العدة التي على الراغبين في الترشيح من موظفي الدولة ومن ساواهم ان ينتظروها ليدخلوا الى قوائم الترشيح..
فتوى الطراونة تقع ما بين مدرستي العقل والنقل أو الرأي والقياس من جهة والحرفية من جهة أخرى وهو يجتهد لصالح روح الدستور اكثر من حرفيته تاركاً للملك أن يحسم الخيار..
كلام الطراونة أراح الكثيرين حتى من الذين يتربصون بشغور مقعد الرئاسة ممن تحيّزوا الى فئة أم تحرّفوا لمعركة الانتخابات حين قال «لن أعود الى رئاسة الحكومة ولكن هذا لا ينطبق على الوزراء والأمر راجع للملك»..
اذن الارادة الملكية ارجأت الدورة العادية للمجلس لتبدأ ورشة التغيير والانطلاق الى المرحلة القادمة..
ميزة الطراونة أنه لا يشعر بالمرارة ولا يبحث عن شعبية ولا يريد تسجيل مواقف حين يتكلم عن الولاية الدستورية للحكومة التي اختبأ وراءها البعض حين لم يصلوا الى العنب وقالوا انه حامض..
الجرد الذي قدمه الطراونة من الانجازات التي قامت أو ما زالت تطرح نتائجها جرد واقعي قد لا يراه البعض ممن يواصلون رمي القنابل الدخانية لتسهيل دخولهم الى الساحة مذكراً أن حراسة البوابة في مسألة الولاية الدستورية للحكومة هي بالتشريع الذي لم يكلف البعض نفسه معاناة استيعابه وتفعيله واستعماله واختباره لمعرفة تكامله من نقصه قبل دب الصوت وتحميل المجهول المسؤولية..
في مقابلة الطراونة كلام كثير يحتاج الى شرح ومهما كان الاختلاف مع الرجل فإنه منسجم مع نفسه وملتزم بالتسجيل في مدرسة و»الكاظمين الغيظ»!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة