سواليف حصيده .. الكيكه

:محمد العويمر

الاردن الذي تم اغراقه باستراتيجيات لكل شيء بدءاً بالتعليم والبيئة والاقتصاد والزراعة والمياه والشباب والمراة ،يحتاج اليوم للاعتراف من قبل المسوؤلين ان 'البرزنتيشن 'ذو الاعمدة الملونة على 'الداتا شو 'لم يعد يجدي مع المواطنين الذين يسمعون ان الاوضاع حسب 'اللاب توب 'جيد جدا وعلى الواقع لا حلول .اضافة اعلان

من منكم يعرف تلك العجوز في جرف الدراويش في بيت طيني يعشش فيه العنكبوت منذ عشرين عاما بلا كهراباء او ماء او ثلاجة او غاز ،ومن منكم يعرف ان اغلب جمعياتنا 'تشحد' لتلبي احتياجاتها ، ومن منكم يعرف ان احد الجامعات في الجنوب جل طلابها يدرسون مجانا عن طريق المنح ،ومن منكم يعرف ان عائلة في مكان ما في هذا الوطن كل ابنائها معينين في وظائف وعائلة اخرى بافرادها المتعددين بلا عمل ، من منكم يعرف ان هناك محافظات متغولة على الوطن واخذت كل مكتسبات المحافظات الاخرى .
نحن اذا امام خلل في توزيع المكتسبات في هذا الوطن لان سياسة 'دبرحالك ''والاسترضاء' جعلت القوي اكثر نفوذا والضعيف اكثر اقصاءا من قبل ،واصبحت 'التورتة 'عل راي اخواننا المصريين او 'الكيكة ' كم يسميها الاردنيون توزع في 1-1- من كل عام لاشخاص وعائلات معينة في هذا الوطن وباقي الشعب على راي 'العولمة ' ليذهبوا لى الجحيم .
الحلول تقول ان على الحكومة ان تبادر الى العيش في تفاصيل كل منطقة وتجد لها الحلول من نفس البيئة التي يعيش فيها المواطنين ولذلك يجب ان تتوقف الحكومة فورا عن اعطاء مئات خطوط الباصات والسيارات لشخص واحد لينتفع بها بل ان من ابسط واجباتها ان تمنح لكل جمعية في هذا الوطن خطا لباص او مركبة حتى تقوم بدورها في خدمة المجتمع كذلك لنمنح الناس ونشجعهم في بيئاتهم من خلال ايجاد الابار الارتوازية التي تساهم في زيادة الثروة الحيوانية والزراعة والاستقرار في مناطق مثل الحسا وجرف الدراويش والجفر وفي البادية الشرقية والشمالية والجنوبية ،بدل ان تنتهج الحكومات سياسة احتكار الاعلاف مما 'طفش ' نصف مليون مواطن يعتاشون من 'الحلال ' اقصد 'الاغنام ' واصبحوا يدقون ابواب الوظيفة والحكومة والديوان الملكي لطلب العون في وظيفة مدنية او عسكرية ،وهنا فلا حجة لاي حكومة او لاحد لان من منح الارض للمستثمرين في الشوبك لزراعة التفاح واستنزاف عشرات الابار يتسطيع ان يمنح اهل الشوبك بئرا يعتاشون من خلاله وهذا ينطبق على الديسة وعشرات الابار التي تخدم افرادا وحساباتهم في البنوك اما اهل 'الديسة 'فلهم الله .
ومربط الفرس كما شاهدناه في كل دول العالم ان من واجب الحكومة ان تدق ابواب المواطنين لتمنحهم حقوقهم ومكتسباتهم ،وان تقوم الحكومة بتريح الناس في تفاصيل يومهم ، فمن منا لا يشتكي من الغش الظاهر في شوارعنا من اجل مصالح متعهدي الطرق الذين يعتاشون على خراب سياراتنا ، والله يرحم 'المجالس القروية 'التي كانت 'ترصف 'الشارع قبل تعبيده ، ومن منا يصدق ان ساعة الماجستير في الاردن ب200 دينار واصبح لزاما علينا اخذ القروض من البنوك ليدرس ابنائنا ،كل هؤلاء وغيرهم ياكلون من الكيكة التي يدفع ثمنها المواطن وياكلها المتوحشون .
سواليف حصيده اليس كذلك ولكن صدقوني ان حصيدتنا وبيادرنا في الزمن الجميل كانت تمنح الطير حصة ليعيش ،واليوم هذا الطير يطارد الشاحنات القادمة من العقبة والمحملة بالقمح القادم من امريكا ليعيش على الحب المتساقط منها ، اما انتم يا من تعرفون انفسكم لا تمنحون الا انفسكم هكذا ربتكم العولمة والتي تريد اعدام الفقراء حتى يرتاح الاقطاعيون .

محمد العويمر
[email protected]