الأربعاء 2024-12-11 11:25 م
 

أزواج يرتدون الملابس على ذوق زوجاتهم

08:13 ص

الوكيل - في الوقت الذي يميل البعض الى فكرة أن الزوج يتدخل في انتقائه لملابس زوجته، إلا أن هذه الصورة تنعكس لدى كثير من النساء اللواتي يقبلن على اختيار ملابس الزوج بشراء كل ما يلزمه من ثياب.اضافة اعلان


بدافع الحب ومعرفتها بما يناسب قوام زوجها، تقبل الثلاثينية أم حلا على شراء ملابس زوجها، تقول 'لا يمانع زوجي أبداً أن أشاركه التسوق لشراء الملابس الخاصة به'.
وتضيف 'قد نتسوق معا لشراء ما يحتاجه من ثياب، وفي بعض الأحيان أبتاع له قطعا أثناء تسوقي منفردة'، منوهة إلى
أن ذلك 'يخلق نوعاً من التشارك في أمور الحياة كافة، فضلا عن زيادة الروابط بينهما'.
نسرين خالد هي الأخرى تختار ملابس زوجها كافة، وتقول إنه 'يثق بذوقها بشكل كبير'، مضيفة أنه عند رغبته في الشراء من أجل مناسبةٍ ما، فإنه عادةً ما يطلب رأيها في انتقاء ملابسه، فهذا يعزز الثقة بينهما، على حد تعبيرها.
إلا أن ما يُشعر نسرين بـ'الضجر' في بعض الأوقات هو 'إنكار زوجها أمام الآخرين بأن ملابسه من اختيار زوجته'، في حال تم توجيه سؤال له عن ذوقه في بعض الملابس.
وتتساءل نسرين مستنكرة، ما العيب في أن يخجل الزوج من الإفصاح أمام الآخرين عن تدخل الزوجة في ملابسه أو انتقائها قطعة ما من ثيابه؟!
وسيم جابر، البالغ من العمر (33 عاماً)، يؤكد أنه في بعض الأحيان يطلب من زوجته رأيها في ملابسه، وخاصة حين يتوجه لمناسبات عامة، مشيرا إلى أنه يلجأ إلى الأخذ برأيها بناءً على المثل القائل 'كل ع زوقك والبس ع زوق الناس'.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جابر يُجزم بأن زوجته تود رؤيته دائماً بأبهى حلة.
ويتابع ممازحا 'رأيها ضروري في بعض الأحيان في هذا الموضوع ولكن ليس بشكل دائم، حتى لا تتعود على فرض رأيها في هذا الشأن'، بحسب جابر.
من جهته، يعتقد الاستشاري الأسري والنفسي الدكتور أحمد سريوي، أن اختيار الزوجة لملابس زوجها أو مداخلاتها اللطيفة في هذا الأمر 'من الأمور الجميلة والمناسبة التي قد تحدث بين الزوجين'.
سريوي يرى أن هذا الأمر ينطبق مع كتاب دونه حول 'فضاء الروح'، فهذه النظرية، بحسب سريوي، تعتمد على أن ترى الزوجة في زوجها 'طفلا صغيرا'، مؤكدا أن الزوجة الذكية هي 'من تعرف كيف تتعامل مع ذلك الطفل وتدلّله'.
وينوه إلى أن المرأة بهذا التصرف تكون 'قد أضفت لمستها عليه وعلى ملابسه وبرضاه وقبوله، وهذا له تأثير إيجابي على العلاقة الزوجية'، رائيا أنه 'لا حرج أبدا من أن تختار الزوجة لزوجها ملابسه'.
'للمرأة ذوقها في اختيار الملابس وتعرف ما يُظهر الرجل جميلاً'، هذا رأي سمر رضوان المتزوجة منذ خمس سنوات وتختار ملابس زوجها بنفسها مذ ذلك الوقت.
وتؤكد سمر أن زوجها لا يمانع ذلك، بل على العكس فقد أصبح يصطحبها لشراء الملابس، تقول: 'زوجي يعمل لساعات طويلة وليس لديه الوقت الكافي للتسوق بشكل دائم ولساعات متتالية، لذلك فإنه يوكل تلك المهمة لي، فكثيرا ما قال إنني أعرف ذوقه واختياراته'.
من جانبها، ترى الاختصاصية النفسية والأسرية في الجامعة الأردنية، الدكتور خولة السعايدة، أن أخذ الزوج برأي زوجته في اللباس، 'مؤشر لثقة الرجل بذوق شريكته والذي قد ينتج عن خبرات سابقة ناجحة معها'، فضلا عن أن الرجل الذي تقبل الفكرة 'تربى في أسرة لا تعتبر ذلك الأمر عيبا، وهذا التأثير النفسي والعاطفي انعكس على حياته مع زوجته في بيتهما'.
وتبين السعايدة أن الأمر ذاته ينطبق على الزوجات اللواتي يثقن بآراء أزواجهن، ولكن قد يكون للموضوع جانب آخر وهو عدم ثقة الفرد بنفسه، فيترك الآخرين يختارون له ولا يكون له رأي بملابسه. وفي هذا الشأن، يقول سريوي 'للزوج أن يتفاخر بذوق زوجته في اختيار ملابسه وهذا دليل على اهتمامها به'، أما فيمن يرفض هذا التصرف ويعتبره غير مناسب ويرفض الحديث عنه أمام الآخرين، فإنه 'لا يود أن يشعر بتلك الطفولة'، كما أنه تصرف ينم عن 'عقلية متحجرة بعض الشيء'.
وفي حالة هلا، الوضع مختلف إلى حد ما، فهي تؤكد أن زوجها يعتمد اعتماداً كاملاً عليها في اختيار ملابسه اليومية للمناسبات كافة، وهذا يجعلها تشعر بالضجر، وتقول 'أشعر أني أشتري لابني الصغير ملابسه عند الشراء لزوجي'؛ إذ إنها عادةً ما تضطر للتسوق والعودة مرة أخرى للتبديل أو تغيير اللون، أو من أجل اختلاف الأحجام وعدم مناسبتها للزوج من المرة الأولى.
ولا يجد مروان منصور ضيراً في أن تشاركه زوجته اختيار ملابسه؛ إذ يعتقد أنها قادرة على مجاراة التسوق في المحال التجارية أكثر منه، ولديها القدرة على التنقيب والبحث عن الأفضل والأرخص بما يتناسب والوضع المادي للعائلة.
كما يشير منصور إلى أنه اعتاد منذ الصغر وحتى سنوات متقدمة من عمره على أن يأخذ برأي وذوق والدته في اختيار الملابس وكان يثق بذوقها بشكل كبير، لذلك فإن تجربته في تدخل زوجته في اختيار ملابسه هي 'تجربة ناجحة بكل المقاييس'، ولا يتردد في الإجابة عن السؤال عن ملابسه بأن 'هذا ذوق زوجتي'.
وهنا تؤكد السعايدة أن الأزواج الذين يأخذون برأي الشريك ويتفاخرون بذلك 'لديهم ثقة عالية بأنفسهم، ولا يلقون بالاً لكلام الآخرين، وهذا مؤشر على علاقات إيجابية بين الزوجين'.
غير أن السعايدة تشير إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الاتفاق على نفس الأذواق مؤشرا لعلاقات قوية، إنما ما يقوي العلاقة وجود انسجام مشترك بينهما فيما يخص اللباس وأن يتم الاتفاق على احترام ذوق الآخر واعتماد أسلوب النقد بطريقة بناءة بدون اللجوء الى التجريح، حتى لا يبتعد أحد الشريكين عن أخذ رأي الآخر خوفا من النقد أو السخرية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة