الأحد 2024-12-15 10:53 ص
 

الشباب الساعي للعمل

09:45 ص


یجب التفریق بین التشغیل والتوظیف؛ القوى العاملة في كل مجتمعات واقتصادیات العالم لا تذھب للوظیفة بل لسوق العمل التي تشكل الوظیفة – خاصة الرسمیة – الجزء القلیل منھ، أما باقي الأیدي العاملة فتذھب لجمیع الأعمال الأخرى متباینة الدخول والمیزات.

اضافة اعلان


السعي للوظیفة كان سببھ سابقا الأمان الوظیفي والدخل المجزي. أما الآن، فالدخل من العمل الخاص لا یقل بل یزید في معظم الأحیان عن دخل الوظیفة الرسمیة، والأمان الوظیفي یتحقق من خلال منظومة الضمان الاجتماعي التي تتیح للمشتغلین بصفتھم الفردیة الاشتراك بالضمان.


مطلوب من الجمیع التذكیر مرارا وتكرارا أن الأردن لیس دولة بنھر لا ینضب من الموارد ولا یستطیع القطاع العام توظیف كامل القوى العاملة في المجتمع، وأن بلدنا فیھ مئات الآلاف من العمالة الوافدة التي لا تعمل بالوظائف وتحصل على أجور مجزیة ھي بالتأكید أفضل من الوظیفة، خاصة في قطاعات الخدمات والزراعة والمقاولات.

الوظیفة لیست فقط محدودة الأجر، ولكنھا ببساطة غیر متاحة لأن القطاع العام في الأردن متخم، ونسبیا كبیر جدا مقارنة بباقي الدول، الأمر الذي رتب أعباء كبیرة على الخزینة لسد حاجة النفقات الجاریة من رواتب.


لا یمكن لأي دولة أن تجد لجمیع أبنائھا وظائف، فحتى دول الخلیج تغادر ھذا النموذج المستنزف اقتصادیا. قطعنا شوطا مھما في التغلب على ثقافة العیب، لكنھا ما تزال موجودة. نشھد بشكل مستمر ّ قصص نجاح للتغلب على ھذه الثقافة؛ فثمة من ”تضمن“ صیانة وتنظیف العمارات مشغلا عددا من العمال الوافدین والأردنیین في شركتھ بدلا من أن یعمل حارس عمارة، وآخر ”یتضمن“ المزارع وبأجور مجزیة مشتغلا ومشغلا عددا من العمال معھ، وثالث یؤسس شركة خدمات لصیانة وتنظیف البیوت عائدھا مربح ومجزي.

نظام المھن المنزلیة أتاح المجال لمئات من ربات البیوت للعمل والمساھمة في زیادة دخول أسرھن. مثل ھذه الأمثلة عشرات أخرى لمبادرات تغلبت على ثقافة العیب في بعض المھن التي ما تزال تعاني من ذلك. الخلاصة أن الراغب والمصمم على العمل سیجده، وسیبدع فیھ، ولا ضرورة لانتظار الوظیفة التي قد لا تأتي أبدا. كما من حق شبابنا المطالبة بالوظیفة، والواجب علیھم أن یفرقوا بین الوظیفة وفرص العمل من غیر الوظیفة، وواجبھم أیضا الابتكار في التغلب على ثقافة العیب والانخراط بسوق العمل بتصمیم وإرادة.


ثقافتنا وقیمنا كانت دائما تعلي من قیمة العمل، وكنا دائما نسمع مقولة إن ”الشغل مش عیب“ وكانت مسلمة اجتماعیة. العیب في قیمنا ھو أن ینتظر شاب في مقتبل العمر، وھو في قمة طاقتھ وعطائھ، وظیفة قد لا تأتي، أو أن یھدر وقتھ وطاقتھ في محاولات التوسط للحصول علیھا.

الجمیع مطالب بالحدیث مع الشباب، وتوجیھھم للعمل بدلا من السیر لأیام للمطالبة بالوظائف غیر المتوفرة، وعلى الجھات ذات العلاقة الإعلان بشكل مكثف عن القطاعات التي تبحث وتعاني من قلة الأیدي العاملة، وأن یتم الإعلان عن شواغر دوائر العمل المنتشرة على لوحات إلكترونیة ضخمة على سقوف مبانیھا، ولیصمم تطبیق إلكتروني یوضح بسھولة ویسر المعروض في سوق العمل.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة