الوكيل - بالامس القريب استقبلنا عيد الفطر وما أجمل العيد وسط الأهل والأحباب، وما أجمل هذا الحب بين الأخوة والأصدقاء، ويأتي العيد ليزيل كل الأحقاد والكره في القلوب والنفوس وليرسم الابتسامة على وجوه الجميع من صغار وكبار،
ولتعم فرحة لا حدود لها ولا تكتمل إلا ببرنامج خاص للزيارات العائلية، حيث تعد هذه الزيارات من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد لاسيما انها تشكل وجها مميزا في المجتمعات العربية، فبعد أداء صلاة العيد خرج الناس لصلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الجيران والمعارف، والتهنئة بالعيد. و يقترن العيد بالفرح والبهجة، وهي مشاعر تتجاوز المستوى الفردي لتظهر في مستويات اجتماعية مختلفة تعم كل المؤسسات والمرافق الرسمية وغير الرّسمية، وهناك تعدّد في أشكال التعبير عن الفرح بالعيد والتمتع بايامه التي اعتاد الناس الاحتفال بها.
لكن.. على الرغم من العادات الجميلة التي تورثناها عن الاجيال السابقة، الا أن البعض منا صار يتبع سنة غريبة عن مجتمعنا، وهي المعايدة عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، بمعنى انه فضل المعايدة عبر الاتصال الهاتفي وعبر الايميل واجهزة «الاندروويد» الاسلكية المتطورة كـ»البلاك بيري واي فون والاي باد» لتحل محل الزيارات العائلية الاجتماعية.
العيد فرحة الصائم.
عبد الرحمن نوفل «مدرس تربية اسلامية يقول: «في الإسلام، يوجد عيدان هما الفطر وعيد الأَضحى، وكلاهما يرتبطان بمناسبة عبادية مهمة في الإسلام، وهي الصّوم والحج، وهذه هي العلامة التي تمنح العيد الإسلامي هويته الأصيلة، فالعيد مقرون بأداء العبادات على أكمل وجه، والقدرة على الانتهاء منها بأفضل الصور الشرعية الممكنة، فعيد الفطر هو في الواقع فرحة لمن أتم صومه بنجاح، والتزم بشروط العبادة والضيافة بين يدي الله تعالى. ولكن للاسف فان غلاء الاسعار خطف الفرحة
من وجوه المواطنين واطفالهم، فكثيرا من الناس لم يستطع ان يفرح ابنه بملابس جديدة.
ويضيف نوفل للأسف أعتقد أن صلة الأرحام في العيد تراجعت كثيرًا عما كان عليه الوضع في السابق، وقد يعود ذلك لانشغال الجميع في حياتهم الضاغطة من أجل البحث عن الرزق والمال بكل الطرق، ولكن ذلك لا يعني أن ينسى الانسان من يحب فيكون العيد فرصة خاصة لتحقيق هذا التواصل والمحبة.
فرحة الأطفال في العيدية
اما الطفلة هيا محمد فقالت إن العيد «فرحة» خصوصا للأطفال فقد اعتادوا على ‹ معايدة› أسرهم وجيرانهم، وتكمن فرحة العيد بتجميع «العيدية» التي نحصل عليها خلال أيام العيد، فيما جرت العادة خلال هذه الايام أن تنفق الأسر الدنانير على المهنئين من الأطفال، و تعترف هيا انها تحصل هي واخوانها من اباها وجدها وعمها على فئة الخمسة دنانير، وعلى مبالغ اقل من باقي افراد الاسرة والاصدقاء و تذهب بها الى مدينة العاب والمطاعم لترفيه عن نفسها.
تواصل بالخلوي
اما سمير خليل» تاجر» فقال كنت انا وزوجتي وافراد اسرتي في عمان وبعض اهلي خارجها، فيتم التواصل معهم عبر الخلوي، واشار الى ان انتشار هذه الخدمة قلصت من التواصل الشخصي بين المواطنين نتيجة دخول عدد من العادات على المجتمع الاردني حيث عزلت أشخاص الأسرة الواحدة عن بعضهم البعض، وقال ان ضعف صلة الأرحام في المجتمع يرجع إلى بعد الناس عن دينهم والجري خلف الدنيا، كما أن هناك عادات دخيلة طرأت على ممارسات الناس واحتفالهم بالعيد لهذا فإن الزيارات العائلية خفت رغم انها هي الأساس في مثل هذه المناسبات.
استعداد مسبق
من جانبها تقول حليمة عبد الفتاح «مدرسة» ان المنازل استعدت وتم تهيئتها وتزيينها بكل ما هو جديد بمناسبة العيد، ووضعت أصناف الحلوى والمشروبات لاستقبال الضيوف والاقارب والاصدقاء، وقامت كل عائلة من العائلات بوضع برنامج خاص للزيارات في أيام عطلة العيد، فاليوم الأول في الغالب هو يوم الجيران وابناء العائلة الواحدة، ثم تأتي زيارة الأقارب ثم الأصدقاء والمعارف، و إن فتور العلاقات الاجتماعية أصبح هو السمة السائدة حاليا نتيجة انشغال الناس بأمور الدنيا مثل السعي والبحث عن الرزق، لهذا فيكون العيد هو الفرصة المثالية لتعويض هذا الفتور فالتواصل مع الأهل والاقارب يجعل للعيد طعم ورونق مختلف خاصة تبادل الزيارات وصلة الأرحام، كما ان الزيارات العائلية تصنع الفرحة بالعيد، فيما أعباء الحياة وتكنولوجيا الاتصالات أثرت على العلاقات الاجتماعية عبر استخدام الخلوي لتواصل.
تواصل باستمرار
اما نوال عبدالرحمن «طالبة جامعية» فترى أن زيارة الأهل وصلة الأرحام يجب ألا تكون في أيام العيد فقط بل أيضا في الايام العادية، وتقول ان الله سبحانه وتعالى حثنا على ذلك ولكن مع زحمة الحياة وضغوطها وانشغال الناس بأعمالهم إلى جانب كثرة القنوات الفضائية «والشات والانترنت» والتي عزلت الناس عن بعضها فأبناء الأسرة الواحدة قد لا يتقابلون إلا على الطعام، وان تقابلوا وخاصة مع اختلاف توقيت نهاية أعمال بعضهم إلى جانب ظهور مشكلة التفكك الأسري حيث اصبح الطلاق هو السمة الرئيسية لا يجب ان ننسي هؤلاء الاشخاص الذين نحبهم وهم في الأصل أهلنا وأقاربنا وتكون مثل هذه المناسبات فرصة لتحقيق هذا التواصل والود بيننا.
تواصل بالانترنت
اما حسن شحادة «مغترب» فيقول وقتي كله أقضيه بالتواصل مع الاهل عبر استخدام الانترنت لبعث رسالة تهنئة لكي أشعر بتلك الطقوس والعادات التي تعودت عليها مع الأهل والأقارب منذ الصغر، فظروف العمل والغربة تؤثر عليى كثيرا، ولا أشعر بالغربة إلا في هذه الأيام لأن العيد يعني العائلة والتجمع والصحبة الطيبة فلا أشعر بصلة الأرحام إلا من خلال الانترنت والتليفون الخلوي.
الدستور
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو