السبت 2024-12-14 10:14 م
 

المجلس العلمي الهاشمي يواصل جلساته

10:25 م

 الوكيل- بترا - مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى سمو الامير محمد عباس بن علي بن نايف، بعد صلاة اليوم الجمعة في قاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي الإسلامي بمسجد الشهيد الملك المؤسس طيب الله ثراه، الجلسة الثالثة لهذا العام من المجلس العلمي الهاشمي التاسع والستين بعنوان (التابعون باحسان) والذي يأتي ضمن المجالس العلمية الهاشمية التي دأبت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على عقدها تحت الرعاية الملكية السامية في شهر رمضان المبارك في كل عام وبدأت الجلسة الاولى منه في الجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك الحالي بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من العالمين العربي والإسلامي.اضافة اعلان


وتحدث في المجلس كل من مفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي ابراهيم علام، ومفتي القوات المسلحة الاردنية الدكتور يحيى البطوش، وعضو رابطة علماء الاردن المدرس في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور عبد الرحمن ابراهيم الكيلاني. وتناول المتحدثون في الجلسة محور (التابعون بإحسان) وابرز صفات جيل الصحابة ومن هم التابعون،وكيف وقر جيل التابعين الصحابة رضوان الله عنهم اجمعين، واثر سلوك التابعين على حركة الدعوة الاسلامية وكيف اثر هذه السلوكيات على حركة الفتوحات الاسلامية في عهد التابعين ، كما سلط المتحدثون الضوء على أهم ملامح الحركة العلمية وملامح الحركة الاجتماعية في عهد التابعين والحركة العلمية الفقهية تحديدا.

وتحدث مفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي ابراهيم علام حيث بين ان نور الرسول صلى الله عليه وسلم نور أتم وانتقل هذا النور الى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كل على قدر قربه وتقواه من الله ثم انتقل الى جيل التابعين الذين اهتدوا بنور الرسول صلى الله عليه وسلم.

وحول من هم التابعين وما هو مفهوم التابعي فقال انهم بلغوا مهنية الفضل والرضوان بما عملوا ، وجاهدوا في سبيل الله وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم مبينا أن قول المفسرين في الآية الكريمة (والذين اتبعوهم) هم التابعين الذي بينت ان الله رضي عنهم ورضوا عنه.

وقال الدكتور علام ان التابع ،وتابعون جمع تابع وهو اسم فاعل من تبع ويدل على اقتفاء أثر الشيء مشيرا الى ان المحدثين اختلفوا من هو التابعي فهل هو الذي رأى الصحابة أو جالسهم مبينا ان الامام البغدادي بين أن التابعي هو من تبع الصحابي بإحسان ، كما بين ان من ادرك الصحابة وهو صغير فلا يعد من التابعين،لافتا انه عند عدد من العلماء ان من رأى صحابيا فهو تابعي، وهذا يشمل من كان غير مسلما ثم أسلم.

وقال ان التابعين طبقات وذكرهم الامام مسلم وقسمهم ثلاث طبقات الأولى لكبار التابعين من سنة 62 هجري وحتى 93 هجري، والثانية الطبقة الوسطى من التابعين من 93 هجري الى 117هجري ومدتها 24 سنة، والثالثة من تأخر من التابعين أو توفي معهم من 113 هجري الى 151 هجري ومدتها 38 سنة.

وتحدث فضيلة المفتي العام للقوات المسلحة الدكتور يحيى البطوش حول أثر سلوك التابعين على حركة الفتوحات الاسلامية من حيث حركة الفتح الاسلامي في حياة التابعين ، وحركة الدعوة في جهاد التابعين وهي امتداد من سنة 40 هجري الى 321 هجري وهي فترة الدولة الاموية حيث انهم حققوا الاتباع والجهاد في سبيل الله مبينا ان التابعين كانوا فاتحين وأهل دعوة ، وأن الحاكم النيسابوري قسم التابعين الى 15 طبقة.

وحول حركة الفتح الاسلامي في جيل التابعين قال الدكتور البطوش ان الحملات لفتح البلاد والامصار حيث فتحت قبرص وصقلية وغيرها ، وفتح القيروان بعد انهيار جيوش البربر حيث علمهم التابعون اصول الاسلام ودخل كثير منهم الاسلام، ثم فتحت اسبانيا عام 92 هجري .

وحول حركة الجهاد في حياة التابعين فتميز جيل التابعين بكثرة التوازن بسبب كثرة الفنون وفهموا مدارس العلم ومنهم مدرسة الرأي وظهور حركة العلم المباركة في الامة من خلال تدوين السنة بأمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز كان لهم شرف تدوير السنة وحفظها وعلى رأسهم ابن اسحق وابن هشام وابن الزهري.

وتحدث عضو رابطة علماء الاردن المدرس في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور عبدالرحمن ابراهيم الكيلاني وقال أنه ظهر في هذا العصر عدد من العلماء والمجتهدين في علوم الشريعة الاسلامية مثل الحسن البصري ومجاهد بن جبر وغيرهم من العلماء الذين ما زلنا نأخذ في آرائهم ونعتمد عليهم في تشريعاتنا.

وبين أن ابرز معالم الحركة العلمية شهدت نهضة تمثلت بانتشار المدارس في لأمصار الاسلامية في الكوفة والمدينة المنورة ومصر والقيروان والشام ، واسسوا مدرسة في المدينة المنورة من علمائها طاووس ابن كيسان وعمر بن دينار رضي الله عنهما وعمر بن وفي الكوفة مدرسة من اشهر علمائها شريم بن الحارب وسروق، وقال لقد شهد الاردن ظهور بعض التابعين منهم ابو عمر عبادة بن نسيب الاردني داعيا الى اعداد موسوعة علمية لعلماء اهل الاديان قديما وحديثا داعيا وزارة الاوقاف الى تبني هذا الامر.

واضاف انه كان للمساجد الاثر الكبير في نشر العلوم حيث كانت حلقات العلم في كل المساجد في الامصار الاسلامية مبينا ان فقهاء وعلماء تأثروا بمنهج الصحابة حيث كان فقهاء وعلماء الشام بفقه معاذ بن جبل ،واهل الكوفة تأثروا بفقه عبد الله بن مسعود ، اما المظهر الثالث فيتمثل باتساع دائرة الفقه في عصر التابعين لعدد من العوامل منها ان الاجتهاد الجماعي في عصر الصحابة لم يكن ممكنا في عص التابعين واختلاف التابعين في مناهجهم، والتفاوت بالعلم في السنة النبوية حيث قامت المرأة بدور كبير في هذا العصر حيث كان للنساء نشاط كبير فيه. وحضر المجلس العلمي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد نوح القضاة ، وإمام الحضرة الهاشمية قاضي القضاة سماحة الدكتور أحمد هليل، وسماحة مفتي عام المملكة الدكتور عبد الكريم الخصاونة، والعين يوسف الدلابيح، وعدد من السادة الأعيان والنواب، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة